الغالي شقيفات يكتب : مطار دبي الدولي
للمطارات أهمية بالغة في تمكين الدول من الاتصال بالعالم الخارجي، ولها أثر في تقصير المسافات وتطوير الحركة الاقتصادية والتجارية، التي بدورها تساهم في تشغيل الشباب، وتُقلِّل من العَطَالة، خاصّةً أعمال الصيانة والتطور والتوسعة.. وقد غادرت مطار الخرطوم الدولي إلی مطار دبي الدولي في طريقي إلی أمريكا، ووجدت صالة المغادرة بمطار الخرطوم الدولي ضيِّقة جداً، وليس هنالك أي التزام بالاشتراطات الصحية في ظل جائحة “كورونا”، والبص مُزدحم ولا يُوجد تباعُد في صالة الانتظار، والمطار يخلو من الملصقات التي تُحذِّر من المرض أو التثقيف الصحي والشاشات وغيرها!!
ومَعلومٌ أن مطار الخرطوم استراتيجيُّ الموقع، يوفر زمناً كثيراً للمسافرين للغرب، فالمواطن السوداني الذي يود السفر إلى نيويورك يسافر من الخرطوم إلی دبي ثلاث ساعات ونصف، ومن دبي إلی نيويورك ثلاث عشرة ساعة ونصف يعني سبع عشرة ساعة غير الكونكشن، في حين لو سافرت مُباشرةً من الخرطوم إلی نيويورك فقط “اثنتي عشرة ساعة وشوية”، يعني توفر حوالي خمس ساعات طيران، ويعد مطار دبي الدولي من أفضل عشرة مطارات في العالم وأسرعها نمواً، وتبلغ قُدرته الاستيعابية تسعين مليون مسافر في العام، ويستقطب أكثر من 150 شركة طيران عالمية، ومطار دبي الذي كان مجرد مهبط جوي علی ضفاف الخليج العربي الآن تهبط به طائرات الايربص العملاقة 380، ويعمل به حوالي خمسة آلاف موظف، وبه فندق ومركز رياضي رفيع المستوی، بالإضافة إلی مسبح، ساونا، تدليك، استحمام ….الخ، واستفادت سلطات مطار دبي من مساحته البالغة 1.444474 متراً، بينما لم يستفد مطار الخرطوم من المساحة الكبيرة الممتدة حتی شارع أفريقيا، فليست هناك حاجة لمكاتب الخدمة الوطنية داخل المطار أو مساحات كبيرة للمخازن والشرطة، كلها تحتاج لمراجعة من سلطات الطيران، ومطلوب التوسع الرأسي، وبتطوير بسيط يصبح مطار الخرطوم مركزاً رئيساً للعديد من الخطوط العالمية، وسيكون الخيار الأفضل للمسافرين، وأكيد الكفاءة العالية والخدمة المميزة والالتزام والنظافة والمرافق الفاخرة والمطاعم التي تقدِّم أشهی الوجبات العالمية وأماكن التسوق، فهي ما تؤهل مطار الخرطوم ليكون في مصاف المطارات العالمية وسيحصل علی جائزة أفضل مطار ترانزيت في العالم، والطيران المدني في دبي بدأ العام ١٩٣٧ وحتی أوائل السبعينيات يملكون بضع طائرات، الآن من الايرباص العملاقة فقط يملكون خمسة وخمسين طائرة، وأفكار محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، أحدثت نقلة نوعية لإمارة دبي، ورسّخت تنمية اقتصادية مُستدامة، حيث يزور دبي أكثر من عشرة ملايين سائح سنوياً، وهذه نتيحة للأفكار الجيدة لحكام الإمارات واستراتيجيتهم المُستقبلية لمواكبة التغييرات العالمية، ورهان السيد محمد بن راشد، علی الإنسان وعقله وخياله وإرادته، وكما يقولون أول الغيث قطرة ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، وقد كانت دبي التي شهدتها من حالها التي قرأتها في التاريخ ومطار دبي وما حوله بيئة نظيفة طبقت فيها أفضل الممارسات البيئية العالمية وأفضلها تطوراً التي تضمن سلامة وصحة المواطنين والعابرين مثلنا، وهم لهم أكبر مركز لمعالجة النفايات وتحويلها إلی طاقة، وكذلك مشروع دبي الخضراء الذي يرفع مؤشر التنافس العالمي لدبي، وطيران الإمارات الآن يتكفّل بعلاج عملائه المصابي بـ”كورونا” عبر طيرانه في بادرةٍ إنسانيةٍ طيبةٍ وتشمل تكاليف العلاج والحجر.
التحية للشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس طيران الإمارات التي تحولت من طائرتين بفضل العزيمة والتخطيط وأصبحت في قمة الناقلات الجوية العالمية بأسطول يتكوّن من 270 طائرة تصل إلی 143 وجهة حول العالم، والتحية لصاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي الذي أدرك أهمية قطاع الطيران للاقتصاد، وتحوّل بلاده إلی عاصمة عالمية وفرت الرفاهية والسياحة وتقديم الخدمات للعرب والمسلمين وجميع المُسافرين من دول العالم۔