المقينص… تعديات تحتاج للحسم!!
المقينص: أحمد جبريل
تعديات على المواطنين هنا وهناك من القوات والفصائل الجنوبية المتمردة على حكومة سلفاكير في جوبا والتي اتخذت معسكرات ومقار لها لإدارة عملياتها داخل الأراضي السودانية بمناطق جنوب النيل الأبيض، لكن حادثة مقتل المواطنين أمس الأول في قرية المقينص فتحت المشهد على مأساة مواطني جنوب النيل الأبيض الذين همشتهم كل الحكومات إذ تنعدم مياه الشرب النقية والطرق وتموت النساء الحوامل خريفًا في منتصف الطريق بسبب الوحل ووعورة الطرق إلى كوستي ويشربون من النيل مباشرة وبعض القرى لا تجد قطرة ماء إلا بعد مشوار طويل يمتد من الفجر إلى مغرب اليوم ولا توجد كهرباء ولا صحة ولا تعليم في ذات الوقت الذي يستمتع فيه سكان معسكرات إيواء النازحين من الجنوب بجميع الخدمات دون أن ينال منها مواطن المنطقة جعل يسير، كل ذلك صبروا عليه لتوفر الأمن والسلم الاجتماعي، إذ تشتهر المنطقة بالزراعة والرعي والنشاط التجاري والسلام الاجتماعي والتداخل مع نظرائهم في جنوب السودان، انفرط عقد الأمن بحادثة مقتل مواطنين اثنين من المقينص على أيدي قوات القائد الجنوبي أولنج في مشكلة تتعلق بمياه الشرب التي فرضت القوات المتمردة رسوماً عليها يدفعها المواطن السوداني بالمنطقة وهو وضع مزدوج ودولة داخل دولة ما يرفع الأمر برمته إلى والي النيل الأبيض والحكومة الاتحادية والوزارات المختصة لحسمه وتحقيق الأمن والاستقرار لمواطني الحدود، موجة نزوح ضربت المقينص والقرى المجاورة عشية الأحداث حيث وصل عدد من الأسر إلى مدينة الراوات بحثاً عن الأمن والاستقرار، وإلى النيل الأبيض إسماعيل وراق خف إلى الحدود وفي معية لجنته الأمنية ووقفوا على الأوضاع ووجه قيادات المنطقة والمواطنين الالتزام بما اسماه الترتيبات الأمنية الآنية حقناً للدماء إلى حين الشروع في عمليات ترسيم الحدود مع دولة جنوب السودان والتي من المتوقع أن تبدأ بصورة فعلية مطلع هذا العام 2021.
وجدد وراق ثقته في القوات المسلحة وقال إنها صمام أمان السودان وحصنه الواقي ضد الأعداء والمتربصين بالوطن كاشفاً عن ترتيبات مع ولاة الولايات الحدودية مع النيل الأبيض لإجراء ترسيم الحدود لحفظ الحقوق وحفظ الأمن والاستقرار.
وقال والي النيل الابيض إن نقاط التفتيش والعبور بالمناطق الحدودية تعد إحدى آليات مكافحة التهريب ومنعه وهي إجراءات ضرورية.
وطالب المواطنين بالمقينص الامتثال لتعليمات القوات النظامية الموجودة بالمنطقة ومدها بالمعلومات الكافية وإسنادها والتعاون معها من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار بطول الشريط الحدودي الى حين إجراء عمليات ترسيم الحدود مع دولة جنوب السودان.
العمدة الصادق النور حماد عمدة المقينص جدد حرصهم على الدفاع عن مناطقهم ودعم القوات المسلحة ودعا لضرورة حماية المنطقة من الانفلاتات الأمنية والعمل على نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي والإسراع بإنفاذ عمليات ترسيم الحدود لحماية المواطنين من التعديات المتكررة من المتفلتين في الحدود.
منطقة جنوب النيل الأبيض وعقب انفجار تمرد رياك مشار أضحت مقرًا لقواته حيث قصفت قوات دولة جنوب السودان معسكراً فى منطقة الكويك العام 2016 وأحرقته بالكامل دون خسائر في الأرواح زاره الوالي الأسبق كاشا متفقداً القوات الموجودة بالمنطقة، وقد كان الاعتداء بمثابة رسالة احتجاج على إيواء النظام المخلوع لقوات مشار ورسالة أخرى في بريد ذات القوات المعسكرة على مقربة من معسكر القوات السودانية المقصوف.
مراقبون في النيل الأبيض تحدثوا للصيحة قطعوا بعدم استتباب الأمن فى وجود فصائل جنوب سودانية متمردة تتخذ من أراضي السودان مقار لها ومعسكرات، وطالبوا الحكومة الاتحادية بطرد هذه الفصائل من أجل أمن المنطقة والمواطن.