ماذا قال المواطنون عن العام (2020)
استطلاع: محيي الدين شجر
ونحن على أعتاب عام 2021 كيف ينظر السودانيون إلى عام 2020 بكل لحظاته ساعاته وأيامه ولياليه يا ترى بماذا يشعرون تجاهه وما هو تقييمهم له..
عام 2020 والذي شهد ظهور جائحة كورونا الخطيرة، لابد أنه خلف آثارًا في وجدان الإنسان السوداني ووضع بصمته على كل أفراد المجتمع..
أحاسيس مختلفة ومشاعر متباينة لابد أنها بداخل كل إنسان من واقع المتغيرات التي طرأت على حياة الناس بفقد الأعزاء والأحباء بالرحيل والموت وبالحبس الإجباري خوفاً من إصابتهم بالمرض..
لم يكن عاماً عاديًا ولم يمر دون أن يترك أثراً أو كما قال أحد الذين استطلعتهم، لقد كان عاماً استثنائياً لم يكن في مخيلة أحد ولم ينج شخص من لدغاته وأوجاعه وأحزانه..
“الصيحة” استطلعت شرائح عديدة من المجتمع السوداني ليحكوا تجربتهم الشخصية عن عام 2020 وليكشفوا طموحاتهم في العام 2021 والذي تبقت له بضع ساعات .
عام الحزن
المخرج المبدع حسن مصطفى بدا متأثراً للغاية بسبب فقد والده وتحدث إلي بحزن بائن قائلاً: عام 2020 كان مليئاً بالأحزان والأحداث التي شهدتها البلاد من وفيات ومن جائحة كورونا، ومن وضع اقتصادي متأزم، ومن حالة تسكع كبيرة وغلاء في الأسواق ومحن كثيرة حاقت بالسودانيين جميعاً ولم يسلم منه أحد.
ليضيف: عام 2020 من اكثر الأعوام التي شهدنا فيها أحزاناً وأمراضاً، وهي سنة غير سعيدة تعطل فيها العالم وتراجع فيها الاقتصاد وتدهور الجنيه السوداني، وفقد كثير من الناس وظائفهم وفقدوا أقرباءهم بالموت، إضافة إلى الارتفاع الشديد في الأسعار حيث عانينا من الغلاء.
وزاد قائلاً: بالنسبة لي كانت سنة طويلة جداً بأحزانها وامراضها وكنت أتلمس الخوف والترقب وسط كل الناس، الخوف من المرض المجهول، وترقب تصنيع دواء لعلاجه.
ليقول: في عام 2020 فقدت الوالد العزيز وعدداً من الأهل، وكانت سنة غريبة عجيبة فيها جلسنا فترات طويلة بالمنزل وتجرعنا أكواب الحزن، وإن كان هنالك جانب مشرق فيها فإنني نجحت في التصديق لقناة فضائية متخصصة في الشباب، وأتمنى ان يشهد العام 2021 انفراجاً لكل أزمات 2020 ويودع العالم جائحة كورونا ويعود الناس إلى حياتهم الطبيعية.
الهم
من جانبه قال رجال الأعمال معاوية أبايزيد إن سنة 2020 كانت سنة جامدة، تعطلت فيها المصالح بسبب تفشي جائحة كورونا بالسودان، وشعرنا فيها بالمعاناة نتيجة لتعطل الأعمال والبقاء بالمنزل لفترات طويلة، وكان همنا أن يتمكن العالم من إنتاج دواء أو لقاح للحد من جائحة كورونا، والحمد لله نجح العالم مؤخرًا في إيجاد لقاح للتطعيم من كورونا، وأتمنى في العام الجديد أن تحل مشاكل الميناء، وأن ينهض الاقتصاد السوداني لأن المعاناة التي عانى منها كل الشعب السوداني في عام 2020 كانت معاناة غير مسبوقة وأثرت تأثيراً مباشرًا في حياتهم.
عام صعب
هذا، وأشارت ستنا محمود اسرتا رئيس لجنة المراة بالجبهة الثورية إلى أن عام 2020 كان عاماً صعباً على كل الناس، حيث شهد أحداثاً متباينة توقفت فيه الحياة لشهور، ورغم ذلك شهد توقيع اتفاق السلام حيث شاركت فيه رغم الصعوبات وشبح داء كورونا سافرنا إلى جوبا رغم الصعاب ودخلنا في مفاوضات أفضت إلى سلام كان نجاحاً للثورة السودانية التي رفعت شعار حرية سلام عدالة..
وأضافت على الصعيد الشخصي، حققت بعض طموحاتي في أن أرى الشرق يسير في الطريق الصحيح باتفاق تام بين أهله ومكوناته..
وأوضحت أن عام 2020 كان عاماً حزينًا فقد فيه الناس أقاربهم وأهلهم وبلا شك خلف أثاراً بدواخلهم.
وحول العام 2021 تمنت ستنا أن يشهد تحسناً في الاقتصاد السوداني وأن تتمكن الحكومة من تنفيذ اتفاق سلام جوبا وأن يستعيد الجنيه عافيته، وأن يعيش السودانيون حياة لا يشقون فيها ولا يتعذبون لأنهم تحملوا الكثير في عام 2020
خيبة أمل
يقول الإعلامي عادل هلال: ازددت تفاؤلاً بحلول العام الماضي 2020 ونحن نعيش (بشريات) التغيير .. لكن سرعان ما أصبت بخيبة أمل (ضخمة الجرسة)، وأنا أرى ذات الأخطاء الكارثية التي ذقنا مرارتها خلال فترة النظام (المقلوع) تتكرر كما هي .. بل بصورة غير متوقعة على الإطلاق.
