والي غرب دارفور الأستاذ محمد عبد الله الدومة لـ(الصيحة):
قوات الدعم السريع ساهمت في حفظ الأمن وحماية الموسم الزراعي والعودة الطوعية وتأمين الامتحانات ورش المدينة بالمبيدات
وضعنا خطة الحياد بين القبائل والحسم القانوني لكل متفلّت
الجرائم التي تقع على الحدود مسئولية القوات المشتركة
لا أنتمي لأي حزب أو قبيلة والعلاقة بيننا وقوى الحرية ولجان المقاومة مثالية
طلبتُ من النائب الأول المال والرجال ولم أُخذل أبداً
تم مدِّي بمئتي عربة وزعناها على المحليات
المواطن مقتنع أن قوات الدعم السريع همها المصلحة العامة وغير منحازة لأي جهة
حوار الغالي شقيفات
تعتبر ولاية غرب دارفور بوابة السودان الغربية ومعبره إلى دول غرب أفريقيا، ولها ارتباط تجاري وثيق معها لأنها تزخر بالإمكانيات الاقتصادية في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية، وكانت الولاية تشهد بين حين وآخر حروباً وصراعات قبلية تخلف عشرات القتلى والجرحى في كل معركة، إلا أنها تراجعت بعد الانتشار الأمني الكثيف لقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى ووصول الوالي المدني.
ويعد الأستاذ محمد عبد الله الدومة من أبرز القيادات السياسية والحقوقية التي صارعت النظام البائد ونازلته في كل المحافل، وقد دفع ثمن مواقفه السياسية اعتقالات وتضييقاً، وقد تم ترشيحه من تنسيقية قوى الحرية والتغيير كمرشح أوحد وتمت الموافقة عليه بالإجماع، وأنهى الدومة التزامه بحزب الأمة وتخلّى عن رئاسة هيئة محامي دارفور التي دعته في وقت سابق لقبول التكليف والاستجابة الفورية لرغبات مكونات الولاية السياسية والمدنية والأهلية وقد ساعدته خبرته السياسية والقانونية في إدارة ملفات الولاية المعقدة بسهولة ويسر، فمعاً إلى مضابط حوارنا معه:
ــ بداية حدثنا عن الأوضاع الأمنية في الولاية بعد توقيع اتفاق السلام؟
شكراً جزيلاً، ولاية غرب دارفور بها ٤٥ قبيلة، وقبائل متنوعة فعلاً لكن خلال فترة الإنقاذ فتنت القبائل واحتربت تلك القبائل وحدثت مأساة، ووضعنا خطة جديدة فيما يتعلق بالقبائل، حياد تام بين القبائل، والحسم القانوني، أما بالنسبة لأي متفلت والسياسة، وخلاف ذلك أطقلنا حواراً مجتمعياً، ولم يذهب للإمام بصورة مطلوبة، ولكن الناس تفهمت أن يعيشوا بسلام ما ببنهم والاستجابة كانت كبيرة ولم يحدث احتراب منذ وصولي منذ ٣ أشهر، وما يحدث من جرائم عادية في كل مجتمع موجودة قتل وسرقات وتعدّ على أشخاص ومقدور عليه، زمان كان يخفى كل شيء، ولكن العمد والأمراء والفرش، بدأوا يلعبون دوراً في تسليم المجرم ويقدم للعدالة وهذا دليل للتعافي، والامور ذاهبة بصورة جيدة.
*كولاية حدودية كيف الأوضاع الأمنية على الحدود والتنسيق بين دولة تشاد والسودان؟
مع تشاد التنسيق يجري عن طريق القوات المشتركة “سودانيةـ تشادية” لديها قيادة في السودان وتشاد، أي جريمة ترتكب على الحدود هي مسئولة منها، ولكن نسقنا تماماً أن الجرائم التي تحدث يجب أن يُقتَفى أثرها حتى الوصول للمجرمين، ما حدث قبل أيام حدث تعدٍّ من قبيلة من أخرى وسرقت بهائم وقُتل الرعاة، القبيلة الأخرى ذهبت لأخذ حقها، ولكن أوقفت عند حدها، والتزمت القبيلة الأخرى بارجاع ما تمت سرقته، وتسليم القاتل، وإرجاع الإبل، وهذة حاجة جديدة بين الدولتين، الجرائم الموجودة بين الحدود عابرة فعلاً، جرائم تهريب دقيق سكر بترول، هناك الأسعار أعلى، كذلك لاحظنا ظاهرة الأيام الأخيرة ترحيل وتهريب الضأن والخراف والأبقار، زمان كان أصحاب المواشي يتجهون شرقاً ولكن الآن يتجهون غرباً، وضاعف من عملية المكافحة، والأوضاع الشحيحة جداً، وبدأت تشكل خطراً، في كل المواد المهربة، والذي يقبض منها يكون خطراً، تترحل، لأن القوات هناك ليس لديها إمكانيات لمحاربة التهريب، لمسافة (٧٥٠) كيلو متر بين تشاد والسودان، ومرات فيما يختص بالمشاكل التي تحدث نلجأ للقبائل وهي التي تقوم بالواجب ومساعدة القوات المشتركة وهي جرائم عادية مقدور عليها، لكن تحتاج إمكانيات.
