غرب دارفور.. فوضى أمنية وغياب للسلطات
تقرير: محيي الدين زكريا
حبست مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور خلال الأيام الماضية أنفاسها بعد تجدّد الصراعات التي يمكن وصفها بالاقتتال القبلي جراء مقتل أحد طلاب كلية القانون بجامعة الجنينة، وإصابة زميله إصابات بالغة عندما كانا يراجعان دروسهما في وادي كجا بمدينة الجنينة بعد اطلاق النار عليهما من قبل مجهولين. وبعد انتشار خبر مقتل الطالب دخلت مدينة الجنينة في حالة انفلات أمني خطير وعمت الفوضى جميع انحاء المدينة بفعل عصابات متفلتة سيطرت تماماً على الأوضاع وقامت بالاعتداء على المارة من المواطنين على أساس قبلي، ما أدى إلى إصابة أكثر من 10 أشخاص 3 منهم حالتهم خطرة وتم حرق وتهشيم وسرقة عشرات السيارات ووضعت المتاريس في الشوارع الرئيسية .
ضبط النفس
واغلقت جميع المؤسسات الحكومية من البنوك والمدارس ومستوعات الوقود أبوابها خوفاً من أن يصيبها مكروه، في الأثناء علقت جامعة الجنينة الدراسة وجميع الأنشطة الأكاديمية الأخرى، وقال مدير الجامعة الدكتور عبد المطلب محمد خاطر في بيان: قررتُ وبعد التشاور مع كافة الجهات المعنية اعتباراً من يوم الأحد حداداً على الطالب القتيل. وناشد المجتمع بضبط النفس وتفويت الفرصة على المتربصين بأمننا واستقراره، ودعا الجهات ذات الصلة بتحمل مسؤولياتها في ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة. رغم كثافة القوات الأمنية وتنوعها، إلا أن دورها في مجابهة الفوضى والانفلات الأمني لم يكن بالطريقة المثلى، حيث تعرض عدد من المارة حسب روايات مواطنين تحدثوا للصحيفة الى اعتداءات وفقدان للممتلكات وإصابات بالسواطير من متفلتين امام مرأى القوات الأمنية التي ظلت متمركزة في بعض الشوارع.
ولاء الأجهزة
ويرى بعض المراقبين أن هنالك تحولاً خطيراً في أداء بعض الأجهزة الامنية خاصة بعد أحداث معسكر كريندق للنازحين في العام الماضي، وأشار المراقبون أن اتهام بعض منسوبي الأجهزة الأمنية في محاباة قبائلهم في أحداث كريندق شكك في ولاء بعض الأجهزة. وتتناقل مجالس المدينة أن بعض المؤسسات الأمنية محسوبة على قبائل بعينها، وهذا ما يعيق فرض هيبة الدولة.
وفي تطور آخر، تمكن مسلحون من الاعتداء على أحد الموظفين وخطف سيارته من وسط سوق المدينة بعد إصابته إصابة بالغة نقل على أثرها إلى الخرطوم لتلقي العلاج .
غياب الوالي
لكن فيما يبدو أن غياب الوالي ووجوده في الخرطوم ادى إلى فراغ إداري كبير ساعد في تفاقم الأحداث الأمنية بصورة كبيرة ورغم أن الوالي لم يكن موفقاً في معالجة كثير من القضايا الأمنية منذ مجيئه للولاية، إلا أن وجوده كان يمكن أن يهدئ الأمور بصورة أفضل.
عموماً ورغم مرور أكثر من ثلاثة أيام على مقتل الطالب والأحداث التي تلت ذلك، لا يبدو أن الأمور في طريقها إلى التهدئة، حيث ما زالت العصابات المتفلتة تمارس اعتداءاتها وسط تركيبة مجتمعية هشة.