الغالي شقيفات يكتب : علم السودان
تحتفل بلادنا بالذكری الخامسة والستين لاستقلال البلاد المجيدة، ويحتفل شعبنا برأس السنة الميلادية بعد أن أحيا الذكری الثانية لثورته الشعبية السلمية المجيدة التي أطاحت بنظام البشير، ومهّدت لإقامة دولة حديثة تقوم علی أساس الحرية والعدل والسلام، وتأتي ذكری الاستقلال وشعبنا بإرادته الموحدة كسر قيود القمع والاستبداد، وأوقف نزيف الدم، وأنجز السلام وامتد إلی عودته للأسرة الدولية والتحرُّر من العقوبات وكسر الحاجز النفسي في التعامُل مع إسرائيل وإعادة الحصانة السيادية، وعادة في مثل هذه المناسبات علم الدولة والأناشيد الوطنية هي التي تسود، غير أن معظم مؤسساتنا وأحزابنا وقوانا السياسية غير ذلك، والعلم هو رمز للأمة ورمز للشرف والنزاهة، وهو الذي يثير الشعور القومي ويحث علی التضحية الكبری بالنفس والنفيس، ويعتبر العلم رمزاً للولاء والانتماء للوطن ولشخصية الدولة وتميُّزها، والالتفاف حول العلم هو التفافٌ حول القيادة ووحدة الصف، والآن علی المؤسسات في الدولة إعطاء العلم حقّه ومستحقه لأن في ذلك حفاظاً علی وحدة البلاد وهويتها وشعبها وهو رمز لبقاء الدولة وهيبتها ومهم جداً أن يرفع في الدواوين والمؤسسات الحكومية، وتكون سارية العلم الأعلی ارتفاعاً من قماش فاخر ومتين وعمود صلب ومتين، لأن علم البلاد فوق الجميع وكلنا نشاهد ونتابع الآن حركات الكفاح المسلح تقدس أعلامها وتهمل علم السودان، وقد شاهدت ذلك في احتفالات السلام بجوبا وفي زيارات قياداتهم بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، وحركات دارفور هي الأخری تهتم بأعلامها أكثر من اهتمامها بعلم السودان، والمواطن البسيط في دارفور لا يعترف بهذه الأعلام ويطلق عليها البريق أو الرايات، ويجب أن تعلم حركات الكفاح المسلح، أنّ علم السودان فوق الجميع وهو قدسية ووطنية وانتماء ورمز للشهداء، ويجب عليكم إعلاء هامته لأنه رمز النضال والتضحية والمساواة والوطن والواجب، ولا أدري كيف فاتت ظاهرة طغيان أعلام الحركات علی علم السودان، علی رجل حصيف مثل الأستاذ ياسر سعيد عرمان، وفي ولاية تتميز بالتنوع مثل النيل الأزرق.
وتأسيساً علی ما هو واقع ومعاش من إهمالٍ واضحٍ للعلم نُطالب الرئيس عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والنائب الأول الفريق أول محمد حمدان دقلو والدكتور عبد الله آدم حمدوك رئيس مجلس الوزراء، نطالبهم بتوجيه المؤسسات بأن تعطي العلم أهمية، وأن تخصص له يوماً وتعزز مكانه في نفوس وعقول الأجيال وأيضاً للقادمين الجدد للمؤسسة العسكرية عبر الترتيبات الأمنية حتی يتم تأهيل جندي مقاتل يعي قدسية العلم ومكانته ورمزيته، ومنع كل المشاركين في الحكومة القادمة من استخدام أعلامهم في المؤسسات التي سوف يتولّون إدارتها في القريب العاجل، لأن العلم هو الذي تقاتل تحت رايته اليوم قواتنا المسلحة في الفشقة، وبالتالي أي انهزام للعلم وإنزال هامته هو هزيمة للدولة، فالعلم يأتي بعد كلمة الولاء لله وهو يمثل مبدأ الوطنية وكرامة المواطنة، واحترام العلم يندرج تحت حب الوطن والذي هو من مكارم الأخلاق وأساس الدين، يجب أن يرفع في جميع الأماكن، وفي هكذا مناسبات يكون في أيدي الجميع، وعلم السودان الذي وقف شامخاً علی مدی خمسة وستين عاماً يُذكِّرنا بما قدمه الآباء والأجداد من تضحيات والذي يفرض علينا أن نقف إجلالاً واحتراماً لعلم بلدنا.
وكل عام وأنتم بخير وبلادنا تنعم بالخير والأمن والاستقرار والازدهار والتقدم.