الغاني مايكل والمريخ.. قصة أكبر عملية احتيال (3-3)
الخرطوم : الصيحة
كشفنا من خلال الحلقة الثانية هوية من مرر لرئيس نادي المريخ آدم سوداكال الخبر غير الحقيقي حول صدور قرار من الفيفا لصالح المهاجم الغاني مايكل، ونختم هذا التحقيق اليوم بالكشف عن هوية من يقف وراء الوكيل المصري وكيفية حصوله على مستندات قضية أغلقت قبل عشرة أشهر وكيف نجح في إقناع سوداكال رغم استخدامه لمستندات قديمة بتواريخ تفضح عدم صحة المعلومة.
وكيل سوداني
#سبورتاق في رحلة التقصي والبحث حول كواليس وخبايا قضية مايكل، توصل إلى معلومات من مصادر موثوقة تفيد بأن الوكيل المصري الذي مرر معلومة صدور حكم لصالح المهاجم الغاني السابق للمريخ، فعل ما فعله باتفاق مع وكيل لاعبين سوداني شاب يتواجد بالقاهرة خلال الفترة الماضية، حيث قام الوكيل السوداني بتسهيل مهمة الوكيل المصري بمده بصور المستندات التي استخدمها الأخير لإقناع سوداكال بصدور قرار لصالح مايكل، حيث تم اتفاق بين الوكلاء لاستخدام خطاب المحامي الألماني الذي يوضح المستحقات التي يطالب بها المهاجم الغاني وهو الخطاب الذي كان ضمن الشكوى التي تقدم بها اللاعب في 2019، وتم الاتفاق على استخدامه لأنه باللغة الألمانية ليتم تمرير الخدعة على رئيس نادي المريخ.
طرف ثالث
مخطط الاحتيال على نادي المريخ ما كان له أن يمر على آدم سوداكال لأن تواريخ الخطابات التي استخدمها الوكيل المصري كانت كفيلة بفضح عدم صحة المعلومة، فالخطاب المكتوب باللغة الألمانية والذي استخدم باعتباره حكما صادراً لصالح اللاعب تاريخه (5 نوفمبر 2019) وخطاب الفيفا الذي يمنح المريخ مهلة للرد على الشكوى تاريخه (8 نوفمبر 2019) .. لكن الوكيل المصري بالتنسيق مع الوكيل السوداني وطرف ثالث سوداني شارك في قضايا سابقة ضد النادي تكفل بتزويد الوكيل المصري بالمدخل المناسب وهو تحميل المسئولية للمدير التنفيذي السابق للنادي د. مدثر خيري واستغلال خلاف سوداكال معه حتى يتبنى الأخير المعلومة ويتعامل معها كأمر واقع وهو ما حدث فعلياً حيث تم نشر المعلومة في الموقع الرسمي للنادي ومن بعدها بيان للرئيس يهاجم فيه الإدارة التنفيذية السابقة بل ونشر المستندات التي قدمها لهم الوكيل المصري رغم أن الفيفا يمنع الهيئات منعاً باتاً من نشر المستندات التي تتعلق بتلك القضايا وهو تحذير كان موجوداً في المستندات التي نشرها الموقع الرسمي للمريخ.
علامات استفهام
تعامل رئيس نادي المريخ آدم سوداكال مع المعلومة غير الصحيحة وتبنيها واستغلالها في الهجوم على الإدارة التنفيذية السابقة لا يبدو مستغرباً بالنظر للخلافات المعلومة بين الرئيس الحالي والمدير التنفيذي السابق . إلا أن تأكيدات الخبر الذي تم نشره في الموقع الرسمي بأن سوداكال سيقوم بسداد مبلغ مستحقات مايكل فوراً وخلال اليوم (يوم نشر الخبر) وتبرير ذاك الفعل برغبة الرئيس في (عدم تعرض المريخ للعقوبات) يبدو غريباً ومثيراً لعلامات الاستفهام في ظل وجود اثنين من القضايا القائمة والمفتوحة التي تمثل تهديداً جدياً للنادي إحداهما من الفيفا وهي قضية البرازيلي ماركوس الذي حصل على حكم في وقت سابق وانتهت مهلة المريخ للسداد دون أن يقوم سوداكال بحل القضية، والأخرى الحكم الذي حصل عليه المدرب البلجيكي لوك ايمال من محكمة كاس قبل ثلاث سنوات ويهدد النادي بالإبعاد من البطولة الإفريقية حال عدم تنفيذ قرار محكمة التحكيم الرياضية وأيضاً لم يتم الإيفاء بمستحقات المدرب رغم توقيع تسوية معه لتقليص المبلغ وموافقة المدرب على نيل مستحقاته على خمس دفعات.
رد الفعل
مصادر #سبورتاق أكدت أن رئيس نادي المريخ آدم سوداكال لم يقم بإرسال الأموال التي تم الإعلان عنها في الخبر وهي (23 ألف دولار) بعد أن وصلته معلومات أن ما تم نشره غير صحيح وأن المسألة عبارة عن عملية احتيال كانت تستهدف منح سوداكال رقم حساب بنكي لتحويل المبلغ لا علاقة له باللاعب الغاني مايكل ليتم اقتسام المبلغ بين الأطراف المتورطة في العملية .. لكن تبقى التساؤلات حول عدم صدور أي رد فعل من رئيس نادي المريخ وعدم إدلائه بأي تصريحات حول القضية وعدم كشفه عن (أسماء) من قاموا بتضليله بشأن مستحقات الغاني ومن سلموه المستندات القديمة وما يثير الاستغراب أكثر عدم قيامه بأي إجراء ضد المتورطين في عملية الاحتيال وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول موقف الرئيس من تلك الممارسات مع التنويه إلى أن تلك العمليات تكررت كثيراً وبطرق مختلفة.