ميناء بورتسودان.. رحلة البحث عن البديل
مدير الميناء: من يتهمونا بالضعف أصوات نشاذ ولن نلتفت إليهم
مدير الميناء الجنوبي: نحن في أحسن حالاتنا لكننا مستهدفون
الشهر المنصرم استقبلنا خمس عشرة باخرة وإجمالي الحاويات المتداولة (30920) حاوية
رئيس غرفة المستوردين: هناك اختناق في الميناء ونقف ضد البديل
بورتسودان: إيهاب محمد نصر
بالرغم من كثرة الأحاديث عن أداء هيئة الموانئ البحرية واتهامها بالقصور وضعف الأداء وحالة الدفاع المستميت عن الموانئ، والتأكيد على تحسن أدائها واتهامها لجهات لم تسمها بأن لها أغراضاً وتسعى لتدمير الميناء، وتقود حملات منظمة، إلا أن الحديث عن اعتزام عدد من الموردين اللجوء إلى موانئ بديلة في مصر وإرتريا اعتبره الكثيرون ناقوس خطر وإشارة حمراء أضاءت في ظلمة، ولا ينبغى أن تمر مروراً عادياً، ولابد من وقفة لمعالجة الأمر كون أن التذمر أصبح طاغياً إن كان من المتعاملين مع الميناء أو من أدارة الميناء نتيجة ما اعتبرته استهدافًا لها.
(الصيحة)، فتحت هذا الملف على مصراعيه وناقشت كل الأطراف وخرجت بالكثير المثير.
غرفة المستوردين
اتصلت برئيس غرفة المستوردين السودانيين الصادق جلال، وسألته مباشرة عن مدى صحة اعتزام عدد من المستوردين السودانيين اتخاذ موانئ بديلة لميناء بورتسودان؟ فقال لـ (الصيحة): الاختناق الحاصل في الميناء جعل بعض الموردين يفكرون في موانئ بديلة، لكن نحن في الغرفة ضد هذا التوجه تماماً لأسباب وطنية لأنه من المستحيل نلجأ لموانئ أجنبية، ونحن عندنا ثغر السودان، فبالرغم من أن هناك سوء إدارة واضح ووجود مشاكل في الجوانب الفنية والجوانب المالية وأيضاً في الجوانب النقابية، مما انعكس على سوء الأداء داخل الميناء، لكن هذا لن يجعلنا كمستوردين وكشركاء أصيلين في الاقتصاد السوداني أن نلجأ لموانئ بديلة، ولو حاولنا الاتجاه إلى موانئ بديلة هذا يعني أنه لا توجد مواعين للصادر.
واتهم جلال إدارة الميناء بعدم إشراكهم في كل اللجان التي يتم تشكيلها مع أننا أصحاب المصلحة. سألت رئيس غرفة المستوردين تحديداً هل: هناك مستوردون لجأوا فعلياً لموانئ بديلة؟ قال نعم، هناك ناس جابوا بضائع عن طريق ميناء العين السخنة في مصر، وأكد بقوله (الناس ديل لو شافوا طرق بديلة ما برجعو تاني). وأجمل جلال المشكلة في سوء أداء التفريغ والمناولة والتكلفة العالية ولابد من وجود حل جذري لمشاكل الموانئ بعيدًا عن المسكنات.
الموانئ تدافع وتنفي
اتصلت بمدير الميناء الجنوبي جمال مبارك، وقدمت له هذه الاتهامات والشكاوى عن ضعف الأداء في الميناء، فقال: أولاً، هناك استهداف واضح ومقصود، حيث نحن الآن في أحسن حالاتنا..
ــ قاطعته استهداف مِن مَن وما القصد من هذا الاستهداف؟ فقال: (أعفيني من ذكر الأسماء)، لكن عاوزين ينتهوا من الميناء! واستطردا قائلاً: نحن أنشأنا مكتب كنترول الصادر أحد أدوات ضبط إيقاع العمليات وسرعة الانسياب.. من خلال متابعة جميع مراحل الصادر من دخوله عبر البوابة مروراً بالتستيف وانتهاءً بتحميله على الباخرة.. هذا الإجراء مكّن الإدارة من مشاركة المعلومات مع الشركات .. الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في تنظيم مواقع الصادر وتسريع عمليات النقل لمواقع البواخر.. وخفض فترة عمليات مناولة البواخر من الأسبوعين في الماضي إلى الأسبوع وانخفض الآن إلى (5 ــ 6) أيام.. وخلال الأربع وعشرين ساعة القادمة سوف تكتمل عمليات باخرتي SCIO SKY & MSC SABRINA ودخول باخرتين وبذلك ينخفض عدد البواخر في الانتظار إلى السبعة في انتظار تكملة عمليات باخرتي KOTA NAZIM & LION التي يجري حالياً تفريغ حمولاتها فيما يستمر نقل الصادر في موقع قريب منها، وعن ما أثير عن نية بعض المستوردين اتخاذ موانئ بديلة قال جمال مبارك:
يظل ميناء بورتسودان النقطة الأقرب والأفضل لكامل تراب السودان، وجميع دول الجوار الحبيسة.. قد يتحدث البعض عن موانئ مصر وأرتريا كبديل أو خيار لحركة التجارة، وفي ذلك كثير من التحامل وجهل بحسابات النقل البحري من حيث الرحلة ما بين بورتسودان والموانئ المصرية بحرًا، والمسافة البرية للأراضي السودانية… خيارات غير ممكنة وبعيدة عن الواقع بحسابات التكلفة والزمن.
