محمد البحاري يكتب : أسئلة على منضدة والي الخرطوم!!
الفنون دائماً بشكل عام تمثل مرآة المجتمع تعكس ثقافته من زاوية ومن زوايا أخرى تساهم إلى حد كبير في التعريف بسلوكيات المجمتع الذي يعيش فيه وتساهم بشكل واضح في تشكيل المجتمع فالمقولة المشهورة (اعطنى مسرحا أعطك أمة)..
هذه المقولة تحمل أهمية المسرح والفنون بشكلها العام أياً كان ذلك الفن دراماً أو غناء.. إذا أخذنا شق الغناء من الفنون ودورها وتأثيرها في المجتمع يعتبر دورها كبيرا لأن الكلمة المغناة والملحنة تأثيرها سريع جداً، لذلك دائماً تجد الحكومة تهرول نحو الفنانين والموسيقيين لعمل الشعارات والأغاني والألحان..
يقودنى هذا مباشرة لدور الفنان الكبير والطليعي في المجتمع والأمم المتحضرة تجدها أكثر اهتماماً بالفن والفنانين، فالذي يستطيع أن يوصله الفنان من خلال أغنية لا تستطيع أن توصله من خلال (الندوات والمحاضرات) .
السودان أكثر احتياجاً لدور الفنان لما يحتاجه من رتق للنسيج الاجتماعى ونبذ العنصرية والجهوية..
تقودني هذه المقدمة مباشرة لقرار (والي الخرطوم) بإغلاق (صالات الأفراح) مع كل الاحترام لقرارات الولاية لكنه افتقد الدراسة والتمحيص قبل إصداره.
فماه و جبر الضرر الذي قام به الوالي (لأصحاب الصالات) الذين أرهقتهم الموجة الأولى للكرونا وما ترتب عليهم من التزامات مالية ضخمة ..
هل خضع هذا القرار لدراسة آثاره على المدى القريب والمتوسط والبعيد..؟؟
لتلافى الأضرار الكبيرة المترتبة على إصدار مثل هذه القرارات التي تمس بشكل مباشر حياة كثير من القطاعات المتعاملة بشكل مباشر وغير مباشر مع (صالات الأفراح) ..
بكل تأكيد أن (الفنانين والموسيقيين) هم الشريحة الأكثر تضرراً من هذا القرار الذي يحتاج إلى المراجعة اليوم قبل بكرة فقد وصل حالهم إلى حد المعاناة..
أسئلة كثيرة تدور حول هذا القرار ومحيرة جدا، هل يميز فيروس الكرونا بين (صالات الأفراح) و(دور العبادة) وبين (صالات الأفراح) و(مجمعات الجمهور) وبين (صالات الأفراح) و(وسائل المواصلات) وبين (صالات الأفراح) و(المخابز) وبين (صالات الأفراح) و(بيوت مناسبات المسؤولين) ..؟؟
كل هذه الأسئلة أضعها علي منضدة والي الخرطوم السيد أيمن نمر و(اللجنة العليا للطوارئ الصحية) .. ويتبعها استفسار منطقي جداً إذا كان بالإمكان إنفاذ الاشتراطات الصحية على (صالات الأفراح) ؟؟؟
أقول ذلك لأنني تألمت جدًا لملاحقة كثير من (الفنانين والعازفين) في الأيام الماضية واعتقالهم من قبل الشرطة ثم توقع عليهم أقسى العقوبات المالية التي تفوق مقدراتهم المالية ، مع كامل الاحترام (للشرطة السودانية) وماضيها العريق ودورها الكبير في حفظ المجتمع..!!
والسؤال هنا، هل المخالفون الفنانون فقط ومن دعا للحفل أليس مخالفاً وكل من حضر الحفل ألا يعتبر مخالفاً..؟؟؟؟
أين (وزارة الثقافة) من كل هذا الذي يحدث مع هذه الشريحة المهمة والفاعلة جداً التي تعتبر واحدة من أهم قطاعات (وزارة الثقافة والإعلام) .
التحية ختاماً لكل فنان كان أنيساً لنا في لحظة حب والتحية لكل فنان بلغ عنا الشوق لمن نحب والتحية لكل فنان كان بلسماً وترياقاً للروح من شدة الوجد والحنين ..!!!