:: ومن الغرائب، الدعوة التالية، ونشرها تجمع المهنيين، بالنص: (إلى سكان بيت المال عامةً، وإلى الجهات المعنية خاصةً.. تدعوكم لجنة غرفة مكافحة كورونا بحي بيت المال للاجتماع التفاكري حول دراسة كيفية الحد من انتشار فيروس كورونا، وذلك بعد زيادة الحالات ببيت المال.. المكان: حديقة الملائكة، الزمان: السبت بعد صلاة المغرب.. الرجاء الالتزام بالحضور.. لجنة مقاومة بيت المال 27 نوفمبر 2020م)..!!
:: تأملوا.. لجنة تحشد – عبر صفحة تجمع المهنيين – سكان الحي، بالدعوة العامة مع الالتزام على الحضور، بحدائق الملائكة، للتفاكر حول الحد من انتشار فيروس “كورونا” في الحي.. لو كان هذا الفيروس كائناً عاقلاً، لمنح تجمع المهنيين ولجنة المقاومة ببيت المال أرفع أوسمة الخدمة وأعظم أنواط الجدارة، لأن الخدمة التي يقدمها التجمع واللجنة – للفيروس وليس لسكان الحي – لا تُقدّر بثمن..!!
:: حجم المَخَاطر يَستدعي أن يكون الجميع على مُستوى المَسؤولية، وليس مسؤولاً من يحشد الناس في الساحات والحدائق والأندية في ظل جائحة أهم مصادر انتشارها الزحام.. وإن كان حشد لجنة بيت المال بحجم الحي، فإن حشود سلطات أخرى كانت ضخمة.. وعلى سبيل المثال، ما كان يجب الاحتفال بالسلام في ساحة الحُرية.. وبالمناسبة، فالسلطات الصحية لم تخضع وفود السلام – وجيوشها – لفحص الفيروس..!!
:: وإن كان محمد النصري غير مسؤول، وكذلك أحمد الصادق، ما كان على السلطات المسماة بالمسؤولة، التصديق بالحفل لهذين المطربين في نادي الضباط، فالزحام – في الليلتين – كان مأساوياً.. وكذلك، كان على السادة بحزب الأمة وهيئة شؤون الأنصار التنسيق مع السلطات الحكومية في منع توافد الحشود إلى مراسم عزاء ودفن الإمام الصادق، عليه رحمة الله.. كان يجب منع كل هذه الحشود بقوة القانون والشرطة..!!
:: والمؤسف أن البلاد حالياً تدفع ثمن حشد ساحة الحرية، وفي الأسابيع القادمة سوف تدفع المزيد ثمناً لحشود نادي الضباط وميدان الخليفة بأم درمان.. نعم، لقد ارتفع معدل الإصابة لحد عدم توفر الأسِرّة بمراكز العزل، وكذلك ارتفاع معدل الوفيات لم يعد بحاجة إلى انتظار الإحصاء.. والعلاقة ما بين الحشود وانتشار الفيروس لم تعد خافية إلا على عقول المسؤولين الذين لم يتعلموا من دروس الموجة الأولى..!!
:: وكما كان الحال في (الموجة الأولى)، فالحكومة وحدها تُقاتل في معركة (الموجة الثانية)، بيد أنّ شركات القطاع الخاص ومُنظّمات المُجتمع المدني (تتفرّج).. هي معركة الجميع، وعلى الجميع أن يكونوا في مُقدِّمة البذل والعطاء.. تابعوا، فالشاهد أن رجال المال والأعمال من حولنا يتقاسمون مع حكوماتهم مسؤولية حماية شُعُوبهم من هذا الوباء..!!
:: ويدعمون مشافي مُجتمعاتهم بالأدوية والأجهزة والمُعدّات والمُطهِّرات والكَمّامات والمحاجر الصحية وغيرها من وسائل الوقاية.. ثلاثة أشهر، هي الفاصل الزمني ما بين الموجتين.. خلالها، كان على مجلس الوزراء أن يتعلم من دروس (الموجة الأولى)، ويقود الجميع بالاستنفار والتعبئة، ثم بتنظيم الجهد الشعبي، بحيث يسد الثغرات..!!
:: ثلاثة أشهر، كان يُمكن خلالها استنهاض همم المجتمع عبر لجان المقاومة، لو وجدت (قدوة فاعلة).. وشركاتنا الوطنية كانت قادرة – خلال الثلاثة الأشهر – على تجهيز مراكز عزل، وكانت قادرة على توفير الأدوية والمطهرات والكمامات، لو وجدت (قيادة مُحفزة).. وكذلك لمنظمات المجتمع المدني وأنديتنا الرياضية سيرة عطرة في خدمة الشعب، ولكنها للأسف لم تجد قيادة تتعلم من الدروس..!!