دارفور.. من يخلف الـ”يوناميد”؟
تقرير / نجدة بشارة
بغروب شمس 31 ديسمبر 2020م، وبينما كانت البلاد تودع عاماً مضى وتتهيأ لاستقبال عام جديد، كانت بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في السودان (يوناميد ) هي الأخرى تجري آخر دورياتها وتختم مهامها في دارفور، بناء على القرار رقم2559 الذي تبناه مجلس الأمن بالإجماع، ليكون يوم أمس الأول نهاية لمهام البعثة بالسودان؛ وبداية لعملية التخفيص التدريجي للبعثة والموظفين والأصول، على أن يكون الانسحاب تدريجياً على مراحل خلال الستة أشهر القادمة، ليكتمل الانسحاب نهائياً بحلول 30 يونيو 2021. وفي المقابل، انتظمت احتجاجات في أنحاء متفرقة من ولايات دارفور تطالب ببقاء اليوناميد، وتعبّر عن مخاوفها من انتهاء أجل البعثة في الوقت الذي لم يكتمل فيه السلام.. وتساءل متابعون عن من يخلف يوناميد في دارفور؟
قوة وطنية
فيما تتزايد الحيرة وسط مواطني دارفور وتتصاعد المخاوف من خروج اليوناميد.. ووسط التساؤلات عن البديل.. كشفت الجبهة الثورية السودانية عن إعداد قوة عسكرية وطنية مشتركة بين القوات المسلحة وقوات حركات الكفاح المسلح لتحل محل قوات اليوناميد. وقال رئيس التحالف السوداني خميس عبد الله أبكر إن مهام هذه القوة حفظ الأمن بإقليم دارفور عقب خروج اليوناميد، وأكد أن القوة التي سيتم إعدادها خلال الأيام القادمة وقوامها ٢٠ ألف جندي، ١٢من الجيش السوداني و٨ آلاف من حركات الكفاح المسلح.
في ذات الوقت، ذكر بيان لبعثة اليوناميد قبل إنهاء مهامها أن الحكومة السودانية ستقوم بدورها في مجال دعم عملية السلام وحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات ودعم الوساطة في النزاعات القبلية فيما ستواصل بعثة اليونيتامس وفريق الأمم المتحدة القطري دعم حكومة السودان في مواجهة التحديات المتعددة المتعلقة بالأمن والتحديات السياسية والاقتصادية.
مهام “يونتيامس”
بيان اليوناميد الختامي أوجد افتراضات بإحلال البعثة السياسية اليونتيامس محل البعثة الأمنية اليوناميد، وما يرجح الافتراص أن القرار الأول رقم 2524 الصادر من مجلس الأمن أوصى بإنشاء بعثة سياسية جديدة بديلاً للبعثة الأمنية للمساعدة في الفترة الانتقالية في البلاد، بناء على طلب تقدم به رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، لدعم التحول الديمقراطي.
وبحسب القرار، فإن مهمة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة في الفترة الانتقالية في السودان (UNITAMS ) ستبدأ من الأول من يناير 2021، أي بعد يوم واحد من نهاية ولاية بعثة اليوناميد ولمدة 12 شهراً كمرحلة أولية.
بالمقابل رجح مراقبون أنه ستكون اليونيتامس بديلاً لليوناميد وأنه يحدث فقط تغيير للمهام مع الإبقاء على التشكيل الحالي.
إحلال وإبدال
في المقابل، أكد المحلل السياسي والمراقب للعملية السلمية بدارفور د. صلاح الدومة لـ( الصيحة)، أن بعثة اليوناميد التي ستنهي ولايتها في يوم 30 ديسمبر.. وستحل مكانها بعثة اليونتيامس، وهي البعثة السياسية المشتركة والتي طالب بها رئيس مجلس الوزراء لدعم التحول الديمقراطي في السودان ولتعزيز حقوق الإنسان والسلام المستدام، وستدعم الوحدة أيضاً ومراقبة عمليات السلام وتنفيذ اتفاقات السلام في المستقبل، والتي ستبدأ مهمتها رسمياً في الأول من يناير 2021، ولمدة 12 شهراً كمرحلة أولية.
وأكد أنه سيتم تغيير المهام والصلاحيات فقط، لتتحول إلى مهام سياسية هدفها دعم ومساندة التحول الديمقراطي في السودان.
تمييز إيجابي
من جانبه رجح الخبير الاستراتيجي اللواء عبد الرحمن أرباب في حديثه لـ(الصيحة) فرضية وجود القوة الوطنية لحماية دارفور، وقال إن الجيش السوداني كفيل بحماية الإقليم خاصة مع تحقق السلام ورغبة الأطراف الموقعة على إنزاله لأرض الواقع، وأردف أن هذه القوات كانت تجد الحماية من الجيش السوداني خاصة في حالات نزع ممتلكاتها من قبل هذه الحركات سابقاً. وقال إن القوات المشتركة لحفظ السلام (اليوناميد) أوجدتها ظروف معينة بالسودان واستطاعت أن تؤدي دورها إلى حد ما، وأردف: الآن وبعد تحقيق السلام وتغيير النظام السابق الذي كان أهل دارفور يحملونه مسئولية النزاعات .. في ظل هذه التغيرات بات من الضروري خروج هذه البعثة، لأن وجودها أكثر ينتقص من سيادة الدولة، وأن يصبح إقليم دارفور مثله ككل الولايات يترك مسئولية حفظ أمنه للقوات المسلحة والشرطة الجيش السوداني، مع مراعاة إعطاء عناية أكثر مع تمييز إيجابي من ناحية أمنية.
وتوقع أرباب أن يُحدِث خروج هذه القوات مناوشات وتوترات، لكنه عاد وأكد أنه مع وجود الحركات الموقعة على السلام يمكن أن تتم تهدئة الأجواء المشحونة لأنها رفعت شعار أرضاً سلاح.. لأن النزاعات كانت تحسب في اعتقادي أن خروج هذه القوات لن يؤثر تأثيراً كبيراً على المشهد الأمني في دارفور.