والله حق..
والفلسفة من أهدافها الحق..
وشعارها: الحق… والخير… والجمال..
ومن الحكم البليغة: الرجال لا يُعرفون بالحق… بل يُعرف الحق بالرجال؛ والنساء كذلك..
ومفردة النساء هنا من عندي.. فقد أغفلتهن الحكمة..
ويُنسب إلى ابن تيمية قوله: إن أردت معرفة اتجاه الحق فانظر أين تتجه سهام العدو..
عدو الدين… أو الحق… أو نفسه..
فالإنسان يمكن أن يكون عدو نفسه؛ فيدفع عنها كل خير… ويجذب إليها كل شر..
ومن أمثلة عدو النفس هذا عمر البشير..
فقد رفض نصيحة بعض أعضاء حزبه بعدم الترشح لانتخابات (2020)… إنقاذاً للإنقاذ..
نصحوه بأن يضحي بنفسه من أجل نجاة أنفسهم… ونظامهم..
التضحية بالجزء لإنقاذ الكل؛ فرأى أنه هو الكل… والآخرون – والنظام – جزء منه..
وكذلك الطغاة في كل زمان… ومكان..
يرون أنهم الحق… وما عداهم باطل؛ وكبيرهم قال من قبل (ما علمت لكم من إله غيري)..
وزميلنا موسى كانت لديه حكمة تشابه قول ابن تيمية هذا..
كان يقول: إن أردت معرفة أين الحق فانظر أين يصوب هؤلاء فصوب عكسهم (طوالي)..
ويعني زملاء لنا ينتسبون لجماعة سياسية بعينها..
وسميت حكمته هذه (الحكمة الموسوية)… فما كان يجهد نفسه كثيراً في معرفة مكان الحق..
ويقول علي كرم الله وجهه: الحق لم يُبق لي صديقاً..
وفي أحاديثنا الدارجة نقول: الحقيقة مرة؛ واسمع كلام من يبكيك… لا من يُضحكك..
وأكثر من يكره الحقيقة – والحق – الطغاة..
والطغاة هؤلاء ثمرة عشاق تقديس الأفراد؛ مصداقاً لمقولة: الناس هم من يصنعون فراعينهم..
والآن هناك من يحاولون أن يصنعوا فراعين جددا..
فراعين من بعيد فراعين الإنقاذ – وفرعونهم الأكبر البشير – ممن غرقوا في يم الثورة..
رغم إن الثورة هذه اندلعت – أصلاً – مقتاً للطغاة… والفراعين..
ومن أهدافها التي هي ضد الفرعنة: الحرية… والديمقراطية… والتداول السلمي للسلطة..
فإذا بالزمان يستدير كهيئته يوم أن خلق (العبث) نظام الإنقاذ..
فنرى المقدسين… والمطبلين… والمزمرين… والمدافعين عن (البعض) بالحق والباطل..
وفي زمان كهذا قد يجد ملازم الحق نفسه في ورطة..
فإن كان ثورياً ولكنه يشير إلى مواطن الخلل – اتباعاً للحق – فهو (كوز)..
وهو عند (الكيزان) هؤلاء شيوعي إن كشف عن مجانبتهم الحق..
وليست الخطورة في هذه الورطة؛ وإنما في صنع فراعين بأعين الناس… ووحي تطبيلهم..
ثم نفخهم روح (زيك مين؟) في هياكلهم المتواضعة..
حتى إذا تمثَّل أحدهم – لصانعيه هؤلاء – فرعوناً سوياً فُوجئوا به بشيراً جديداً..
يصرخ في وجوههم – بلسان الحال – أنا الكل..
وأنا الحــــق !!.