وأكد جمال مبارك أن محطة حاويات الميناء الجنوبي استقبلت خلال شهر نوفمبر خمس عشرة باخرة مختلفة الأحجام والخطوط الملاحية، حيث بلغ إجمالي الحاويات المتداولة (30920) حاوية مكافأة كما أصدرت المحطة ما يقرب من( 10616) فاتورة، وتوجد حالياً ما يقرب من (12000) حاوية من الوارد في انتظار التخليص والسحب.
المحطة تنقل يومياً (650) حاوية لمنطقة الكشف الجمركي تزيد وتنقص حسب الطلبات للكشف داخل الميناء.. وتحمّل المحطة يومياً أكثر من (300) حاوية للمواني الجافة داخل البلاد.
واعتبر مدير عام الموانئ الانتقادات التي توجه إلى الميناء وتتهمها بالبطء بأنها أصوات نشاذ لا نلتفت إليها وان ما تشهده حركة السفن غير مسبوق.
وأن محطة الحاويات في الميناء الجنوبي غادرتها في يوم واحد ثلاث سفن محملة بالصادر السوداني واستقبلت ثلاث سفن وارد، كما ارتفع معدل مناولة حاويات الصادر من 1400 حاوية مكافأة إلى 1600 في اليوم بعد الصيانة التي تمت للرافعات الجسرية.
مشيرًا إلى أنهم استطاعوا إحداث نقلة كبيرة في تشغيل سبع رافعات جسرية من ثماني في ظروف استثنائية عند إدارتهم الميناء، وقال إن ميزانية 2021 تحوي شراء آليات ومعدات جديدة، وأنهم حسب مصفوفة الموانئ يتوقعون أن يصلوا إلى زيرو انتظار للسفن نهاية العام الحالي.
وكانت (الصيحة) قد زارت الميناء الجنوبي ووقفت على الأداء والصيانات التي تتم للرافعات الجسرية بعد التعاقد مع منظومة جياد للصناعات.
وكلاء التخليص
وكلاء التخليص يقفون في المنطقة الوسطى بين الرضا والسخط، حيث أقر الأمين العام لاتحاد وكلاء التخليص أحمد عبد الرازق بأن هناك تحسناً نسبياً في أداء الموانئ ولكن ليس هو المطلوب، ونريد أن يرجع الحال كما هو في السابق، حيث أن الباخرة لا تأخذ أكثر من 48 ساعة لتفريغ الوارد ومثلها لنقل الصادر، وأشار عبد الرازق في تصريحات لـ (الصيحة) أن فترة السماح كانت 10 أيام للوارد تم تمديده بواسطة اللجنة الاقتصادية إلى 20 يوماً و30 يوماً للصادر، وهو منذ شهر نوفمبر وهو مستمر حتى الآن, وعزا عبد الرازق هذا التمديد لعجز الموانئ عن إنزال ونقل الحاويات إلى منطقة الكشف في هذه الـ 10 أيام مما يترتب عليه رسوم أرضيات يزيد من التكلفة، وبخصوص ارتفاع رسوم الموانئ والتي هي أيضاً مسار سخط قال الأمين العام لاتحاد المخلصين أن هيئة الموانئ وحتى نهاية التسعينات كانت تأخذ الرسوم على البضائع بالجنيه السوداني، حيث تم تعديل التعريفة فأصبحت تؤخذ بالعملة الصعبة بما يعادلها بالسوداني، وهذا كلام غير منطقي لأنها رسوم محلية هذا الإجراء جعل تعريفة الموانئ متصاعدة حسب ارتفاع العملة الصعبة مما خلق تذمراً كبيراً وسط الموردين، لأنه يجعل بضائعهم تخرج من المنافسة في السوق.