ـ هناك حديث أن الولاية تلقت دعماً كبيراً من السيارات والدعم اللوجستي والأمني، لمكافحة التهريب وجمع السلاح ومحاربة التفلتات؟
قبل أن أذهب اجتمعت مع النائب الأول لمجلس السيادة الانتقالي في مكتبه، وذكرت أنني أريد مالاً وقوات، ولم أُخذل أبداً، أعطوني حوالي (٢٠٠) عربة بكامل عتادها، وجيشها، وتم استعراض تلك القوة في الولاية وكان لها الأثر الكبير جداً في استتباب الأمن، المواطنون رأوا أن القوات كبيرة مدججة بالسلاح وجاهزة، وواحد ذكر لي دي قوات جاهزة “ووحوش مابنقدرو” نتيجة لوجود تلك العربات وزعنا القوات، على مستوى كل الولاية، عملنا ارتكازات وأطوافاً في أمكنة زراعة وقرى عودة طوعية والمواطنين ، وحصلت حماية كاملة رغم بعض الخروقات، ولكن كل القوات النظامية استخدمت في حماية المزارعين، وهذه القوات نجحت لحد كبير، وفي استتباب الأمن كان الدعم السريع له دور مقدر على رأس قيادتها المقدرة، والعميد إدريس حسن هو قائد القطاع لعب دوراً كبيراً، ومعه ضباطه، والشيء الجيد هم ميدانيون، وفي وقت حدثت حاجة يذهبون، ولا أقلل دور الآخرين الجيش لعب دوراً وكذلك الشرطة والاحتياطي المركزي، والشرطة الأمنية وبذلوا مجهودا كبيراً.
وجود الدعم السريع ساعد في تأمين الموسم، ويأتي ذلك في مساهمة قياداتها في تلبية مطالبنا وشاكر لهم دورهم المقدر حتى اشتركوا معنا في تأمين الامتحانات، وساهموا في الرش عندما ظهر الذباب والبعوض، ومن حقهم أن نشكرهم، المهم في المسألة محتاجين للقوات لموسم الحصاد وهي فترة حرجة، دعم للمزارعين ولحصاد المحصول الفترة القادمة خاصة بعض الرعاة تحركوا جنوباً، وإن لم نستعد مع القوات بما فيها الدعم السريع، افتكر أن الموسم يفشل، وسوف أقابل النائب الأول لشكره لدعمه في وجود القوات والمجهود الذي بذلته، وأيضاً القائد الثاني للدعم السريع ودوره في الاستجابة لمطالبنا.
ـ هل للدعم السريع دور في بناء النسيج الاجتماعي المنهار في ولاية غرب دارفور؟
طبعاً، لهم دور من خلال وجودهم، بالأمس حكى لي أحد أنهم ذهبوا ووجدوا أنهم يعملون للمصلحة العامة، وليسوا منحازين لاي جهة دور كبير في التعايش السلمي والنسيج الاجتماعي.
ـ الولاية تعاني من نقص في السلع الاستراتيجية ما هي مجهوداتهم لحل هذه الأزمة؟
نحن قابلنا وزير التجارة الاتحادي وتمت زيادة (٥٠٠) جوال قمح إضافي في اليوم، وطبعاً ليس المطلوب، ولكن مؤقتاً استلمنا الحصة ونحن محتاجون إلى (٣٠٠٠) في اليوم، المواد التموينية نحن محتاجون للبترول، ولكن المشكلة الآن في الزيادات التي حدثت حتصعب الأمور ولا تترك القوات تتحرك مثل الفترة السابقة، لأن زيادة أسعار الوقود زيادة في الصرف والمال، لذلك نحن سوف نقابل وزير الدفاع ورئيس مجلس السيادة ونحدثهم بالأمر لبعد الولاية، والأسعار الموجودة تختلف عن كل الأسعار السابقة، والترحيل أغلي في السودان كله إلى الجنينة، لذلك سنتحدث مع المسؤولين فيما يتعلق بالوقود، ورفع الدعم، وإن لم يُدعم الوقود فالموسم الزراعي يفشل، لأنه القوات لا تعمل بالأسعار التي فرضت ومن الصعب شراء الوقود بالآسعار الآن، لذلك نحتاج من الحكومة الدعم فيما يختص بالوقود المدعوم.
ـ نسبة للعلاقة بينكم وبين قوى الحرية والتغيير والمكونات السياسية بالولاية؟
سؤال مهم، عندما ذهبت للولاية لا أنتمي لأي حزب ولا قبيلة وكان له أثر، والعلاقة بين الحرية والتغيير والولاية تسير بشكل جيد، ولا توجد مناكفات كما يحدث ببعض الولايات، الأمور ماشه صورة تامة باتفاق تمام كذلك مع شباب المقاومة وهم ثوريون أكثر من أي ناس آخرين، وبالتالي البرامج المأخوذة إليهم تنفذ بصورة جيدة، وأقول باختصار أن العلاقة بين الحرية والتغيير من جانب، والعلاقة بين لجان المقاومة ومن جانب الوالي أفتكر علاقة مثالية مفروض من الآخرين يستفيدون منها.
ـ متى يتم تشكيل حكومة الولاية؟
سؤال لا يمكن الإجابة عليه، وهذا سوال بعد الاتفاقية التي تمت والوضع غير معروف.