*/ يجب عدم الإقصاء وأقترح مشاركة عناصر الحكومة السابقة النظيفين في التشكيل الحكومي ومحاسبة المذنبين
*/ لجنة برئاسة البرهان وسلفاكير لحل مشكلة الحدود
*/ اشتراط وجود عبد الواحد والحلو في الاتفاقية لتمويلها، حجج واهية
الاتفاقية ملك لموقعيها وسينفذونها بالموارد الذاتية
*/ الجنوب أدخل منهجي اللغة العربية والتربية الإسلامية في الفصول الدراسية كافة
كشف نائب رئيس جنوب السودان حسين عبد الباقى عن تسلمه شيكاً بقيمة (٣٨) مليار جنيه تبرع به نائب المجلس السيادي محمد حمدان دقلو لأسر ضحايا نزاعات المسيرية والدينكا كديات، وقال حسين في حوار مع (الصيحة) شكلنا لجنة وحددنا الديات وحميدتي سلمني شيكاً لأسلمه لأسر الضحايا، وفعلنا. مشيرًا إلى انهم أي الأسر احتفلوا بحميدتى رجلاً للسلام.
وكشف حسين الذي يزور الخرطوم هذه الأيام عن عزم البلدين إنشاء خمسة طرق برية لافتاً إلى تشكيل لجنة مشتركة يرأسها الرئيس سلفاكير ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لحسم قضايا الحدود.
“الصيحة”، وخلال مشاركته الشعب السوداني احتفالات السلام فى زيارة رسمية بهدف تمتين العلاقة بين البلدين وبحث ملفات التعاون ذات الصلة، قلّبت مع نائب سلفا، ملفات الراهن وتطلعات المستقبل وجملة من الشواغل المحلية والإقليمية فإلى مضابط الحوار:
أجرته: إنصاف العوض
ــ كيف تقيمون العملية السلمية بالسودان؟
أولاً السلام الذي وقعتموه مع أطراف النزاع المسلح وكل الأطراف نحن دايرنكم تبقوا عليه عشرة لأنكم لو فرطتم في هذا السلام سوف يتمزق ما تبقى من السودان إلى دويلات صغيرة ونحن نريدكم أن تحافظوا على الوحدة وكذلك يجب أن لا ننسى أن السودان عمل على حقن دماء أبنائه فى الجنوب وإحلال السلام فى ربوعه، نحن أردنا أن نرد حقاً مستحقاً للوطن الكبير السودان من أجل التوصل إلى السلام وللحفاظ على السلام.
*/ ما الذى ينبغي على الحكومة القيام به لإكمال هذا السلام؟
أعتقد أنه يجب على الناس أن يتوحدوا ويبقوا إيد احدة من خلال عدم إقصاء الآخرين وحتى الناس الذين كانوا في الحكومة السابقة يجب عدم إقصائهم ومشاركة كل الأشخاص النظيفين منهم في الحكومة وأن تتم محاسبة المذنبين منهم ويجب ألا تتعاملوا في السودان بردود أفعال يعني هؤلاء الناس (عملوا مشاكل) لذلك يجب أن لا يشاركوا في الحكومة، والسودان بلد ضخم بموارده وأراضيه الشاسعة وهو وطن يسع الجميع.
*/ كيف ترى آفاق استمرار التزام الأطراف الموقعة على الإتفاقية في غياب الحلو وعبد الواحد؟
لن يخرج أحد من الاتفاقية الجديدة التي رعتها حكومة جوبا بقيادة الرئيس سلفاكير والقادة الذين جاءوا الى جوبا للتفاوض جاءوا يعلمون ذلك بروح عالية وثقة أنه فى حال تم اتفاق السلام في جنوب السودان فإنه لا أحد سيخرج منه، وفي تقديرنا أن الإخوة الذين لم ينضموا إلى ركب السلام يجب أن يأتوا ويشاركوا، ونحن لن نفرط فيهم أو ندعهم بعيدين عن العملية السلمية والسلام هذا ملك لهم ويجب علينا أن ندرك أنه إذا أردت أن تفرض رأيك على الآخرين فإنك لن تحقق مكاسب ويجب أن تراعي آراء وظروف الآخرين، لذلك أنا أتوقع أن ينضم أخونا عبد العزيز الحلو لركب المفاوضات وكذلك الأخ عبد الواحد محمد نور، والآن نائبه وصل وهو في كينيا وسيصل جوبا إن شاء الله قريبًا لينضم إلى مفاوضات السلام وفي تقديرنا هذا السلام سيكون شاملاً.
