ساحر الكمنجة يهزم “كورونا” من داخل مركز العزل بالخرطوم
الموسيقار الشاب عثمان محيي الدين صاحب مشروع (سحر الكمنجة)، مقطع الفيديو الذي بثّه عبر صفحته في “فيسبوك”، وهو يُغالب فيروس “كورونا” من خلال العزف للمرضى داخل مركز العزل بالخرطوم، ذلك المقطع الذي أشعل الأسافير وتناقلته المواقع والفضائيات…
(الصيحة) اقتحمت الصعاب وحاورت عثمان محيي الدين من داخل مركز العزل وتوقّفت معه في تفاصيل محنته المرضية.
حاوره عبر “واتساب”- سراج الدين مصطفى
من أين وكيف التقط عثمان محيي الدين فيروس “كورونا”؟
طبيعة فيروس “كورونا” في الانتقال عن طريق مُخالطة شخص مُصاب أو لمس سطح به الفيروس أو غيره!! لذلك لا أستطيع تحديد كيفية انتقال العدوى لي!
متى بدأت تشعر بالأعراض.. وما هي تحديداً؟
قبل خمسة عشر يوماً – أو يزيد- من الآن بدأت أشعر بفتور وصداع، وكنت أتناول الباراسيتامول، ولكن بدأت الحمى والصداع في زيادة فقُمت بالاشتباه بـ”كورونا”، واتّصلت بأحد الأصدقاء الصيدلانيين وأخذت منه البروتوكول العلاجي كاملاً وعزلت نفسي عن أسرتي لمدة ستة أيام، ولكن بدأت أشعر بأعراض ضيق التنفس، فاتصلت بإدارة الوبائيات والتي حضرت في اليوم التالي لأخذ العينة، وفي نفس اليوم ذهبت إلى المستشفى لعمل الأشعة المقطعية والتي أكدت الإصابة بالفيروس.
ما هي التحوطات التي قُمت بها مبدئياً؟
ذكرت ذلك بعاليه، وأضيف البرنامج الغذائي المصاحب للبروتوكول وهو استخدام البرتقال وعسل النحل، الزنجبيل مع القرنقل والحليب والعصائر الطبيعية البلدية والكركدى مع القرض.
هل هذه المراكز مُؤهّلة لتقديم الخدمة العلاجية؟
المركز الذي أعزل فيه، به مُشكلة حقيقية في مصادر المياه بالحمامات لأكثر من ثلاثة أيام الآن وهذه نذر كارثة صحية أكبر، إضافة إلى ذلك، هنالك جنود مجهولون من الجيش الأبيض، يضعون أرواحهم في أكفهم ويحملوننا على رؤوسهم مُضحِّين بحياتهم الغالية، يعملون في ظروف وضعية صعبة بهذه المراكز، ليست لديهم وجبات أو مياه ساخنة وفوق ذلك يعملون بكل إخلاصٍ.. فلهم كل التحايا والامتنان.
كيف تعاملت معها واقعياً ونفسياً؟
تعاملت معها بكل وعي وإيمان، وبفضل الله وعونه وقدرته سأهزم “كورونا”، ولكن كل الأمر بيد الله سبحانه وتعالى، ونسأله تعالى الشفاء لكل المرضى وأن يردهم لأهلهم سالمين غانمين.
(ما في كورونا ما تغشُّونا) كيف ينظر عثمان لمثل هذا القول؟
للأسف الشديد.. نحن نحتاج لثورة حقيقية وهي ثورة المفاهيم، ثورة الوعي والاستمارة والمسؤولية.. أصبحت الفوضوية واللا مبالاة سمة سودانية بامتياز.
كيف تقضي وقتك في مركز العزل؟
أحاول أن أكون مستلقياً طوال الوقت لإراحة جسمي ما استطعت، اقرأ كثيراً (بس التلفون مرهقني).. وأعيد ترتيب أفكاري في هذه الأثناء.
مؤكد أن هناك ثمة رسائل تود أن تبعثها لبعض الجهات؟
أرسل عبركم رسالة إلى كل رجال البر والإحسان بالتنفس في دعم هذه المراكز بالمياه والفواكه والأغطية وسخانات المياه ومعينات النظافة، فنحن في معركة شرسة وتحتاج لتضافُر كل الجهود.
ما هو دور المبدع في مثل هذه الظروف؟
التنوير والتوعية.. ورسالتي إلى زملائي الفنانين وهي الشريحة التي سوف تتأثّر جداً بإيقاف التجمُّعات والحفلات، بألا يضجروا ويتضايقوا فالأرزاق بيد الله، وعلينا التحمُّل لأنّ أولى خطوات الوقاية من المرض في التباعُد وعدم الاختلاط – والذي توفره حفلاتنا – ولأننا شعب طيب لا يدرك معظمه خطورة هذه العودة لفيرس “كورونا”، فعلينا تنويرهم من خلال الرسائل في الوسائط، فكلمتنا مسموعة وواصلة.
سماع وعزف الموسيقى كيف يساهم في العلاج ورفع الروح المعنوية للمرضى؟
الموسيقى من أعظم الطاقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى، وتعمل مُباشرةً للتأثير على الرُّوح، واستخدامها كعلاج للأمراض ومعروف منذ أمد بعيد لما تقوم به من تأثير سريع ومباشر في النفوس.
في الختام.. ماذا تود أن تقول؟
شُكري وامتناني لسؤالكم عني وتفقدكم لي.. وأحب أن اطمئنكم بأنني – بفضل الله- أشعر بسريان دعاء الأحباب عافيةً في جسدي.