شتان أولاً بين لقاء السيد رئيس الوزراء مع الأستاذ عثمان ميرغني ولقائه الأخير مع المذيعة المتألقة لمياء متوكل بتلفزيون السودان القومي الذي جاء “ريلاكس” وإن عبت عليها استعمال بعض الكلمات غير الجميلة مثل كلمة “العسكر” هكذا جاف؟!!
ما يهمني ويليني في هذا اللقاء نقطة تطرق لها السيد رئيس مجلس الوزراء وهي فيما يختص ويخص العلاقة بين جمهورية السودان ودولة جنوب السودان والدور المفصلي الذي لعبته بعملية السلام والتي أشفقنا عليها منها لأن السلام دائماً ما يرتبط بالإغراءات المادية يعني أن يكون برعاية قطر أو الإمارات لأنها ستلتزم بتغطية الكلفة المالية للسلام ودولة جنوب السودان الشقيقة “فايتانا بغادي” والحمد لله. لكن اتضح أن السلام كان إرادة سودانية خالصة وقد تم بحمد الله تعالى وبصبر السودانيين عليه.
السيد حمدوك ركز على منطقة الالتقاء بين دولتينا في حدود ولايتي النيل الأبيض وأعالي النيل “كما كنا نقول في السابق” ولم يستحسن كلمة “التماس” لأن لها علاقة بالكهرباء وتماس الأسلاك الذي يولد “شرار ونار وشواظ” وفضل عليها “تمازج” فهي أجمل. هذا التمازج أكثر اللاعبين فيه شطارة هم أهل الفن والثقافة يا دكتور وأنت المشهور أنك تسمع لتلودي وكبار الفنانين في السودان وخارجه.
دور الفن في ردم الهوة التي فعلت بفعل فاعل هو الطرق بوتر الموسيقى على وتر التناغم والانسجام بيننا الذي بدأه صديقي الشاعر المرحوم السر موسى الذي لم تمهله يد المنون كي يكون حاضراً لهذا السلام الذي تم وهو يكتب الكثير من القصائد في هذا المنحى فهو صاحب العمل “بين النخلة والباباي”، وهو يتنبأ بهذه العلاقة وهذا نص القصيدة:
بين النخلة والباباي مباهج يسمو بيها غناي
أغني علاقة الشعبين علاقة جذورها في التاريخ
وذكرى جميلة ساكنة نهاي
يجول صوت الطبول في الغاب وفي فرقانا زغرد بالعديل الناي
مزيج من رؤية الشعبين توافق في المزاج والرأي
وبالله يا الشايلين سلاح أرضاً سلاح وتعالوا جاي
شان نزيل دواعي البين نمدها بيضا دي الأيدين
ان شاء الله يكون سلام الخير لغد مأمول وصباحاً زين
وبدل الدانات نحمل غصنين غصن الزيتون وغصن الياسمين
وكتب شخصي الضعيف – الذي يعرف هذه العلاقة جيداً حيث نجاور دولة جنوب السودان التي كانت جزءاً عزيزاً منا نعزه الآن وهو صار دولة مستقلة نحترم سيادتها ونتعامل معها بكل الأخوة والندية – كتب أوبريت صناع السلام وتؤديه مجموعة من كبار وشباب فناني السودان هذا جزء منه:
مرحب مرحب صناع السلام مرحب مرحب أبطال السلام
جيتن جيتو حققتوا المرام جيتن جيتو رافعين التمام
مرحب بيكم في دياركم بين اخوانكم وعيالكم
بين آبائكم وأمهاتكم بين أعمامكم وخالاتكم
بين أجدادكم وحبوباتكم مرحب بيكم في سودانكم
دي البلد بتشيلنا كلنا اذا النفوس اتطايبت
كمان أرضنا ملانا خير ما فيها زرعاً ما نبت
دايرين نعيش نحنا في أمان والسمحة ديك ما تقول أبت
سودانا عماهو السلام كل القلوب اترايدت
نأمل أن نرى هذا العمل مكتملاً احتفالاً بأعياد الاستقلال التي تجيء هذه المرة مختلفة ومربوطة مع السلام الذي تم حيث كتب الشاعر الصديق عمر كمبلاوي نصاً يربط بين الاستقلال والسلام يقول:
بلدنا نحيي شعبو دوام شعب اتحدى ما كلّ
لي استقلالو خاض ياما معارك أصلو ما ملّ
هتف شان العلم يسمو وفوق دنيانا يتعلّا
وفي صدرو السلام ياما بيهو الساحة تتجمل
وكل الناس تعيش في أمان وكل آهاتها تتبدل
ويفرح بالسلام يمشي وحال سودانا يتعدل
وبقو اتنين على السودان استقلال يقوي الروح
وسلام يمتد بين أجيال وبيهو الطفل يبدأ يبوح
يعيش بكرة البلد في خير وعطر الإلفة ياما يفوح
وعندما قلت “بيني وحمدوك ووالي النيل الأبيض” فإنني ربطت ذلك بالاحتفال الذي من المفترض أن يقام بالولاية إحتفاء بالاستقلال المختلف هذه المرة وبرعاية كريمة وتشريف من السيد رئيس مجلس الوزراء ووالي النيل الأبيض كي نقدم عملاً مميزاً يتناسب مع قدرات الولاية المهولة في كل شيء وتسليط الضوء عليها وعلى مشاريعها الاستثمارية التي ستساعد السودان للخروج من هذه الضائقة التي نمر بها من خلال الإنتاج والإنتاجية وحث الشباب على العمل بتوفير المشاريع الإنتاجية من خلال مؤسسات التمويل والبنوك المنتشرة بالولاية وخارجها.
أخيراً يحدونا الأمل في أن يرى هذا المشروع النور ولو حتى من خلال مساهمة الشركات المنتشرة بالولاية ورجال المال والأعمال لرعاية هذا الاحتفال ليرى النور ويكون جزءاً من مساهمتهم في المسئولية المجتمعية لمواطني الولاية.