*/ برأيكم ما هي الخطوات التي يمكن أن تقوم بها الحكومة للحفاظ على السلام؟
نحن نريد من الحكومة الانتقالية أن يقبل فيها كل طرف الآخر والابتعاد عن الجهويات لأنها ظاهرة حديثة في السودان وستقود إلى تمزق البلاد إلى دويلات، نحن نريدكم أن تتوحدوا في دولة واحدة والسودان بعد أن ذهب عنه الجنوب لا نريد ن يتمزق إلى أشلاء ونحن نريدكم أن تتقبلوا بعضكم البعض وتتجهوا لبناء السودان.
*/ كيف ترى أبرز المشاريع المشتركة بين البلدين؟
هناك مشاكل بين القبائل على الحدود وسوف نعالجها، ومن ثم نبدأ في تشييد الطرق التي تصل بين البلدين وبإذن الله سننشئ طرقاً تربط بين الرنك والجبلين وهجليج وبانتيو وأبيي والمجلد وأويل ميرم وواو والضعين، وهناك روابط لا تنفصم تحتم علينا بناء علاقة متينة فنحن شعبان نتشارك أمزجة وثروات ضخمة فنحن نمتلك ثروة حيوانية ضخمة وفي السابق كانت المواشي الجنوبية تأتي حتى أسواق المواشي في المويلح، نحن نريد أن نقنن هذه التجارة ليستفيد منها البلدان وكذلك ثروة الصمغ العربى الموجود على الحدود بين البلدين وغيرها.
*/ ما الذي يتطلبه ملف السلام؟
اتفقنا كدولتين لازم ننزع السلاح من أيدي المواطنين ونحن في جنوب السودان نعمل على ذلك وكذلك إخواننا في الشمال. نريد ليصبح بلدنا بلد سلام.
*/ ما هي الخطوات التي تمت في مجال حقوق المواطن؟
نريد أن يكون بلدانا بلداً واحداً من حيث الحقوق والواجبات ونحن في جنوب السودان قررنا أن يمنح المواطن السوداني كافة الحقوق والواجبات وكذلك المواطن الجنوبي في السودان وهناك بعض المشاكل هنا وهناك، شكاوى من أهلنا هنا في السودان وسنجلس مع المسؤولين لحلها.
*/ عدد من التجار السودانيين والمواطنين في الجنوب تضرروا من إفرازات الحرب هل تمت معالجة تظلماتهم؟
لا توجد أي إشكالية في معالجة قضاياهم ولو جاءوا إلينا بشكوى سنستجيب لهم ونقوم برد الحقوق على الفور.
*/ السفير البريطاني قال إن بلاده لن تمول السلام حال لم ينضم الحلو وعبد الواحد برأيكم هل يؤثر غياب التمويل على إنفاذ الاتفاق؟
هذه هي نفس المشكلة التي حدثت بجنوب السودان “الترويكا” قالت إنها لن تمول اتفاق السلام والاتفاقية في النهاية ملك لنا وليس للترويكا، لذلك نحن بأنفسنا وإرادتنا نفذنا الاتفاق والآن في السودان الاتفاقية ليست ملكاً للترويكا أو بريطانيا وسيقوم الموقعون عليها بإنفاذها بدون أموال أجنبية كما فعلنا واشتراطات وجود عبد الواحد والحلو في الاتفاقية للتمويل حجج واهية لا غير، لأنه فى حال انضم القائدان سيخرجون بشروط جديدة. وعليه يجب إنفاذها بالموارد المحلية المتوفرة وليس بانتظار أطراف أخرى تُملي علينا الشروط.
وبالحديث عن الاشتراطات نجد أنه كلما اقترب أمد الوعد بحصول مساعدات دولية المجتمع الدولي يخرج بشرط جديد لهذه المساعدات؟!!
*/ وذات الحال كما ذكرت في جنوب السودان، فلماذا ترجون هذا السلوك الدولي؟
المجتمع الدولي نفسه يعاني في هذه الفترة وجائحة كورونا دمرت اقتصادياتهم وليس لديهم شيء ليمنحوه للآخرين، لذلك يخلقون أعذاراً من خلال المطالبة بشروط جديدة كل مرة، ولذلك الأهم المحافظة على سلامة البلاد والاعتماد على الموارد الذاتية وعدم الالتفات لما يقوله أو يطالب به الآخرون والسلام ملك لنا ونحن نمتلك موارد ضخمة لو أحسنّا إدارتها بعيداً عن الفساد يمكننا في وقت وجيز أن نقدم نحن المساعدات للمحتاجين وأهم شيء أن نتفق ونتوحد لأن وحدتنا الجاذبة ستضم إلينا آخرين مثل مصر وتشاد وغيرهما لمساعدة الدول الضعيفة، لأن خير السودان يكفي كل دول الإقليم وحتى كل القارة الأفريقية.
