* ربما يرى البعض في النتيجة الإيجابية التي حقّقها المريخ بأرض منافسه أوتوهو في ذهاب الدور التمهيدي لدوري أبطال أفريقيا، مُفاجأة قياساً بظروف النادي الإدارية وبداية إعداده المتأخرة والمتعثرة ودخوله السباق القاري بمدير فني جديد لم يمض سوى أسبوع واحد قبل جولة الكونغو إلى جانب غياب مجموعة من لاعبي الفريق وسيما عناصر الخبرة لأسباب مُختلفة على غرار رمضان عجب وبكري المدينة ومحمد الرشيد ومن تمّ ضمّهم للكشوفات بعد يوم العاشر من نوفمبر مثل عزام وكردمان الذي تم حل مشكلة عقده المزدوج في اليوم الأخير لفترة الانتقالات.
* ويُضاف إلى تلك الظروف ما حدث أثناء المُواجهة من خروج لثنائي وسط الدفاع توالياً بإصابات وفي ظرف دقائق قليلة مروراً بأداء حكم اللقاء الذي كان مثار تعليق لكل أفراد البعثة بما فيها رئيس البعثة من جانب اتحاد الكرة دون أن ننسى عامل درجة الرطوبة العالية بمعقل أوتوهو والذي أجبر المريخ على خوض المباراة بشعارين.
* وإن كانت النتيجة الإيجابية قياساً بتلك العوامل مفاجئة، فهي من زاوية أخرى لا تعد بأي حال مفاجئة لكل من يعرف الخصائص التي تتمتع بها المجموعة الحالية من لاعبي الفريق على مستوى الروح والطموح وقوة الإرادة والروح القتالية والثقة بالنفس، وهي خصائص تعد كلمة السر في فوز المريخ بالممتاز في السنوات الأخيرة رغم السُّوء الإداري وفي بلوغه نصف نهائي كأس زايد للأندية العربية قبل عامين وبإذن الله تكون سبباً في ذهابه بعيداً في نسخة الأبطال الحالية حال نجح في إكمال مهمة الإطاحة بأوتوهو بنجاح من خلال جولة الحسم عصر الجمعة.
* فالمريخ وعلى الرغم من مُغادرته من الدور التمهيدي خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أن من يعود بالذاكرة لشريط تلك المواجهات يجد أن الفريق قدّم أداءً استحق به الخروج أمام تاون شيب البتسواني فقط، لكنه كان الأفضل في المرتين اللتين غادر خلالهما أمام فايبرز وشبيبة القبائل وبالذات في النسخة الماضية حينما قدم مردوداً رائعاً ذهاباً وإياباً أمام الفريق الجزائري لولا بعض التفاصيل الصغيرة، وذاك المردود أمام فايبرز ثم أمام الشبيبة كان أعلى بكثير من شكل الإعداد الذي توفّر للفريق ومن ظروف استقرار الفريق ومن البيئة التي تُحيط به، لكن مع ذلك كان لاعبو الفريق يتفوّقون على أنفسهم ويقدِّمون مُستويات جيدة، لكن في نهاية المطاف فارق الإعداد والجاهزية كان يصنع الفارق لمصلحة المنافسين على مستوى المحصلة النهائية.
* ومن حُسن حظ المريخ والجيل الحالي، أن فارق الجاهزية المذكور يُصب في صالح المريخ هذه المرة بعيداً عن عثرات الإعداد الدائمة، لكن المنافس هذه المرة توقف عن اللعب التنافسي لأكثر من ثمانية أشهر مكتفياً قبل مواجهة بطل السودان بإعداد لشهرين وهي فترة طويلة لكنها حتى لو طالت أكثر لا تُعوِّض غياب اللعب التنافسي.
* وبالعودة إلى روح الجيل الحالي من لاعبي المريخ، أشير لمحادثة مع أحد أفراد بعثة المريخ صباح الأحد قبل ساعات من انطلاقة المباراة سألته فيها عن الوضع العام والروح المعنوية، متمنياً أن يعود المريخ بنتيجة إيجابية وأن يسجل هدفاً خارج الأرض، فأجابني أن اللاعبين يتحدثون عن الفوز فقط ولا شيء غيره وهي ذات الروح التي كانت سائدة إبان مباريات الفريق بالنسخة الأخيرة للممتاز بعد الجائحة، حيث كان كل من تتحدّث إليه من لاعبي الفريق يتحدث عن أن الممتاز من نصيبهم وهي ثقة وروح كانت حاضرة حتى يوم مباراة القمة برغم كل الملابسات التي حدثت بمعسكر الفريق، إلا أن عناصر الأحمر وإبان دخولهم لإستاد الخرطوم كانوا يتحدثون بثقة ليس عن الفوز باللقب الذي كان مُمكناً بنتيجة التعادل فقط، لكن عن الفوز على الهلال كما فعلوا في الدورة الأولى.
* هذا الجيل من لاعبي المريخ مختلف ومعه لا خوف من أي منافس وأي مباراة وأي بطولة متى ما حافظ عناصر الأحمر على تلك الروح وتلك الثقة وذات الإرادة والطموح التي تُعد مفاتيح النجاح والتفوق في كل الأوقات وأسلحة التغلب على العقبات.