الخرطوم: إبتسام حسن
أعلنت اللجنة العليا للطوارئ الصحية عن تأجيل فتح المدارس بعد أن أظهر تقرير وزارة الصحة تزايد حالات الإصابة بوباء كورونا.
ويبدو أن العام الدراسي الحالي -بأمر كورونا- أصبح في مهب الريح، هذا غير نكبة العام الدراسي الذي أُجّل لأول مرة بسبب عدم طباعة الكتاب المدرسي، فضلاً عن تأخيره بسبب الفيضانات والسيول والموجة الأولى لكورونا، إلا أن كورونا لازالت تلاحق العام الدراسي ومازال هناك حديث أنه في حال ازدياد الحالات يمكن إغلاق البلاد وغيرها من الاشتراطات التي بثتها وزارة الصحة تقف حائلا دون استمرار العام الدراسي، وفرضت وزارة الصحة عدداً من الاشتراطات يجب اتباعها داخل المدارس والجامعات موجهة بأن تعمل إدارات المدارس على التعامل مع الحالات المشتبه فيها وضرورة توفير مقياس حرارة عند دخول الطلاب للمدارس فضلاً عن توفير المعقمات. وفرضت الوزارة ضرورة لبس الكمامة للطالب عند دخوله المدرسة أو الجامعة
حق الطلاب
وكشفت الصحة عن خطة شاملة للتعامل مع الطلاب داخل حرم المدارس والجامعات من ضمنها تدريس بعض الطلاب لتوجيه بقية الطلاب للتعامل مع الاشتراطات الصحية والخطة تشمل ضرورة تقسيم الطلاب الى مجموعات حتى لا تحصل تجمعات وتدريب تلاميذ رياض الأطفال والمدارس على كيفية غسل اليدين فضلاً عن توزيع الطلاب على الفصول والعمل بنظام فترة تدريس صباحية وفترة مسائية، وأيضًا ضرورة تقسيم الطلاب للتدريس ٣ أيام في الأسبوع حتى يتم تقسيمهم الى أيام مختلفة، وكل تلك الاحترازات الصحية هدفت وزارة الصحة منها حفظ حق الطلاب في نيل التعليم وعدم فقدان العام الدراسي، وكشفت الوزارة عن أن قرارها القاضي بإغلاق المدارس بسبب انتشار الفيروس بصورة كبيرة بحيث حدث ازدحام في الأسرّة المخصصة للمرضى في ٧ مراكز تحوي إنعاشاً و٥ مراكز أولية يتلقى من خلالها العلاج والأكسجين بالإضافة إلى مستشفى الشرطة والمستشفى العسكري، فضلاً عن المستشفيات الخاصة.
وأوضح مدير مركز الطوارئ بإدارة الطوارئ بوزارة الصحة ولاية الخرطوم خالد زين العابدين لـ (الصيحة)، أن قرار منع الدراسة أحد القرارات الهادفة لمنع التجمعات خاصة أن المرض يشتد في أماكن تجمع الأشخاص، إذ أنه تم اكتشاف حالات كثيرة موجبة الفحص بالرغم من أنه لم تظهر عليهم الأعراض، وأكد أن الخطورة تكمن في أنه تم التأكد من وجود حالات غير مكتشفة في وقت يفتقر فيه السودان لفحوصات عشوائية، سيما أن الحالات المكتشفة جلها اكتشفت في المستشفيات كحالات مريضة أو في حال سفر الأشخاص الطالبين لشهادات خلو من المرض، وهذا دليل على وجود حالات وسط المجتمع غير مكتشفة، وشدد على ضرورة اتخاذ طلاب المدارس الإجراءات التي تمنع الإصابة بالمرض، على أن تتم متابعتهم داخل وخارج الجامعات، وأشار زين العابدين الى قرار وزارته القاضي بتقليل العاملين بنسبة ٥٠% بحيث يمكن لشخص واحد أن يؤدي عمل شخصين وضرورة عزل الشخص الذي تظهر عليه علامات المرض.
تحديات
وأكد زين العابدين وجود تحديات تواجه المدارس مما يستوجب العمل على التدريس بنظام المجموعة كحل لتأجيل العام الدراسي خاصة مع ازدياد ملحوظ للحالات ــ على حد تعبيره ــ لذا كانت وزارة الصحة تعمل بحيث لا يتم إغلاق كامل للبلاد، واعتبر الخطوة صعبة جداً على المستوى الاجتماعي والمستويات المادية إذ أن كثيرا من الأسر يمكن أن تفقد وسيلة دخلها. ووصف الإغلاق الكامل بالصعب مما يؤثر على الظرف الاقتصادي خاصة بعد استنزاف الموارد إبان الموجة الأولى، داعياً إلى ضرورة أخذ الحذر حتى لا تصل البلاد الى قرار الإغلاق الكامل، محذراً من وضع كارثي في حال عدم اتباع الاشتراطات الصحية.
ازدحام
دخلت البلاد في الموجة الثانية للجائحة، وصاحب ذلك ازدحام ملحوظ في مراكز العزل والمراكز الأولية مما دلل على انتشار الجائحة في المجتمع، وبثت وزارة الصحة عددا من الرسائل والموجهات تحسباً من الوصول إلى وضع كارثي كما انفرط العقد بعدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، ونادت الوزارة بضرورة المتابعة والاحتفاظ بالتباعد مسافة متر من الأشخاص الآخرين في أماكن التجمعات مثل دور الدراسة والمواقف والأسواق والمساجد، وشدد مدير مركز الطوارئ على ضرورة الاهتمام بلبس الكمامات ووضع احتمال أن الشخص الذي بجانبك يحمل الفيروس، بحيث يكون التباعد على مسافة متر حتى يكون الشخص في وضع آمن، وفي حال عدم لبس الكمامة يجب أن يكون التباعد مسافة ٢ متر أو أكثر سيما أن الفيروس ينتقل بواسطة الرزاز من الشخص المصاب، ودعا مدير مركز الطوارئ الى تصنيع الكمامة من القماش في حال ارتفاع سعرها بحيث تكون بشريطين يربطان من الخلف وأن تكون الكمامة تغطي منطقة الأنف وتنزل إلى أسفل الحنك، منوهًا إلى ضرورة غسل اليدين لمدة ٤٠ ثانية في حال أن كان الشخص متحركاً أو استعمال الكحول بنسبة معينة .
