جعفرباعو يكتب : ثقة الشرطة
*على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وضع أحدهم منشوراً حذر فيه أصحاب السيارات من استخدام “شارع الهوا” لوجود بعض المتفلتين “ليلاً” يرمون السيارات بالحجارة ومن ثم نهب سائقي تلك السيارات.
*وفي بوست آخر سرد صاحبه عملية نهب لمواطن في الساعات الأولى من الصباح في أحد الأحياء الراقية في أم درمان، وخلاف هذين البوستين ظاهرة التفلت والسرقات وانفلات الأمن في بعض مناطق الخرطوم أصبح ظاهرة مقلقة، خاصة وأن الخرطوم عرفت بالأمن حتى في أطرافها في أوقات سابقة.
*والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، ما هي الأسباب التي جعلت الخرطوم تفقد بعضاً من أمنها واستقرارها عقب ثورة ديسمبر؟ وربما الإجابة على هذا السؤال تتشعب إلى الكثير من المحاور، ولكن ربما يكون أهمها هو فقدان الثقة بين المواطن والشرطة والتي بدأت من ميدان الاعتصام حينما غنى المعتصمون “شفاته جو بوليس جرا”.
*الشرطة السودانية ومنذ تأسيسها عرفت بقوتها وصلابتها وحزمها في الكثير من الأمور والأهم من كل ذلك عرفت الشرطة السودانية بحلها للكثير من الجرائم “الغامضة” التي يظن فيها المجرم أنه لم يترك دليلا واحداً يدل عليه.
*في الفترة الأخيرة فكر عدد من الناشطين والإعلاميين وقيادات الشرطة من إطلاق مبادرة حملت عنوان “إرجاع هيبة الشرطة” وإن اختلفنا قليلاً في هذا الاسم باعتبار أن هيبة الشرطة موجودة ولا يمكن لها أن تبارح مكانها، إلا أن المبادرة ممتازة وتصب في مصلحة أمن واستقرار الخرطوم وغيرها من ولايات السودان.
*الكثيرون يتحدثون عن قيام الشرطة بدورها كاملًا تجاه المتفلتين والمجرمين، إلا أن بعض منسوبي الشرطة تقدموا بشكاوى لتعرضهم للإساءة والضرب أحياناً، مما خلق فجوة كبيرة بين الشرطة والمواطن ودور هذين لا ينفصل أبداً فكلهما مكمل للآخر.
*فإن كانت الشرطة في خدمة الشعب فإن الشعب والشرطة في خدمة الوطن، ونعمة الأمن التي تتوفر في الخرطوم تفقدها الكثير من العواصم العربية ويجب أن نحافظ على أمنها بمساعدة بعضنا البعض.
*هيبة الشرطة من هيبة الدولة، ويجب فرضها بأي شكل من الأشكال حتى يطمئن المواطن، وهو نائم في داره، وكذلك على المواطنين أن يفعّلوا دورهم في التواصل مع أقسام الشرطة في الأحياء وإيجاد طرق تواصل بينهم ليعملا سوياً من أجل حفظ الأمن من بعض ضعاف النفوس الذي يروعون الآمنين.
*أذكر قبل فترة ليست بالبعيدة كانت هناك أحداث شغب في حي القوز بوسط الخرطوم وتوجه بعض المواطنين إلى قسم شرطة الرميلة، وخلال ساعة كانت المنطقة آمنة على الرغم من أن القسم في تلك الفترة كان يعاني من نقص في الآليات والكادر البشري وحتى اليوم هناك تنسيق كبير بين رئيس القسم ومواطني تلك المناطق مما يجعلها من أكثر المناطق أمنًا واستقرارًا.
*أمس أعلنت وزارة الداخلية نشر أعداد كبيرة من رجال الشرطة وتفعيل السواري ليجوبوا الأحياء حتى تعود الخرطوم إلى أفضل من سابق عهدها، ونرجو أن يتفاعل المواطنون مع هذا العمل حتى يعود الأمن كما كان دون حدوث عمليات نهب وسرقات.