النميري عبد الكريم يكتب :وجود اللاجئين.. أما آن للسودان أن يُنصَف؟
تتحدث التقارير من المنظمات الدولية والحكومة المحلي أن تزايد أعداد اللاجئين الأثيوبيين الفارين من الحرب الدائرة الأن بإقليم التغراي ودخولهم اويات القضارف و كسلا . لعل ودخول و جود اللأجيين الأثيوبيين والإرتيريين بشرق السودان ليس بجديد منذ ثمانينات القرن الماضي ولا زال، أيضا اللاجئون من تشاد إبان الصراع التشادي (حسين حبري وجوكوني أودي) ومن دولة جنوب السودان بعد الانفصال لم يذهبوا الى الدولة الوليدة بل الذين سافروا الى الجنوب عادوا مرة أخرى. دخول اللاجئين الأثيوبيين هذه المر الوضع يختلف، الآن الحكومة انتقالية منوط بها إنجاز مهم والوضع الأقتصادي بعد جائحة الكورونا غني عن السؤال، كما أن الوعود بالدعم بعد الثورة كلها تبخرت على الرغم من كثرة المؤتمرات الشراكاء والأصدقاء. السودان ظل على مر السنوات حاضناً لكل الذين جاءوا إليه وذلك لما يتصف به أهله، ولكن المنظمات المعنية سواء من الأمم المتحدة أو الإنسانية لم تقدم له ما يساعد في تقدم يد العون لهؤلاء اللاجئين بل شارك هؤلاء اللاجئون أهل السودان في كل ما توفر لهم بل أصبحوا يقطنون داخل أحياء العاصمة الخرطوم.
التقارير الأممية تتحدث عن أن اللاجئين الذين هربوا من المعارك يتعذر معرفة العدد، لكن يقدر بين ألفين و أربعة آلاف يومياً، مما جعل هذه الأعداد ممثل مفوضية اللاجئين يطلب نحو مئتي مليون دولار للمساعدات. كما سبق أن أعلنت مصادر بحكومة السودان أنها تتوقع لجوء ما يصل إلى مئتي ألف أثيوبي وأن هذه الأرقام يتعين التخطيط لاستيعابها . هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين الآن علي الحدود وبدأت الحكومة العمل على نقلهم الى معسكرات بعيدة لتخفيف الضغط على الحدود . منظمة الغذاء العالمي في السودان حتى الآن وفرت حصصاً غذائية لحوالي ستين ألف لاجئ ولمدة شهر واحد مع العلم أن العدد أكبر من ذلك . أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف ) ذكرت أن اندلاع القتال في إقليم التغراي جعل حوالي 2-3 مليون طفل بحاجة ماسة الى المساعدات وعلى اليونيسف الإسراع لتوفير مساعدات لهؤلاء الأطفال الذين يعيشون في ظروف قاسية في هذه المخيمات، يجب بذل كل جهد لإبعاد الأذى عن الأطفال ويجب أن لا تطول هذه الحرب لضمان حمايتهم من التجنيد والاستغلال في النزاع.
الآن المخيمات التي أقيمت في السودان غير كافية ومكتظة وتبعاً لذلك سوف تكون هناك ظروف صحية بالغة التعقيد مع انتشار الوبائيات والأمراض المنقولة، أيضا محدودية الحصول على العلاج والدواء والمياه الصالحة للشرب ناهيك عن الطعام . السودان الآن يوفر لهم الأمن والحماية . إن المخاطر الصحية والبيئية مقلقة في مثل حالة اللاجئين هاذه.
على السودان تقديم المعلومات الحقيقية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لأن الوضع أصبحت له تأثيرات عليه ووضعهم في تحمل المسئولية والتنسيق معه، وعلى منظمات الأمم المتحدة (اللاجئون، الغذاء واليونيسف) الإسراع في توفير المبلغ الذي يوفر لهؤلاء احتياجياتهم، مع العلم أن هولاء اللاجئين ليست لهم أماكن أخرى يلجأون إليها . السودان ظل يستقبل اللاجئين من دول الجوار والبعيدة كذلك، وظلت منظمات الأمم المتحدة العاملة في السودان عبارة عن مكتب فقط، ما تقدمه لا يرتقي الى مستوى تواجد هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين، وعلي الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الخارجية والهلال الأحمر السوداني والإعلام ووزارة الداخلية ممثلة في إدارة اللاجئين لحصرهم ولعكس هذا الوجود الكبير من اللاجئين بالسودان.