ويضيف: وزادت خيبتي عندما انتهى العام 2020 والأزمات تزداد ضراوة يوماً بعد يوم.
ويكفي أن ابنى الصغير (إيهاب) قال لي ذات يوم شديد (السخانة) .. فظيع البعوض.. مقطوع التيار.. خالي من الرغي .. غالي السُكر :
عليك الله يا أبوي أحسن نمشي الصومال بالقطر!!
ومضى يقول: على كل حال أتوقع في السنة الجديدة (هجوم) جحافل حركات وكيانات وفصائل اتفاقية سلام جوبا على (كراسي) الحكم مما يعني زيادة (طين) الصرف بلة رغماً عن الضائقة الاقتصادية التي تكاد أن تذهب بما تبقى من (رمق) العباد والبلاد.
إضافة إلى إستمرار حالة التشرذم والخلاف الداخلي في ظل عدم توقف الأخطار الحدودية وأطماع ومؤامرات بعض (الجيران)!!
وبالنسبة لآمالي وأمنياتي (الشخصية) أدعو المولى عز وجل أن أعيش وأسرتي في مقبل الأيام بصحة وعافية لأنه (علاج ما في)!! تأثرت نفسياً
من جانبه قال الطالب مصطفى محمد أحمد إن سنة 2020 سنة استثنائية، وكانت صعبة للغاية على كل السودانيين، وأضاف قائلاً: على الصعيد الشخصي توقعت فيها أن يحدث تقدم في الدولة وحدوث رخاء وأن تلبي طموحاتي، لكني أصبت بإحباط شديد وتفاجأت بوضع مختلف، ولعل أبرز ما عانيته تعطل دراستي الجامعية مما أثر علي نفسياً، لاني تأخرت قبل العام 2020 لمدة سنتين في الجامعة بسبب أحداث الثورة، وكانت تضحية لحدث هام هو نجاح الثورة، وأضاف: كانت هنالك وعود للشباب بفرص عمل وتحسين للوضع، ولكنها كانت وعوداً عبارة عن حبر على ورق.
وحول عام 2021 قال: لا أتوقع أي جديد على الصعيد الشخصي.
ارتفاع أسعار الدواء
بينما قال الإعلامي عصام ميرغني: عام 2020 مر بحلوه وبمره وعلى الصعيد الشخصي تعرضت في بدايته لذبحة صدرية وأجريت عملية دعامة للقلب أقعدتني عن العمل، وفوجئت بعدها بالاستغناء عن خدماتي دون أي اعتبار لما قدمته طوال فترة الأربعين عاماً السابقة التي قضيتها في بلاط الإعلام..
ليضيف: وفي 2020 فقدنا أعزاء كثر داخل وخارج السودان، ترك أثراً حزينًا في نفوسنا، لقد كان عاماً حزيناً ومرعباً بسبب جائحة كورونا وقضينا معظم الوقت في حبس اختياري بالمنازل وسط خوف وهلع عن هذا الداء الخطير، وآمل وأترقب إيجاد علاج له..
ليقول: لقد عانيت في عام 2020 كثيراً في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، والبحث عن الأدوية المنقذة للحياة، والتي كانت في أغلب الاحيان غير متوفرة، وإذا توفرت نجدها بأسعار عالية جداً..
وأضاف قائلاً: في 2020 رغم المعاناة استقبلت حفيدتي الثانية من ابني خالد والتي أدخلت البهجة والسرور رغم المعاناة والرهق الذي قابلني.
عام تحدٍّ
فيما تحدثت المواطنة لبنى أبو القاسم قائلة: كان عام تحدٍّ بكل المقاييس، وأكثر ما ميز هذا العام سلبياً الوضع المعيشي المتأزم وارتفاع الأسعار بهذه الصورة الجنونية.. زائدا انعدام الغاز والمحروقات وارتفاع أسعارها.
لتضيف: (2020 مضي بضيق عيشه وهلع الكورونا وما صاحبها من ضغط نفسي وتوتر.
ولكن سيظل عالقاً في أذهاننا، وستظل ذكراه متصلة بكل ما مر بالشعب السوداني من رهق وضغوط معيشية.
وإغلاق المدارس والجامعات والمستشفيات بسبب الكورونا، وكل من توفي بهذا الفايروس أو بسبب عدم وجود مشفى للعلاج، هي بصمة عالقة بهذا العام الذي كاد أن ينصرم ويصبح ذكرى مؤلمة
فقدنا فيه الكثير من الأقارب بسبب الكورونا أو غيره من الأسباب والكثير من العلماء وأهل الدين.
لتزيد: عام مضى بكل ما ضج به من أحداث صاحبت تلك أشهره التي مرت ثقيلة علينا وعسى أن نستقبل عام خير وبركة ورخاء وأمن واستقرار.
مختلف
وتقول الخريجة حميدة غالب: عام ٢٠٢٠م كان من بدايته مختلفاً عن الأعوام السابقة ليس لي أنا شخصياً فقط، بل العالم أجمع من كثرة أحداثه الغريبة والمريبة بعض الشيء من حيث الوباء وانتشاره في أنحاء العالم والأحداث التي حصلت في البلد من خلافات وغيره
أيضاً تميز بتجمع الأهل حول بعض لأكثر من ثلاثة أشهر لم يفترقوا (رُب ضارة نافعة) الوباء رغم ضرره لكن جمع الناس أكثر ببعض وعرف الناس بالمعدن الحقيقي للسودانيين.
والحمد لله حاليًا نهاية العام يبشر بالخير عندي.
إن شاء الله العام المقبل يكون أفضل وأجمل وسودانا ينعم بمطالب المواطنين ومطالب الثوار).
وختمت قائلة: أتمنى عاماً سعيداً وأجمل على الجميع.