ترجمة/ إنصاف العوض
كشفت صحيفة “ها ارست” الإسرائيلية عن اجتماع جمع بين عبد الواحد محمد نور ونائب وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق فاتسمان شيري في أوغندا حول تجنيد اللاحئين الدارفوريين ومنحهم حوافز مادية من أجل ترحيلهم إلى جوبا ومنها إلى معسكرات التمرد في السودان العام ٢٠١٢، وقال شيري: التقيت بعبد الواحد في أوغندا والذي تزامن وجودي بها مع تواجده هناك، ووفقًا للصحيفة فإن الاجتماع تناول طرق الدعم وكمية الأموال التي يتم دفعها للاجئين، كاشفًا بأنه تم التصديق بدفع ٢٠ ألف دولار للاجىء الواحد، وأبان شيري بأن عدد اللاجئين الراغبين في العودة والتجنيد تجاوز ٢٠ ألف لاجئ مما دفعه للطلب من محمد نور ترحيلهم في دفعات.
مفاوضات سرية
وكشفت الصحيفة بأن أحد مصادرها قال إنه عندما كان في أوغندا انتقل قادة المجموعة الذين يعرفهم في أوغندا إلى إسرائيل وقاموا بتجنيد آلاف اللاجئين المستعدين للتجنيد في جيش دارفور لمحاربة السودان العربي. ولفتت الصحيفة إلى أن اللاجئين قدموا قائمة تحوي ١٢ ألف لاجئ يرغبون في مغادرة إسرائيل والتجنيد ضمن مجموعة عبد الواحد مقابل حافز مالي.
وكشفت الصحيفة عن اجتماع ضم كبار مسؤولى وزارة الدفاع الإسرائيلية بعبد الواحد في أوغندا، مشيرة إلى أن الرئيس الأوغندى يوري موسفيني رفض طلب إسرائيل استقبال اللاجئين بسبب تعهداته لواشنطون بعدم التدخل في الحرب الأهلية السودانية، وهو ما وافقت عليه جوبا، ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس المخابرات الجنوبية آنذاك أبلغ المسؤولين الإسرائليين بأنهم يستقبلون اللاجئين الدارفوريين كونهم يحاربون الشمال، وأنهم لن يكونوا مكباً للنفايات باستقبال الإرتريين أيضاً.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤول الموساد آنذاك حجاي حداس رفض الاستمرار في الصفقة، لأنهم لا يجدون سبباً لإسرائيل للقيام بتسليح مليشيا من اللاجئين للحرب في السودان، وأشار شيري إلى اجتماع ضمه ومسؤول وزارة الدفاع أودي شاني ومساعدة وممثل من الموساد لنقل اللاجئين الدارفوريين لجنوب السودان، وقال للصحيفة، إن الاجتماع عقد في مقهى بأحد أحياء تل أبيب.
رشاوى إقليمية
وكان تقرير أجرته صحيفة “ها ارست”، كشف عن ممارسات وصفتها بالدموية لطرد اللاجئين الأفارقة من أراضيها، مبينة بأن مسؤولاً من وزارة الدفاع الإسرائيلية دفع رشاوى لجميع أنحاء أفريقيا بأمر من مديره العام، كما تفاوض وزراء سابقون ورجال أعمال مع دولة فاشلة، وروج البعض لإنشاء مليشيا للاجئين وغيرها من تفاصيل دبلوماسية حرب العصابات المستخدمة لطرد الأشخاص الذين يبحثون عن ملاذ آمن في إسرائيل، وأضافت الصحيفة في تحقيق بعنوان: كيف حاولت إسرائيل إلقاء اللاجئين الأفارقة في ديكتاتوريات ملطخة بالدماء، أضافت خلال عام 2017، سقطت سلسلة من الرسائل المتفجرة في وزارة الدفاع. أرسلهم أمنون زخروني، أحد كبار محامي إسرائيل، الذي توفي منذ ذلك الحين. كانت النصوص مهذبة وواقعية. غير أن من وراء المصطلحات القانونية ظهرت تلميحات غير دقيقة حول فصل قاتم في تاريخ إسرائيل، لم يسبق وصفه من قبل.
جبل الجليد
ولفتت الصحيفة إلى أن زخروني كشف عن رأس جبل الجليد فقط، إذ حاولت إسرائيل إرسال طالبي اللجوء من إريتريا والسودان إلى دول كان من غير المحتمل أن تضمن أنظمتها غير المستقرة رفاهيتهم حيث تمت الاتصالات سراً وعبر قنوات غير رسمية، وتم ترسيم حدود التفويض الموضوعة في أيدي مبعوثي الدولة بغمزة وإيماءة، في بعض الحالات حرفيًا بدون كلمات. من هناك لم تكن سوى خطوة قصيرة لدفع رشاوى للمسؤولين في أفريقيا، من أجل البدء في دحرجة الكرة.
وكشف ممثل وزارة الدفاع الإسرائيلية في ملف ترحيل اللاجئين الدارفوريين إلى جنوب السودان فايتسمان شيري، عن دفع إسرائيل ملايين الدولارات لمسؤولين في حكومة سلفاكير لاستقبالهم، وقال شيري للصحيفة إنه قام بتسليم أموال الرشاوى لمسؤولين في حكومة جنوب السودان وأفريقيا الوسطى كونهما الدولتين التي تم إرسال اللاجئين إليهما، وأضاف أنها رشوة تشحيم العجلات، لأنه إذا أردت القيام بأمر هناك فإنك لابد أن تدفع المال.
لقاء رئاسي
وكشف نائب وزيرة الدفاع السابق للصحيفة لقاء جمعه مع رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت فى العام ٢٠١٢ وقال: كانوا ينتظرون وصولي إلى المطار. بقي الحارس الشخصي للرئيس بالقرب مني طوال الزيارة. كانت مهمتي هي إخبار سلفا أن إسرائيل ستستثمر مبالغ طائلة من المال في هذا المشروع، مشيراً إلى أنه كان يسمع إطلاق نار بالخارج عند اجتماعه بسلفا واعدًا إياه وزير الدفاع الجنوبى آنذاك بمساعدة عسكرية ضخمة، لافتاً إلى أن الخطة تهدف إلى إيواء طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى إسرائيل من الجزء الشمالي من السودان، ومن منطقة دارفور في غرب السودان فى مزارع بدولة الجنوب، وكل من أراد أن ينتقل من هناك إلى وطنه لافتاً إلى أنه تم التصديق بـ٢٠ مليون دولار من تل أبيب لإنشاء المزرعة، كاشفا عن تعرض اللاجئين الدارفوريين لمجازر وتعذيب وملاحقة عنيفة في دولة الجنوب أثناء الحرب الأهلية الأخيرة.