عضوية السيادي.. المدنيون تحت المجهر
تقرير/ عبد الله عبد الرحيم
يأتي قرار إجراء تعديلات في المجلس السيادي بإدخال ثلاث شخصيات إليه بالأمر المثير للجدل، فيما وصفه البعض بمحاولة للإرضاء السياسي. ولكن آخرين يرون فيه خطوة صحيحة لجهة ضمّ « قيادات الثورية» إلى الحكومة بعد إكمال الاتفاق مع الانتقالية، وقد نصت الاتفاقية على هذه الخطوة. ويأتي دعم وزيادة عناصر المجلس بعناصر الثورية لإدخال الفاعلية لجسم السيادي الذي يتكون من خمسة عناصر عسكريين ومثلهم مدنيون فيما جاء الشخص الخامس كشخصية محايدة (نيكولا) والتي وجدت رضاء الطرفين لما تحمله الخطوة من وئام حقيقي بعيداً عن الجوانب الدينية التي كانت تراعى في السابق. ويتساءل البعض عن طريقة وفحوى الإضافة هل ستتم عقب تقييم لأداء السياديين المدنيين في الوقت الذي أشار فيه المكون المدني بأنه في الطريق لإبدال اثنين من عناصره بالمجلس السيادي، فيما لا تزال عملية إبدال هؤلاء وكيفيتها محلك سر، لجهة أن التشكيل والتكوين وقتها روعي فيه تلك الجوانب سيئة الذكر (الجهوية – العنصرية). فهل سيتم هذا الإبدال في السيادي من قبل المدنيين بناء على تقييم الأداء أم لأمر آخر؟!.
تاور مواقف وشهادات
رشحه تحالف قوى الإجماع الوطني، أحد مكونات قوى التغيير، لعضوية المجلس السيادي.أكاديمي فيزيائي متخصص في شؤون البيئة، وقيادي بحزب البعث، ولد في مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان. نال تاور درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة الخرطوم، وعمل أستاذًا في جامعات سودانية وسعودية. كما عمل مستشارًا علميًا في ولاية جنوب كردفان، وامتدت بحوثه في المجالات الحقوقية والبيئية وقضايا الحرب والسلام، ودافع كثيرًا عن السلام في كردفان. ويقول عنه د. السر محمد علي الأكاديمي والمحلل السياسي لـ(الصيحة) إنه كان الأبرز وسط رفاقه من المدنيين بمجلس السيادة، وقد أسندت إليه لجنة الطوارئ الصحية كما له أدوار مشهودة منذ أن بدأ في السيادي عمله وبالرغم من أنه عارض التطبيع مع إسرائيل كموقف أيدولوجي ينبثق عن حزبه السياسي (البعث العربي) المنادي بالقومية العربية، إلا أن ما أثير حول ذلك جعل تاور يبدو مشتتاً بين الموقف السياسي حيث الانفراج والانفتاح نحو المجتمع الدولي كغاية لحكومته وبين مواقف حزبه الأيدولوجية ما جعله يبدو في موقف الضعف، حيث لم يستطع مخالفة حزبه انتصاراً لإرادة حكومته المتطلعة لعلاقات متقدمة مع إسرائيل وأمريكا.
التعايشي.. نجاح التفاوض
رشحه تجمع المهنيين، أبرز مكونات قوى التغيير، لعضوية المجلس السيادي، ولد محمد حسن التعايشي في منطقة رهيد البردي بولاية جنوب دارفور، تخرج في كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم، وكان من القيادات الطلابية في حزب الأمة القومي. عمل في وكالة تطوير الحكم والإدارة بالخرطوم ، ثم صندوق تطوير دارفور، وشارك في مؤتمرات وندوات عن “قضية دارفور” وله مواقف من الأزمة السودانية سياسياً واقتصادياً إبان الحكم البائد.
يقول د. أبوبكر آدم المحلل السياسي لـ(الصيحة)، إن التعايشي رجل نشط اتسم أداؤه بالقوة وـظهر حنكة سياسية عالية إبان توليه ملف المفاوضات في الوفد الحكومي مع الجبهة الثورية والحركة الشعبية شمال جناح الحلو بعاصمة الجنوب جوبا، حيث لعب أدواراً محورية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف وساهم بفاعلية في تذويب الكثير من الخلافات كما أن مجهودات وفد التفاوض الحكومي كلل بالنجاح، وهذا يعد نجاحاً للرجل الشاب الذي وجد نفسه في مجلس سيادة لم يتسن لقرنائه من الأجيال السابقة دخوله.
