النيل الأبيض.. انهيار الوضع الصحي
تقرير: أحمد جبريل
لم تفق الولاية من صدمة انعدام المستهلكات الطبية بالمستشفيات التعليمية ــ وهي لمن لا يعرفها المواد الطبية التي تستخدم فى الطوارئ وأقسام المستشفيات المختلفة كالأوكسجين والبنج والشاش.. الخ ــ حتى صدمت من جديد بصور لعربة رافعة بداخل مستشفى كوستي التعليمي قامت برفع مولد كهربائي ضخم يملكه المستشفى وترحيله إلى مخازن رجل أعمال بمدينة ربك، ليست المرة الأولى التي يفقد فيها مستشفى مولداً بسبب أوامر قضائية، فقد سبق أن منح أمر قضائي مولد مستشفى ربك لتاجر. ويعود أصل الحكاية حسب المستندات التي تحصلت عليها (الصيحة) إلى العام 2018 حيث اتفق التاجر مع الوزارة على صيانة سيارات تتبع للأخيرة في ورشة يملكها وعبر عقد موثق بقيمة 750 ألف جنيه، لكن الوزارة فشلت في سداد المبلغ، الأمر الذي دفع التاجر وحسب العقد المبرم باللجوء للقضاء الذي حكم لصالحه باستلام المولد مقابل مديونيته، وأشار ناشطون أن قيمة المولد الفعلية 3 مليارات وأنه هدية من شركة سكر كنانة للمستشفى، وزيرة الصحة المكلفة سارة لافينيا، بدت في حديثها لإحدى القنوات في صورة اللائمة للإدارة التي سبقتها في الوزارة وان هذه المشكلات حدثت في ذاك العهد، لكن هذا لا يعفيها من المسئولية وعدم سعيها لحلها واتكائها فقط على أنها من موروثات النظام السابق، فقد أشارت إلى وجود ستة بلاغات أخرى بذات الخصوص، وهو ما يضع وزارتها في خانة المطارد من قبل التجار، الأمر الذي دفع المواطنين للتساؤل أين تذهب عائدات المستشفيات والمال الذي يأتي من وزارة المالية ورسوم العمليات وإيجارات الدكاكين داخل المستشفيات، وهى مبالغ ضخمة. واستمراراً لمشكلات القطاع الصحي في النيل الأبيض الذي يقترب من الانهيار، فقد نشر ناشطون من الدويم حكاية أقرب للخيال، إذ جلب مريض مكيفه الخاص من منزله لتبريد أجهزة فحص مرض الدرن لانعدام التكييف بالمستشفى وعقب إجرائه الفحص غادر المستشفى رفقة مكيفه الخاص، أيضاً قصة أخرى تكشف استيطان الفشل في كل منشأة طبية، حيث وصل جثمان ليلاً إلى مستشفى الدويم ولانعدام وقود لسيارة الطبيب الشرعي التي تنقله إلى المستشفى فشلت عملية التشريح.
قصص وروايات فشل وانهيار القطاع الصحى والتخبط الذي يضرب هذا القطاع كثيرة ومبذولة للناس، وهو ما يحتم تدخل الجهات المسؤولة لإعادة الأمور إلى نصابها.