*المثل الشائع حينما يضر الإنسان نفسه دون أن يشعر (جا يكحلها عماها)، له العديد من الروايات إحداها أن أسطورة تقول إنه في أحد قصور الأثرياء قديمًا تواجد قطة وكلب ربطت بينهما علاقة صداقة كبيرة بحكم تربيتهما معًا، وكان الكلب معجبًا بجمال عيني القطة، التي سألها عن جمالها ذات مرة فأخبرته أن عينيها بها كحل، ولما سألها الكلب كيف لكِ ذلك فأحضر الكلب الكحل ليضعه في عيني القطة لكن مخلبه غار في عينها ففقأها ثم أطلق المثل “جا يكحلها عماها”.
*تذكرت هذا المثل منذ إعلان مدير عام وزارة التربية بالخرطوم تشكيل لجنة لمراجعة أموال مدارس الشيخ مصطفى الأمين النموذجية الوقفية، ثم تغير اسم مدارس الشيخ مصطفى في الامتداد والعمارات وناصر، وجاءت ذكرى المثل لأن مدير الوزارة الذي ربما أراد إصلاح التعليم في عهد الثورة ولكن بقراره هذا أعمى مسيرة التعليم في هذه المدارس المتفوقة.
*ناظر الوقف الأمين الشيخ مصطفى الأمين قال في منبر سونا إنه في 13/2/ 2003م رمى ببطاقته كرجل أعمال على الأرض واستخرج بطاقة ناظر وقف .
وذكر أنه حريص على أموال الوقف ويثق في عدالة القضاء، مبيناً أن أموال الوقف لن تضيع بحول الله، وأعلن الأمين تصعيد قضيتهم ضد وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، واتهم المدير العام للوزارة بالسعي لانتزاع ملكية المدارس بتغيير أسمائها إلى أخرى جديدة وقال إن مدير عام وزارة التعليم أصدر قراراً بتغيير أسماء المدارس إلى مسميات لا علاقة لها بالتعليم، وأكد أنهم دونوا بلاغات في محكمة الخرطوم المدنية ضد المدير العام لوزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، وأضاف “نحن الآن في ساحات القضاء ونؤمن باسترداد الحقوق”.
*حسناً، أن أسرة الشيخ مصطفى الأمين تعتبر من أكثر الأسر تضرراً من الحكومة السابقة، حيث وجدت محاربة شرسة في استثماراتهم وأعمالهم التي عرفوا بها منذ سنوات بعيدة، وواجه الأمين الشيخ العديد من صنوف المحاربة في أعماله وتعرض للاعتقال في العديد من السنوات، وكان هو وإخوانه الأكثر فرحاً وسعادة ودعم لا محدود لثورة ديسمبر، وهاهم الآن يظلمون في وقف والدهم عليه الرحمة والمغفرة بانتزاع مدارس حققت من النجاح ما جعلها في المقدمة من حيث الكادر العامل والبيئة المدرسية والتلاميذ النجباء.
*وما حدث من قرارات من قبل مدير عام الوزارة يشير إلى صراع شخصي، فلا يعقل أن تركز الوزارة على أفضل مدارس السودان الثانوية وتترك المدارس التي تحتاج إلى بيئة مدرسية جيدة ومعلمين مميزين لننهض بالتعليم من جديد، وهذا القصد أشار إليه أيضاً في منبر سونا المستشار القانوني للمدارس الشيخ غازي سليمان، حيث قال إن وزارة التربية بالخرطوم شرعت في تحويل مديري المدارس دون الرجوع للوقف رغم وجود عقد ينص على ذلك.
وأشار إلى أن نظارة المدرسة عقدت اجتماعاً مع وزارة التربية والتعليم بالخرطوم للنظر في تدخلات الوزارة بتحويل مديري المدارس دون التشاور مع نظارة الوقف كما ينص الاتفاق بين نظارة المدارس ووزارة التربية والتعليم بالخرطوم منذ العام ٢٠١٦، ونوه إلى أن المدير العام لوزارة التربية والتعليم بالخرطوم غادر الاجتماع دون توضيح أسباب، وأضاف “بخروج المدير العام من الاجتماع اتضح لنا أن النزاع شخصي وليست له علاقة بالأداء وهذه كانت أول محاولة لعقد تشاورت حول القضية”.
*نرجو أن تلتفت وزارة التربية ووالي الخرطوم لما يحدث بشأن هذه المدارس التي ظلت في المقدمة منذ سنوات بعيدة وحتى الآن حتى يعود التعليم كما كان في السابق. ولا نتصور أن نجد مسئولين في حكومة الثورة يتعاملون بالصراعات الشخصية دون أن ينظروا لمصلحة السودان العامة.