:: لكثرة الأخطاء في المناهج المطبوعة، يُطالب البعض بإقالة مدير المركز القومي للمناهج.. ومن الخطأ أن يطالب هؤلاء بإقالة المدير، فالطلب يجب أن يشمل وزير التربية والتعليم أيضاً.. ولعلكم تذكرون حديثه في منتدى الزميلة (التيار)، عندما قال: (طلبنا من سفارات ألمانيا واليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية منحنا ورقاً لطباعة الكتاب المدرسي، ولم نجد استجابةً، وقامت إحدى السفارات بمنحنا 30 ألف دولار، وقُمنا بإعادتها لها)..!!
:: هكذا أثقلت تكاليف طباعة المناهج كاهل الدولة، أي لحد تسوُّل وزير التعليم السفراء، ليعطوه أو يمنعوه.. ولكن ثم ماذا بعد هذا التسوُّل؟، وهل صرفت وزارة التعليم ومركز المناهج ميزانية طباعة المناهج (كما يجب)، أي بمنتهى الدقة والترشيد، بحيث لا يتسوّل كل أعضاء مجلس الوزراء، كما فعل وزير التربية والتعليم؟.. للأسف (لا)، لقد تم إهدار بعض هذه الميزانية، ولا يزال..!!
:: وعلى سبيل المثال، كتاب رياضيات الصف السادس، اكتشفوا فيه الأخطاء بعد طباعة ما لا يقل عن (50.000 نسخة)، فأوقفوا الطباعة ثم أخضعوا الكتاب للمراجعة والتصحيح، فمَن يتحمّل هذه الخسائر؟.. وكتاب التاريخ، المثير للجدل، اطلع عليه وزير التعليم – بالفضول – بعد طباعته، ليكتشف ضُعفاً كبيراً في المادة المثيرة للجدل، وهي وحدة النهضة الأوروبية، ثم أصدر قراراً بتشكيل لجنة لمراجعة هذه المادة..!!
:: هذا الكتاب المراد مراجعته، بلغ حجم المطبوع منه (800.000 كتاب)، بتكلفة قيمتها (56.000.000 جنيه)، ستة وخمسين مليون جنيه.. ولو حكمت اللجنة التي شكّلها الوزير التوم بضعف المادة، كما حكم الوزير، فليس هناك حل لمعالجة هذا الضعف غير إعداد وطباعة كتاب آخر.. هذا أو سوف تتبع وزارة التعليم نهج (مشِّطوها بي قملها)، أي دعوا المادة تمر كما هي، وبذات ضعفها الكبير..!!
:: وبعد أن وصف الوزير التوم، أعضاء اللجنة التي شكّلها لمراجعة كتاب التاريخ بالتربويين والمختصيين، يبقى السؤال عن أعضاء اللجنة التي أعدت الكتاب مشروعاً.. نعم، فالسادة المعدون لكتاب التاريخ، ألم يكونوا تربويين ومختصين في التاريخ؟، أم كانوا تربويين ومختصين في الجغرافيا والفيزياء، ولذلك وضعوا تلك الوحدة التاريخية التي تتسم بقدر كبير من الضعف، حسب وصف الوزير التوم..؟؟
:: وتتواصل الأسئلة.. كيف تم اختيار أعضاء اللجنة التي وضعت المادة الضعيفة؟، ومَن الذي اختارهم؟.. وكيف تم اختيار أعضاء لجنة مراجعة المادة الضعيفة؟، وما الفرق بين هؤلاء وأولئك – المعدين والمراجعين – من حيث المؤهل ومعايير الاختيار، بحيث يطمئن الشعب على جودة المادة؟.. وبما أن وزارة التعليم نشرت أسماء أعضاء اللجان – في التيار – حسب حديث الوزير، فلماذا لا ينشر أيضاً كيفية اختياره لهؤلاء الأعضاء..؟؟
:: وبالمناسبة، راجع مجمع الفقه الإسلامي كتاب التربية الإسلامية للصف الأول، وتفاجأ بعبارة (الجنة تحت أقدام الأمهات)، على أنها حديث نبوي شريف صحيح.. وعبارة (النظافة من الإيمان)، على أنها حديث نبوي شريف صحيح.. و.. و.. الكثير من العبارات، وضعتها لجنة القراي على أنها أحاديث نبوية و(كمان صحيحة)، وما هي كذلك، وحذفوها.. وعليه، فليذهب الوزير مع المدير عاجلاً، أي قبل أن يتفاجأ الطلاب بحديث رواه القراي..!!