علم الدين هاشم يكتب : الغناء الجماعي إلى زوال!
لا شك أن فرقة عقد الجلاد تعتبر الرائدة في فن الغناء الجماعي، حيث أثرت الساحة الفنية منذ عقود من الزمان بأدائها الطروب وإيقاعاتها المميزة وألحانها العذبة التي وجدت طريقها المباشر نحو الوجدان السوداني مما خلق لها قاعدة عريضة من الجماهير في الداخل والخارج ودفعها لتحتل الصدارة في روليت الغناء الجماعي، وتحافظ عليها لسنوات طويلة بفضل الانسجام والتجانس والعلاقات القوية التي تربط بين أعضاء الفرقة، وأعتقد أن هذا ما ظل بميز فرقة عقد الجلاد حتى وقت قريب جداً.
قد يعتبر البعض من المتابعين لمسيرة فرقة عقد الجلاد أو من المعجبين بها أو المشفقين عليها أن هذا الحديث قد ينطبق علي ماضيها العتيق وتاريخها التليد، بينما حاضرها على النقيض من ذلك بعدما أصيب جسم الفرقة بفيروس الخلافات والصراعات التي لم تعد سراً وإنما أخذت طريقها مباشرة لوسائل الإعلام خاصة السوشيال ميديا بالصوت والصورة، وخير مثال الحفل الأخير الذي أقامته الفرقة على خشبة المسرح القومي وما صاحبه من انتقادات لاذعة من الجماهير لما وصلت إليه عقد الجلاد، وهي تفتقر لاهم ركائزها شمت الذي هتفت الجماهير باسمه وطالبت بعودته.
قصدت من وراء هذه المقدمة التأكيد أن فرقة عقد الجلاد التي تعتبر (أم الغناء الجماعي)، قد وصلت لهذه المرحلة المتدنيةـ وباتت قاب قوسين أو أدنى من خسارة القاعدة الحماهيرية التي تستند عليها بسبب الخلافات والصراعات الشخصية، فإن ذلك مؤشر على أن مشروع الغناء الجماعي في السودان قد أصبح الآن إلى زوال ولم بعد يجذب أحدًا كما كان في الماضي القريب الذي شهد مولد مجموعة من فرق الغناء الجماعي والمديح لم يعد لها وجود اليوم على الإعلام المرئي و المسموع أو نشاط منتظم على المسرح أو في ساحات المناسبات الخاصة.
صحيح قد تكون هناك بعض الفرق الجماعية التي لا زال لها وجود في الساحة الفنية، ولكن الحقيقة التي يصعب الهروب منها أن ظاهرة الغناء الجماعي بدأت في التلاشي.