*/ بالحديث عن الحدود كيف تنظرون إلى معالجة قضية أبيي ؟
مشكلة أبيي لا يمكن معالجتها في غياب آخرين، لذلك يجب أن يكون هناك سلام في الجنوب وسلام في السودان لمعالجة القضية والقيام بمشاريع مشتركة وأبيى طرحت فيها حلول كثيرة لم تقبل بها الأطراف فتم رفض التحكيم الدولي واتفاقبة أخرى رعتها إثيوبيا واستفتاء من طرف واحد رفضه السودان، ونحن نريد أن نحل القضية باتفاق البلدين، وبعد تشكيل الحكومة الجديدة سنشكل لجاناً مشتركة من البلدين لحل القضية والمشاركة في الموارد لكل سكان أبيي.
*/ حسين عبد الباقي لم يذهب الجنوب مثقلاً بإرث الحرب والمسؤوليات السياسية بل ذهب بإرث الوالد خفيف على الأبدان ثقيل فى الميزان، كيف يدير عبد الباقى هذا الإرث وأنا لاحظت أثناء دخو باحات الفندق وهي ممتلئة بكاملها بمحبي وعارفي فضله؟
الوالد قبل أن يرحل ترك لي علامات رحيل كثيرة لم أحسن قراءتها جزءاً من لوعة الرحيل، ولو كنت أوقن أن القدر نازل لا محالة لكنت سجلت ما تحدث به إلي قبل أن يرحل رحمه الله. تحدث عن الحدود، كردفان ودارفور والجنوب وقضية أبيي وتحدث عن ضرورة صنع السلام في السودان ليستقر الجنوب وتحدث عن قادة السودان أمثال عبد المنعم منصور وبابو نمر وتحدث عن ضرورة الوحدة بين أبناء الجنوب ومحاربة الفساد والعلاقات المتينة بين دول الجوار وعن الوطنيين الصادقين وكيف نتعامل مع غيرهم من الناس وأوصاني بالمحافظة على العقيدة وعلى ترسيخها بين المسلمين من أبناء الجنوب ولأنه كان رجلًا صوفيًا قمنا ببناء قبة في مسقط رأس الوالد، وتعتبر أول قبة في جنوب السودان، ولما كان الوالد تربطه علاقات ضاربة فى القدم مع شعوب وحكومات دول العالم وصلتنا تبرعات من كل حدب وصوب وبخاصة من دول مثل مصر والبحرين والسعودية وقطر وغيرها لتحويل مسيد الوالد إلى مدينة إسلامية متكاملة، حيث يتم تشييد مدارس ومجمع سكني العمل في هذه المشروعات قطع شوطاً كبيراً وأشد ما يقلقني بالمحافظة على الحاشية التي كانت حول الوالد والتي كانت تلازمه طيلة الوقت والوالد ترك أسرة كبيرة جدًا والحمد لله، ونحاول أن نجمع الناس في الشمال والجنوب لننفذ وصية الوالد ونحافظ على علاقاته الممتدة بالطرق الصوفية والأحزاب السياسية بدءاً من بيت الإمام المهدي والترابي وكل من كان له علاقة بالوالد.
*/ على المستوى الرسمي ما هي إسهاماتكم في هذا المجال؟
حكومة جنوب السودان وعلى رأسها الأخ الرئيس سلفاكير ميارديت جلست واتفقت على إدخال منهجي اللغة العربية والتربية الإسلامية بكافة مراحل التعليم بجنوب السودان ونسعى لإعادة الجامعة الإسلامية وجامعة القرآن الكريم لجنوب السودان وإعادة الممتلكات الإسلامية وتطويرها وشغالين الآن في سن قانون للأحوال الشخصية للمسلمين بالجنوب.