إدريس بعيداً عن الإعلام
عضو مجلس السيادة السيد حسن شيخ إدريس، تم ترشيحه من قبل كتلة “قوى نداء السودان”، أحد مكونات قوى التغيير، لتمثيلها في المجلس السيادي. وهو من شرقي السودان وقيادي سابق في حزب الأمة القومي.عمل وكيلًا للنيابة في ولاية كسلا، ومستشارًا قانونيًا. إدريس له تجارب برلمانية سابقة فقد كان عضوًا في الجمعية التأسيسية (البرلمان الديمقراطي بين 1986 و1989)، ثم عين وزيرًا للإسكان والأشغال العامة حتى انقلاب يونيو 1989. ويرى د. السر محمد إن إدريس ورغم سيرته الكبيرة إلا أنه كان قليل الظهور والأداء خلال هذه الفترة التي قضاها في المجلس السيادي بعكس تاور والتعايشي، بيد أنه قال وربما للأدوار التي أوكلت إليه تخلق على صحبها طابع الدور الخفي والبعيد عن الإعلام، لذلك لم يذكر كثيراً أو أن الملفات التي شغلها لم تكن من أهميات المرحلة بحيث طغت الأخرى عليها فصار أداء الرجل غير منظور إعلامياً. بينما يرى د. أبوبكر بأن عملية التقويم إنما تتم من خلال ما يظهر عن الشخصيات السيادية إعلامياً ولما كانوا مراقبين للأوضاع السياسية وليسوا برجال دولة، فإن قراءتهم وتحليلاتهم مبنية على ذلك، ولهذا يرى أنه إذا ما قارنه بالميديا التي وجدها كل من تاور والتعايشي يكون قد ظلم الرجل، ولكنه يرى أنه ربما أدى دوره كاملاً لكن دون أن يكون ذلك ظاهراً إعلامياً.
الفكي والتفكيك
رشحه التجمع الاتحادي، أحد مكونات قوى التغيير، لعضوية المجلس السيادي. تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الخرطوم. حصل على ماجستير العلوم السياسية من جامعة الخرطوم، وهو عضو بارز في التجمع الاتحادي. عمل بالصحافة وكتب في صحف سودانية عديدة، له مؤلفات وكتب أهمها “تحديات بناء الدولة السودانية”. والفكي أهم أعضاء لجنة تفكيك نظام الإنقاذ وهو فوق ذلك كان الناطق الرسمي لوفد التفاوض الحكومي كما أنه الناطق الرسمي باسم المجلس السيادي. ظهر كثيراً من خلال أدائه في لجنة تفكيك التمكين والتي جأر أخيراً رئيسها الفريق ياسر العطا من أنها ظلت تعمل بصورة مختلة. العمل من خلال لجنة التفكيك أصاب أعضاءها بالكثير من الاتهامات حيث بدأ الحديث يشير إلى أنها بدأت تعمل لأجل تمكين آخر بعيداً عن تمكين الإنقاذ ليضع هذا الحديث أعضاء هذه اللجنة في دائرة الاتهام وسط متابعي الأداء العام لهذه اللجنة وبناء على تصريحات رئيس اللجنة مؤخراً.
عائشة أداء لافت
رشحتها قوى المجتمع المدني، أحد مكونات قوى التغيير، لعضوية المجلس السيادي.أستاذة في الأدب الإنجليزي المقارن، وهي من مواليد مدينة الأبيض حصلت على درجة ماجستير في تدريس اللغة الإنجليزية من جامعة مانشستر البريطانية، وشهادة تدريب المعلمين لتدريس اللغات من الولايات المتحدة الأمريكية. مختصة لغة إنجليزية في إدارة معاهد التأهيل التربوي بوزارة التربية والتعليم السودانية ، نشطت في العمل المدني النسوي، خلال عملها في الاتحاد النسائي. ويقول د. أبوبكر إن عائشة ظلت تتعامل بعواطفها أكثر من خلال إطلاقها للسجناء الأمر الذي وجد الكثير من النقد وزاد أن عائشة ربما هي أكبر أعضاء السيادي عمراً ولذلك فإن طاقتها قد لا تمكنها من المشاركة بفاعلية رغم إمكانياتها الكبيرة والمشرفة. ويضيف السر بقوله عائشة إمرأة العصر السياسي السوداني لما وجدته من صيت وشهرة، ولكن التأرجح الذي أصاب السيادي في جانبه المدني عقب تذمر الحاضنة السياسية من منسوبيها المشاركين يضع الكل أمام اتهامات هذه القوى دون فرز رغم الأداء البارز لعائشة.