جنوب دارفور.. التخصصات الطبية.. خطوات نحو التوطين
تقرير: حسن حامد
واحدة من الخطوات المهمة التي تسهم في تطوير الخدمات الصحية بالولايات ومعالجة مشكلات النقص الحاد في الكوادر وخاصة الاختصاصيين والتخصصات النادرة في هذا المجال هي النقلة الكبيرة التي قام بها المجلس القومي للتخصصات الطبية في النزول للولايات وفتح أفرع له ضمن خطط كبيرة يهدف لتحقيقها في التدريب وعقد امتحانات التخصص بمراكزه في الولايات.
ففي العام الماضي كانت الخطوة في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بفتح مركز للتخصصات الطبية والذي جلس عبره عدد (٤٥) طبيباً للتخصص فى مجالات مختلفة بعد أن كان الامتحان بالخرطوم والذي يكلف الأطباء تكاليف باهظة وعناء سفر وإقامة وإعاشة وغيره بجانب ذلك يكون الفراغ كبيرا في المستشفيات التي يعمل بها الأطباء الذين يذهبون للجلوس للامتحانات في العاصمة.
وها هي الجولة الثانية للامتحانات تنطلق لامتحانات التخصصات الطبية بنيالا والتي جلس لها السبت الماضي بكلية الطب بجامعة نيالا بضاحية موسيه (٥٢) طبيباً وطبيبة في ظروف صحية بالغة التعقيد بسبب الموجة الثانية لجائحة كورونا ولكن القائمين على الأمر وفروا كل الاشتراطات الصحية للعملية من خلال توفير الكمامات والمعقمات بجانب الالتزام بالتباعد الاجتماعي من خلال تقسيم الممتحنين إلى دفعتين صباحاً ومساء.
وشهدت بداية الامتحانات المدير العام لوزارة الصحة بجنوب دارفور د. رحاب فتح الرحمن علقم ومدير الصندوق القومي للتأمين الصحي بالولاية د. محمد أبكر التونسي باعتبارهم شركاء المجلس، بجانب ممثل مجلس التخصصات الطبية المركزي د. إسماعيل إدريس آدم وعميد كلية الطب بجامعة نيالا وعدد من الاختصاصيين القائمين على أمر المركز بنيالا.
وعقد اجتماع على هامش انطلاقة الامتحانات ضم مدير عام الصحة والتأمين الصحي وممثل مجلس التخصصات الطبية بجانب عميد كلية الطب والقائمين على أمر مركز التخصصات الطبية بنيالا، تم من خلاله مناقشة كافة القضايا التي تسهم في تطوير عمل التخصصات وفتح فرع للتخصصات الطبية بجنوب دارفور.
وفي إطار الامتحانات قال الدكتور الصادق سليمان آدم ممثل مركز التخصصات بنيالا إن الدورة (٤٧) لامتحانات الجزء الأول لمجلس التخصصات الطبية السودانية تنعقد للمرة الثانية بمركز نيالا وفي جامعة نيالا التي تعد أحد شركاء المجلس بجانب شركاء آخرين من بينهم وزارة الصحة والتأمين الصحي.
وقال الصادق إن هذا العام شهد زيادة في عدد الطلاب (الأطباء) الممتحنين حيث بلغ (٥٢) طبيباً وطبيبة يمتحنون للجزء الأول الذي يؤهلهم للتخصص في عشرة مجالات من التخصصات الطبية، مشيراً إلى أن العام الماضي جلس له (٤٢) طبيباً.
وأضاف الصادق أن الامتحان بنيالا سيوفر على الطلاب والمستشفيات عناء السفر والغياب عن المستشفيات، ويوفر عناء الإقامة في الخرطوم أو المراكز الأخرى المنتشرة في ولايات السودان المختلفة، مشيرًا إلى أن مركز نيالا أحد ستة مراكز خارج الخرطوم، وزاد “انعقاد الامتحانات فى نيالا سيوفر أرضية لإنشاء فرع التخصصات الطبية بنيالا، وقد تم تخصيص مبنى لمركز التخصصات، ونسعى لإكماله حتى يؤدي دوره ويتيح للأطباء التحصيل العلمي والحصول على الدوريات المطلوبة من خلال المكتبة الإلكترونية التي سنشأ بالمركز”، مشيراً إلى أن الخطوة ستهيئ لقيام بحوث محلية تخاطب مشكلات الصحة المحلية.
وقال د. إسماعيل إن المجلس منذ تأسيسه وحتى الآن خرج حوالي (٧٥٠٠) اختصاصياً ويندرج تحت التدريب الآن حوالي ثمانية آلاف، وهؤلاء موزعون على مراكز تدريب مختلفة، جزء منهم خارج السودان في السعودية وإيرلندا وغيرهنا، وجزء كبير في كل ولايات البلاد، وهؤلاء يعملون على تطوير الخدمات الصحية في الولايات، لأن نائب الاختصاصي ليس كالطبيب العمومي بحكم أنه تدرب على برامج منهجية في التخصص وتدرب تحت اختصاصي في مجال التخصص المحدد، وهؤلاء أكثر كفاءة من أطباء العموم.
وأضاف إسماعيل إن واحدة من مهام المجلس عقد الامتحانات وهذا الجزء الأول من الامتحانات الذي عقد أمس بنيالا، جزء منها كذلك الامتحانات التي تعقد بعد أربع سنوات يخضع فيها الطالب للامتحان الأخير الذي يشرف عليه علماء من خارج السودان ليؤكدوا مدى قوة المنتج السوداني، وهذا المنتج السوداني من الاختصاصيين أثبت كفاءته في الداخل والخارج مستشهداً بدراسة أجريت فى السعودية قبل سنتين لكل الأطباء العاملين في السعودية بخصوص الأخطاء الطبية خارج السعودية، وتابع “الحمدلله رغم العدد الكبير للأطباء الموجودين في السعودية والخليج بصورة عامة، إلا أنه لم يرصد لهم خطأ طبي واحد.
وأكد أن المجلس أخرج الامتحانات للولايات لوجود الأطباء في تخصصات مختلفة موجودين خارج الخرطوم، وهناك كليات طب في عدد الولايات بحوالي (٦٥) كلية تخرج هؤلاء ومخرجهم للتخصص هو مجلس التخصصات وحده.
وقال إسماعيل إن امتحانات الجزء الأول جلس (٤٥٠٤) طبيب وطبيبة ٨٠% منهم في الخرطوم، وجزء آخر في ست ولايات في نيالا، الفاشر، الأبيض، مدني، دنقلا وبورسودان، وجزء آخر في السعودية، مشيراً إلى أن ظروف كورونا حالت دون عمل مراكز في الجليج والشارقة وقطر، بجانب تقليص مراكز السعودية من ستة مراكز إلى مركزين هذا العام بسبب الجائحة.