في وقتٍ مُقاربٍ في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، تلقّيت دعوة غداء من الحاج جيد علي جيد، على شرف قدومنا من أمريكا ومعي آخرون، وبعد الانتهاء من مراسم الغداء، طاف بنا الحاج جيد بأقسام المُنتجع الواقع في منطقة القرينباب بمحلية شرق النيل، وشرح لنا كيف تحوّلت هذه الأرض من منطقة جرداء إلى هذه الخُضرة ومكان للاسترخاء والراحة والترفيه.
وأمس، شاهدت صور المُنتجع في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد ازدانت المنطقة وأصبحت أكثر خُضرة وجمالاً، وهذا يُعد أمثل استغلال للمناطق لشبه الصحراوية وتحويلها لتكون واجهة سياحية، وهو نموذجٌ لرجل كافح لتطوير منطقة تحتاج للإعمار والبشر، ومطلوبٌ من الدولة أن تشجِّعه وتكرمه، وكذلك على المُنظّمات المُهتمة بالبيئة ومكافحة التصحر عليها زيارة المنطقة والوقوف على تجرية الشيخ جيد علي جيد في تحويل شبه الصحراء إلى مُنتجعٍ جاذبٍ يشبه باركات ميامي وفلوريدا.
وتقول الأمم المتحدة، إنّ التصحُّر أصبح مُشكلة عالمية، وأصدرت القرار ٥٨/211 الذي عيّن فيه الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحُّر، وأجازت الاحتفال السنوي للصحاري والتصحُّر وقدمت حافزاً، لأنّه مُدرج في أعمال البيئة ويتحدّث المُجتمع الدولي عن التحديات فيما يخص آثار التصحُّر، ومناطق سوبا شرق هي منبع للحضارات القديمة التي هي من أقدم الحضارات في أفريقيا.
فلذلك، أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحُّر وشركاؤها عليهم زيارة المنتجع وتقديم الدعم الفني واللوجستي للمزيد والتعمير والخُضرة والاستزراع للمُساهمة الواضحة في تحسين البيئة، ومحلية شرق النيل وولاية الخرطوم مطلوبٌ منهما تسليط الضوء على مثل هذه الإنجازات التي غيّرت وجه المدينة بصورةٍ لافتةٍ ومنظورة، كما عليهم تذليل العقبات الإدارية، وتسهيل الوقود للري والكهرباء وغيرها.
فالتحية للحاج جيد، على جُهُوده الجبّارة في تغيير وجه المنطقة، ويستحق كل الدعم والتقدير من السُّلطات المركزية والمحلية والمنظمات الأممية المُهتمة بالشأن البيئي.