غرب دارفور.. اتساع الجفوة بين الدومة والرحل
تقرير: محيي الدين زكريا
مع التدهور الأمني الخطير الذي تشهده مناطق متعددة بولاية غرب دارفور مصحوباً بحوادث قتل ونهب طالت الأطفال علي أساس عنصري وسط تنامٍ مضطرد للاحتقان القبلي وإشاعات تطلق هنا وهناك بهجوم مرتقب لإحدى القبائل علي الأخرى أصبحت هذه المواقف مصدر قلق للأجهزة الأمنية التي انتشرت بصورة واسعة بآلياتها الثقيلة والخفيفة في الشوارع والمؤسسات الحكومية.
عموماً في ظل هذه الأجواء المشحونة ليس بمستغرب أن تنشب حرب قبلية طاحنة لأبسط الأسباب بين شخصين في إطار التعاملات العادية في ولاية تنتشر فيها المخدرات والفهم الخاطئ لثورة ديسمبر.
في ظل هذه الأحداث، عُقدت التنسيقية العليا لأبناء الرحل، وقال القيادي بالتنسيقية مسعود تور اللاد إن الولاية انجرفت في انفلاتات أمنية كبيرة.
وأشار إلى أن الرحل يدعون للتعايش السلمي وقبول الآخر مع جميع شرائح المجتمع والتصالح مع الذات، وأضاف: كل مواطني غرب دارفور متضررون من الأحداث التي تجري في مدينة الجنينة بصورة أخص.
وحذر من تنامي وتيرة الصراع والخلافات وحرية المتلاعبين بالأمن في تنفيذ أجندتهم الخاصة.
لافتًا إلى وقوع عدد من الحوادث في الشربط الحدودي مع تشاد أمام مرآى ومسمع القوات المشتركة السودانية التشادية، وطالب بمراجعة اتفاقية إنشاء القوات المشتركة السودانية التشادية.
ودعا حكومة السودان إلى حماية الأراضي السودانية التي ظلت تخترقها مليشيات مسلحة وتقتل وتنهب الرحل.
وحمل حكومة الولاية مسؤولية عدم تعاملها بالشكل الجدي مع الحوادث والاعتداءات ذات الطابع العنصري.
من جانبه قال القيادي بالتنسيقية محمد زين إدريس إن التغيير الذي حدث في السودان استغله البعض استغلالاً سلبياً بينما اعتبره آخرون تغيير مجتمعات وليس سياسات.
وأضاف: لذلك ظهرت الروح العدوانية على بعض المكونات في المجتمع وحدثت اعتداءات على إثنيات بعينها.
واتهم جهات لم يسمها بأنها تسعى لإشعال الفتنة في الولاية، وتقوم برصد دقيق لكل الأحداث في كافة المناطق لإشعال الفتنة من أجل مصالحها.
وحذر المواطنين من الانجرار وراء أصحاب المنافع،
وكشف عن طرح ميثاق شرف للتعايش السلمي بين القبائل.
ويرى مراقبون أن الوضع الأمني في الولاية مقبل على مرحلة خطيرة جداً بدأت ملامحها تظهر بصورة واضحة في تسلسل الأحداث وتمرحلها وتنوعها، واشار المراقبون إلى انتشار السلاح الذي وصفه والي غرب دارفور محمد عبد الله الدومة في مؤتمره الصحفي بأنه يكفي لتسليح حيش كامل.
عموما أصبحت الأجسام التي تشكلت بعد الثورة تمثل أشواق وتطلعات المجتمعات التي تمثلها ويدين لها الكثيرون بالولاية بعد اضمحلال أدوار الإدارات الأهلية والقيادات التقليدية.