احترازات ثانوية
حددت وزارة الصحة اشتراطات احترازية ثانوية منها منع المصافحة إذا تم الدخول لأماكن الدراسة أو العمل والتوقف عن طريقة السلام السودانية المعروفة، فضلاً عن الامتناع عن الاجتماعات في أماكن العزاء، فضلاً عن عدم تعرض الأسر والأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الى المناطق المزدحمة، ووجهت وزارة الصحة في حال الشعور بأعراض الصداع لابد من تناول مشروبات دافئة ولبس الكمامات، مشيرة إلى أن الطرحة التي ترتديها النساء يمكن أن تحل محل الكمامة، كما أن فكرة النقاب هي ذات فكرة الكمامة، ولابد من الكح في الكم في حال العطس والابتعاد عن بقية أهل البيت.
فيروس شرس
وصف فيروس كورونا بأنه ضعيف لكنه شرس لجهة أن الفيروس لا يعيش أو ينتقل الى مسافات بعيدة، إذ أن مدى الفيروس متر أو يزيد فضلاً عن أن خطورة الفيروس حسب مدير مركز الطوارئ بإدارة الطوارئ بوزارة الصحة ولاية الخرطوم د. خالد محمد زين، أنه يطور نفسه حرصًا على البقاء وخوفا من الفناء، واستدل على ذلك بأن كثيرا من الأشخاص يحملون الفيروس، ولكن لا تظهر عليهم أعراض المرض، واعتبر الفيروسات بصفة عامة له خصائص وقدرة على التحور، وبالتالي يمكن للفيروس أن يقاوم الأدوية والجهاز المناعي، ونوه محمد زين الى أن الفيروس الآن في أشد حالاته، مثل فيروس الأنفلونزا والإسهالات وغيرها من الفيروسات التي بدأت شرسة وقاتلة بينما خفت حدة خطورتها مع الوقت، وقال إن الموجة الأولى للفيروس جاءت أخف نسبة لأنها جاءت في فصل الشتاء فضلاً عن أن الشمس لم تكن عمودية، كما هو الحال حالياً وبالتالي فإن الموجة الثانية أقوى من الموجة الأولى جهة أنها ظهرت في فترة الصيف، وقال خالد إن الفيروس من خصائصه أنه يعيش داخل جسم الإنسان فيما أثبتت كثير من الدراسات أن الفيروس لا يعيش في الأسطح والهواء ولا ينتقل الى مسافة أمتار طويلة، ووصف الفيروس بأنه ضعيف، إلا أنه شرش، ونوه إلى أنه في كثير من الأحيان نهاية الإصابة به تكون الوفاة، الأمر الذي يستوجب جهاز مناعة قوياً، وتوقع أن يكون الفيروس خلال السنوات القادمة عادياً يعمل جهاز المناعة على مقاومته داعياً إلي ضرورة الاتصال بأرقام الطوارئ في حال ظهور الأعراض وهى ٩٠٩٠ و٢٢١ .
مجهودات
وضعت إدارة الصحة المدرسية بوزارة الصحة الاتحادية خطة من أجل فتح المدارس، وكشفت مدير الإدارة هالة أحمد عبد الرحيم في تصريح لـ(الصيحة)، عن خطة وهي أن تعمل المدارس وفقاً لفترة (القاب) بحيث يدرس فصول الصف الأول والثالث والرابع في يوم على أن يدرس فصول الصفوف الخامس والسادس والسابع في اليوم الذي يليه على أن يتم ثبات دراسة الصفين الثالث ثانوي والثامن أساس في الدراسة يومياً، وبذلك تكون المدارس عاملة يومياً على أن يتم تخفيض القوى وأن يعمل الفصلان اللذان من المؤمل أن يجلسا لامتحانات الشهادة لهذا العام يومياً شرط أن يكون هناك تطبيق للشرط الصحي في التباعد، ودعت هالة الى ضرورة أن يقسم طلاب الفصل الى فصلين على أن يكون فارق المسافة مترين بين طالب وآخر وأن يلتزم الطلاب بلبس الكمامات وأن يتم توفير مياه وصابون للطلاب لغسل اليدين، ودفعت بمقترح أن يوفر أولياء الأمور مياه الشرب لأبنائهم من البيت، بحيث يحملها الطلاب في زمزميات عند الذهاب إلى المدرسة. وقالت إن اللجنة العليا الطوارئ الصحية أغلقت المدارس لأسبوعين حتى تتضح الأامور، واشترطت ضرورة عدم تزاحم الطلاب وأن يجلبوا الفطور من منازلهم حتى لا يكون هناك تزاحم في الكافتريات، وكشفت هالة عن وضع خطة جديدة توضع بعد أن تم التأجيل مؤكدة أن إدارتها ستقوم بزيارات إشرافية للمدارس، بحيث يتم التأكد من عدم وجود مشاكل صحية بالمدارس وتستكشف إذا ما كانت هناك إمكانية لتدريس الطلاب في أماكن واسعة تتوفر فيها تهوية كافية حتى التأكُّد من وضع صحي آمن.