المُرشّحون لخلافة المهدي .. سيناريو ما بعد الرحيل
تقرير: صلاح مختار
كل من عليها فان.. ولكن يبقى رحيل الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي علامة فارقة في تاريخ السودان, ولأن تولي قيادة حزب الأمة بعد رحيل الصادق مسألة شديدة الحساسية والأهمية، فإن الصادق الذي ظل لأكثر من أربعين عاماً رئيساً وقائداً وزعيماً أضاف لهذه الرئاسة والقيادة والزعامة كاريزما بما يملكه الرجل من عطاء سياسي وفكري لا يمكن إنكاره مهما اتفقنا أو اختلفنا معه. بالتالي برحيله ترك تساؤلاً كبيراً عن من يخلفه في الحزب بعد وفاته وما هي السيناريوهات المتوقعة.
طبقاً للائحة ودستور الحزب، فإن من الطبيعي أن يملأ الفراغ نائبه الأول في الحزب اللواء برمة ناصر، وبالتالي خلال الفترة التي غاب فيها المهدي بالخارج كان يتولى أمر الحزب ناصر وهو أمر تلقائي إلا في حالة استثنائية أن يقوم النائب الأول في الحزب بسبب مرض أو عدم القدرة بتكليف شخص آخر يقوم مقامه.
صناعة الانتقال
الأمر الآخر، قرار من يخلف الإمام الصادق المهدي وإن كان (يتخذ) دستورياً في (مؤتمر عام)، إلا أنه ودون شك (يصنع) خارج هذا المؤتمر بحراك فكري وسياسي فعال ودؤوب ومستمر، إلا أن مصدرًا بالحزب قال لـ(الصيحة)، إن قيام المؤتمر العام فيه صعوبة في الوقت القريب لأسباب كثيرة منها التمويل، والمؤتمر العام كان حُدد قيامه قبل ثمانية أشهر، إلا أن هناك أسباباً حالت دون قيامه. ولأن المؤتمر العام هو الجهة المنوط بها انتخاب رئيس الحزب في حالة تعذر قيامه فإن دستور الحزب منح صلاحيات المؤتمر العام أن تقوم به الهيئة المركزية للحزب والتي يمكن انعقادها أو الدعوة إليها في اجتماع طارئ باعتبار أن قوام الهيئة عدد قليل من الأعضاء يمكن تجميعهم بسرعة أو عقد اجتماع للهيئة بسهولة لتسمية رئيس الحزب سواء كان مكلفاً إلى حين انعقاد المؤتمر العام أو تسميته رئيسًا للفترة المتبقية من رئاسة الحزب، ولكن تلك القرارات طبقًا للائحة لا تلغي صلاحية المؤتمر العام وبالتالي وارد أن يقوم الحزب باستدعاء الهيئة المركزية للحزب لاختيار خليفة المهدي.
الانتقال السلس
ولأن عملية انعقاد المؤتمر العام في حد ذاتها تتطلب إجراءات كثيرة منها قيام المؤتمرات القاعدية على مستوى المركز والولايات والتي تحتاج بالضرورة إلى تمويل كبير لتلك الحملة، فإن الأوفق للحزب هو انعقاد الهيئة المركزية للحزب لاختيار الرئيس، وفي هذه الحالة فإن مهام النائب الأول للحزب سوف تنتهي بذلك، وأكد مصدر لـ(الصيحة) أن من صلاحيات الهيئة المركزية انتخاب الأمين العام للحزب وليس رئيس الحزب لأن اختياره يتم عبر المؤتمر العام.
بيد أنه في الظروف الاستثنائية يمكن أن تقوم الهيئة مقام المؤتمر العام في اختيار الرئيس فقط، وليس انتخابه ولا تتغير المناصب الأخرى.
ولم يستبعد المصدر أن تشهد المرحلة المقبلة استقطاباً داخل الهيئة بين الأجنحة المختلفة بالحزب، وتعدد الخيارات فيه، ولفت لوجود الشباب والطلاب وأبناء الصادق والرموز والقيادات القديمة والذين يرون في وجود الصادق حاجباً يحول بينهم والعودة إلى الحزب، ولكن ما يعصم الحزب عن الانقسامات وجود دستور يحكم وينظم العملية الديمقراطية ويحسم في النهاية عملية الاختيار بالتصويت.
مخضرمون وتنفيذيون
سبق أن أعلن المهدي تنحيه عن رئاسة الحزب وتفرغه للأعمال الفكرية وتوثيق تاريخه وكتاباته، وبدأ والتفكير داخل الحزب وبين قياداته في من يقوم مقامه أو سيخلفه في الحزب، هنالك اتجاهات متعددة وأسماء بارزة منهم قيادات الحزب الذين عملوا في الجهاز التنفيذي مثل الدكتور إبراهيم الأمين. الأمين العام السابق للحزب، وهو طبيب، وكذلك توجد سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي للحزب حالياً.. وهي شقيقة الأمير عبد الرحمن عبد الله نقد الله، وكذلك اللواء فضل الله برمة ناصر وهو حالياً يتبوأ منصب نائب رئيس الحزب، إلى جانب نائب آخر هو الفريق صديق محمد إسماعيل. وكذلك مريم الصادق المهدي (المنصورة) والتي تتقلد منصب نائب الرئيس حالياً، وكذلك نجل المهدي صديق الصادق المهدي، وغيرهم من القيادات.
لجنة عليا
وقطعت عضو المكتب السياسي لحزب الأمة ندى جوتار بأن المؤتمر (الثامن) القادم الذي يُعد له الحزب هو الذي سوف يحدد من يرأس الحزب. وقالت لـ(الصيحة) إن الإعداد يجري على قدم وساق للمؤتمر العام الثامن، وقد بدأ تكوين مؤتمراته القاعدية بالإضافة إلى تكوين لجنة عليا له وهو الذي يأتي برئيس جديد لحزب الأمة القومي. وقالت إن الراحل لم يفرض نفسه على الحزب وإنما جاء رئيساً للحزب عبر مؤتمر عام، ولذلك فإن المؤتمر العام هو الذي يحدد الرئيس الذي سيخلفه على رئاسة الحزب.
عدم وجود وصية
وقطع عضو السياسي لحزب الأمة القومي محمد زين عديلة بعدم كتابة زعيم حزب الأمة القومي إمام الأنصار الصادق المهدي، أي وصية تتعلق باختيار خليفته في الحزب. وقال محمد زبن عديلة في تصريح مقتضب لراديو “مونت كارلو” إن المهدي لم يوصِ باختيار خليفة له لرئاسة حزب الأمة القومي. وقال عديلة إن المهدي لم يوص بخليفته لأنه يعلم أن الحزب مليء بالكوادر التي يمكن أن تخلفه في رئاسة الحزب، مشيراً إلى أنه ترك أمر اختيار خليفة لثقته الكاملة في قيادة الحزب وقدرتها على اختيار من يرأس الحزب خلال المرحلة المقبلة.