اتفاق مع أمريكا يضمن للسودان أكثر من مليار دولار سنوياً

 

الخرطوم- الصيحة

وقّعت الحكومة مع نظيرتها الأمريكية اتفاقيتين، تختص الأولى بالمُصادقة على القرض التجسيري بمُوجبه تُسدِّد الولايات المتحدة الأمريكية متأخرات ديون السودان لمجموعة البنك الدولي، فيما تختص الثانية بمُصادقة السودان على إعلان “اتفاقيات إبراهام”، المُختص بالتسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب والأديان بمنطقة الشرق الأوسط.

ووصل وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشن برفقة وفد أمريكي كبير في زيارة للخرطوم أمس، أجرى خلالها لقاءات مع رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، وعدد من المسؤولين تمت خلالها مناقشة الوضع الاقتصادي والمساعدات التي ستقدمها أمريكا للسودان وتسديد ديون وموضوعات أخرى ذات طابع مشترك.

وبمجلس الوزراء، التقى د. حمدوك، وزير الخزانة الأمريكي بحضور وزراء الحكومة الانتقالية، وقال السفير عمر مانيس في تصريح إن الزيارة تعتبر الأولى لوزير خزانة أمريكي للسودان، وأوضح أنها بحثت العلاقات بين البلدين. وقال مانيس إنّ رئيس الوزراء شكر جهود الإدارة الأمريكية التي أفضت إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعادة الحصانة السيادية للسودان ودعم عملية الانتقال الديمقراطي وخلق استقرار اقتصادي في السودان. وأشار مانيس إلى أن اللقاء تناول ملفات العلاقات الثنائية المتحركة في مختلف مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار وغيرها، قائلاً إن الزيارة مؤشر قوي لانطلاق البلدين لعلاقات متطورة في المستقبل القريب.

وفي لقاء منفصل، أكد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حرص السودان على تطوير علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية في كافة المجالات وخاصةً في المجالات الاقتصادية، فيما عبر الوفد الأمريكي عن تقديره لحسن قيادة رئيس مجلس السيادة للبلاد وللفترة الانتقالية مُناصفةً مع مجلس الوزراء لتجاوز التحديات التي تواجه السودان.

وأعلن البرهان، ترحيبه بوزير الخزانة، وقدم تنويراً عن موقف البلاد من التوترات الحدودية مع الجارة إثيوبيا، قاطعاً بأن ما قامت به القوات المسلحة السودانية يعد إعادة انتشار داخل الحدود، مؤكداً حرص السودان على معالجة الخلافات بالتفاوض والحوار.

من جانبه، أكد وفد الخزانة الأمريكية برئاسة الوزير ستيفن منوتشين، حرص بلادهم على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المُشترك خَاصّةً في المجالات الاقتصادية، وأشاد وفد الخزانة الأمريكية بالجهود التي بُذلت وتُوِّجت بالتوقيع على اتفاق جوبا لسلام السودان، ووعد بالمساعدة في تنفيذ بنود اتفاقية السلام، وأكد الوفد حرصه على إلحاق الحركات غير الموقعة على اتفاق السلام، وأوضح الوفد خلال اللقاء حرص الولايات المتحدة الأمريكية على توصل السودان ومصر وإثيوبيا الى اتفاق فيما يلي ملء سد النهضة وتشغيله.

ووقّع السودان والولايات المتحدة الأمريكية في إطار زيارة وفد الحكومة الأمريكية، مذكرة تفاهُم بخُصُوص القرض التجسيري الذي ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية بمُوجبه بسداد مُتأخِّرات السودان لمجموعة البنك الدولي، مما يُمكِّن البلاد أخيراً من الوصول لمصادر تمويل تصل قيمتها لمليار ونصف المليار دولار سنوياً، تدفع باقتصاد البلاد وتعين الحكومة على تنفيذ مشروعات البنى التحتية والتنمية المُختلفة، في وقت تدخل فيه بلادنا لفسحات السلام.

وكذلك جرى توقيع إعلان “اتفاقيات إبراهام”، الذي نصّ على ضرورة ترسيخ معاني التسامُح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب والأديان بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، بما يخدم تعزيز ثقافة السلام، كما أوضحت بنود الإعلان أنّ أفضل الطُّرُق للوصول الى سلام مستدام بالمنطقة والعالم تكون من خلال التعاون المشترك والحوار بين الدول لتطوير جودة المعيشة، وأن ينعم مواطنو المنطقة بحياة تتّسم بالأمل والكرامة دون اعتبار للتمييز على أيِّ أساس، عرقي أو ديني أو غيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى