التدريب المهني.. عجز كبير وأوضاع سيئة
الخرطوم: عفراء الغالي
يعتبر التدريب المهني من أهم ركائز تنمية الموارد البشرية خاصة بعد الثورة الصناعية والتقنية التي شهدها العالم مؤخرًا في شتى المجالات، حيث نجح هذا التطور فى تقليل الجهد البشري وجعل الحاجة إلى عمالة ماهرة وفنيين في مختلف مجالات سوق العمل أمر ضروري.
حيث أن اهتمام الدول بتوطين المعرفة بهذه التقنيات نابع من أهميتها في عملية النمو الاقتصادي وازدهارها، (الصيحة) تناولت هذا القطاع لأهميته في بناء الدولة ونهضتها أملاً في إيجاد حلول جذرية تنهض بالتدريب المهني:
في البداية سجلنا زيارة للمجلس القومي للتدريب المهني بشارع الجامعة حيث التقينا بمديري الأقسام والمسؤولين الذين طرحنا لهم عدة أسئلة من بينهم العقبات التي تواجه عملهم وعن ضيق مواعين التدريب وعدد من الأسئلة التي بدأ بالإجابة عنها فتتطرق لنا مديرة إدارة امتحانات التدريب المهني بالمجلس القومي محمد خالد عن جملة من المشاكل والعقبات التي تواجه التدريب المهني لهذا العام بالمراكز الخمسة بالولاية، إضافة إلى مركز زراعي الجزيرة أهمها حذف علاوات الموظفين من الرواتب بعد التحسين الذي حدث مؤاخر يعني العلاوة بحافز أو أجر إضافي للعاملين بالمراكز الفترة المسائية، الأمر الذي دعاهم إلى رفع مذكرة للعديد من الجهات المسؤولة للبحث في الموضوع، وإلا سيتم تخفيض عدد القبول لهذا العام لنصف السعة وذلك لأن الموظفين لن يعملوا فترة المساء، فضلاً عن عجز الدولة والوزارة عن توفير آليات العمل وأدوات المساعدة بجميع مراكز التدريب إلى جانب عدم توفير المدربين إضافة إلى حاجة البيئة التدريبية والتعليم إلى الإصلاح والتحسين.
وفي ذات السياق، شكت مديرة إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالمجلس القومي بالإنابة ميساء كباشي من عدم اهتمام المؤسسات الإعلامية بمجال التدريب المهني الذي هو العمود الفقري للصناعة بالدولة، وقالت إن التلفزيون القومي خاصة مفروض يعطي هذا الجانب اهتمامه ويكون التعامل معه على أساس تجاري كباقي القنوات الخاصة والصحف، لافتة إلى أن التقصير في هذا المجال مجتمع من عدة جهات بالدولة، مشيرة إلى عدد من مشاكل المركز أهمها عدم توفير المعدات الكافية الى جانب تعرض المركز للسرقة والنهب بعد فض الاعتصام إلى جانب نقص المدربين والأساتذة بالمركز.
ولأخذ بعض المراكز نموذجًا، زرنا مركز بحري والتقينا بالمرشد الصناعي بمركز بحري للتدريب المهني سعاد آدم محمد فتحدثت إلينا عن أهمية التدريب المهني بالدولة، وقالت: أساس البناء والتطور لأي دولة الصناعة فهي العمود الفقري في النماء والتنمية، مع ذلك فإن اهتمام الدولة بها ضعيف لافتة إلى قلة الإقبال هذا العام وأرجعت ذلك لضعف الإعلام قائلة إن ضعف دور الإعلام في مسألة التدريب المهني مسألة خطيرة، كما استنكرت عدم الاعتراف بتعليم الطلاب التدريب المهني، حيث يتم تخريج الطلاب الملتحقين بالجامعات بدبلوم عكس الأكاديميين بالرغم من أنهم يدرسون بالجامعات أربع سنوات، قائلة إن استيعاب الطلاب يتم بعمل دراسة حالة لهم تبدأ بالحالة الاجتماعية والمستوى المعيشي، مشيرة إلى أن درجة القبول من (140) درجة أي شرط النجاح، لافتة إلى أن المركز تابع إلى الاتحادية، وأن ولاية الخرطوم بها خمسة مراكز حكومية ورسوم (421) جنيهاً فقط حتى الآن ورغم ذلك أن نسبة التقديم ضعيفة.
وفي ذات الاتجاه ذكر مدير المركز الألماني نيازي خليل عن سوء الأوضاع بالمركز قائلاً إنه يحتاج إلى تأهيل وإصلاح إضافة إلى حاجته إلى مزيد من الاساتذة، مشيرًا إلى أن وزارة المالية زادت الأمر صعوبة بسحب علاوة المساء من المرتبات الأمر الذي يدعوهم إلى خفض نسبة العمل إلى 50% بحيث لن تكون هناك دراسة مسائية إلا قبول خاص، مشيراً إلى ضعف الإنارة وقلة معدات العمل والتدريب، لافتاً إلى امتلاك المركز استثمارات لو تم تفعيلها يكون وضع المركز أفضل من خلال العائد.
وفي استطلاعنا لعدد من الأمهات اختلفت الأسباب والمفاهيم والظروف في الاتجاه إلى التعليم الصناعي فمنهن من وضعته الظروف وأجبرته بالتقديم للتعليم الصناعي خاصة هذا العام دون الأعوام السابقة، حيث شكا عدد من الأمهات المدارس الخاصة والحكومية في ارتفاع رسوم القبول الخاصة والحكومية إضافة إلى باقي متطلبات الدراسة، بينما أكد آخرون أنهم قاموا بالتقديم إلى التعليم الصناعي لعدم رغبة أبنائهم في التعليم الأكاديمي، قائلة إن الأولاد لا يحبون الدراسة وأنهم تعبوا معهم حتى يصلوا الصف الثامن، فيما قالت أم عبد الله إن ابني لا يحبذ الدراسة وهو يحب السيارات لذا وجدت من الأفضل التقديم له بالتعليم الصناعي قسم كهرباء سيارات .