*/ الآن أنتم في الخرطوم ما هي أهداف الزيارة؟
جئنا لتمتين ومراجعة العلاقات بين البلدين ومناقشة القضايا الموجودة على الحدود وخاصة ببن الدينكا والمسيرىة وحدثت اشتباكات في الأيام الفائتة أدت إلى خسائر في الأرواح، ونحنا اتفقنا مع أخونا متيب والرئيس سلفاكير على قيام مؤتمر للحدود برعايه فخامة الرئيس سلفاكير ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يشارك فيه كل ولاة ولايات سنار والنيل الأبيض شمال كردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق وجنوب دارفور وشمال وغرب بحر الغزال وواراب وأبيى والوحدة والباريا وأعالي النيل الكبرى وكل الولايات الحدودية بين البلدين، دعوناهم جميعاً وأعيان ومشايخ تلك الولايات ليجلسوا ويتشاوروا في مؤتمر نحدد مقره لاحقًا ما بين شمال كردفان أو شمال دارفور ونحن لدينا أطول حدود يجب أن نديرها محليًا دون تدخل أطراف اخرى، ولقد جدنا تجاوبا وحماساً كبيراً من الإخوة في السودان على رأسهم الأخ البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ونائب البرهان الأخ حميدتي وكل القادة في حكومة السودان ونحن في الجنوب معظم أعضاء الحكومة هم من أبناء الولايات الحدودية على رأسهم الرئيس سلفاكير وله مسار في بحر العرب، وكذلك أنا حسين عبد الباقي لدى مسار أيضاً هناك ودينق ألور وتوت قلواك وكل القادة من أبناء الحدود وإن شاء الله في فترة وجيزة نتمكن من حل مشكلة الحدود ويصبح السودان للسودانيين.
*/ كونكم تابعتم المفاوضات ونحن بين يدي تشكيل الحكومة الجديدة هل تتوقعون نشوب خلافات حول تقاسم السلطة بين الأطراف الموقعة على الاتفاق؟
لا أتوقع حدوث أي خلافات، وهؤلاء القادة جاءوا متفقين على ضرورة بناء السودان وإحلال السلام، ونحن شكلنا لجنة واتفقنا على دفع الديات وهنا تدخل نائب رئيس المجلس السيادي حمدان محمد دقلو وقال لنا ما دام انزلتم الاتفاق على أرض الواقع من خلال التوقيع على الوثيقة أنا لازم أدفع القروش وفعلاً سلمني شيكاً لأسلمه لأهل الضحايا وفعلنا ذلك وكانت المناسبة علامة فارقة إذ لم يجتمع والمسيرىة والدينكا منذ فترة طويلة كما أنهم كرموا رجل السلام حميدتي في حفل شعبي باذخ.
*/ كيف تقرأون التغيير في الإدارة الأمريكية وموجة التطبيع مع إسرائيل وتأثيرها على المنطقة والإقليم؟
في اعتقادى أن العالم الآن متجه نحو الوحدة وحل القضايا لا يكون عبر القطيعة والحصار وفي اعتقادي أن الخطوة التي قام بها السودان تجاه التطبيع خطوة موفقة تماماً وهي خير للسودان والسودانيين وحق على القادة أن يلتفتوا لمصالح هذا البلد والتطبيع فيه خير للمنطقة بأسرها وحتى القضية الفلسطينية فالقضية تظل قضية واجبة الحل ولكي تحل قضية ما لا يجب أن تكون هناك قطيعة ببن الأطراف المعنية بل بالعكس علاقات الصداقة أقوى تأثيراً في حل القضايا منها في حالة القطيعة والحصار وعليه فإن الدول التي أنشأت صداقات مع إسرائيل قد تقود إلى وساطة ناجحة في القضية الفلسطينية وفي حال طبع السودان مع إسرائيل فأنا اتوقع أن يقود مبادرة حل القضية الفلسطينية بالتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين.
*/ ما رأيكم في الصراع القائم بمنطقة التغراي الآن وتأثيره على المنطقة؟
هذا صراع داخلي، وأتمنى أن يحل داخلياً وسلميًا خاصة بعد أن تذوقنا مرارة الاحتراب في السودان، فإن أي عنف في الإقليم غير مرحب به، ونحن في جنوب السودان نراقب الأوضاع هناك عن كثب، ونتوقع انتهاء الصراع وعودة الأمور إلى طبيعتها قريباً جداً.
*/ بوصفكم جزءاً من المنطقة ما رأيكم في الخلافات بين الدول المعنية بسد النهضة؟
نحن لا نزج بأنفسنا في قضايا خارجية، ولكن هذا لا يعني عدم إمكانية توسطنا لحل الخلاف والتقريب بين وجهات النظر ودعم الحل السلمي للقضية.