رئيس حركة تحرير السودان أركو مناوي لـ(الصيحة):
* لدينا التزام واتفاق بأن لا عودة للحرب مرة أخرى
* جئنا للخرطوم في الوقت المناسب لانتشال البلاد من الوضع السيئ الذي تمر به
* عودة الحركات للداخل للمساهمة في الاستقرار والسلام
* المناصب والكراسي لا تمثل همّاً ولا هدفاً بالنسبة لنا
* الذين لم يُوقّعوا على الاتفاق لن يؤثروا على إنفاذ عملية السلام
تعتبر حركة تحرير السودان بقيادة قائدها مني أركو مناوي، إحدى الحركات المهمة وحجر الزاوية في اتفاقية جوبا لدورها الكبير الذي تلعبه وموقفها الثابت من أمر السلام الذي خاضت فيه العديد من التجارب.
قائد الحركة مني أركو مناوي يأتي إلى الخرطوم اليوم في معية وفد الجبهة الثورة بعد فترة غياب قسري عن الوطن بسبب مواقف الحركة من النظام البائد. ويقول إنه يحمل أشواقاً كبيرة للمساهمة مع رفقته وحكومة الفترة الانتقالية لبناء السودان من جديد بعد أن تفاهم الجميع وتواضعوا على كيفية بنائه من خلال بنود اتفاقية السلام الموقعة في جوبا مؤخراً، بيد أنه يؤكد ضرورة مشاركة جميع أهل السودان في ذلك، لجهة أن الوطن والواقع يحتاج لهذه النفرة.
(الصيحة) استنطقته عبر الهاتف من على البعد عن هذه الهموم المشتركة والتحديات التي تواجه الفترة والمرحلة، فأجاب عنها بكل شفافية ووضوح.
أجرته: عوضية سليمان
* بعد عودتك إلى الخرطوم ما هي أهم أولويات برامجكم السياسية؟
البعض يتحدث عن أننا سوف نبحث عن المناصب والكراسي فقط، ولكن نقول لمن يزعم ذلك هذا ليس من أولوياتنا، وليس هدفاً أساسياً بالنسبة لنا، وأقول إن حركات الكفاح المسلح تجتهد في العمل السياسي كأولوية، وهم لكل الحركات وجماهيرها وليس عمل قبيلة بحد ذاته، ونحن نؤكد استعدادنا كحركات دارفور لمرحلة السلام كما وعدنا والتزمنا بذلك في توقيع السلام بجوبا، وأن هدفنا واضح ومعروف من سنين هو الوطن، بإرساء السلام والاستقرار والعمل المشترك لتنمية بلادنا وإرساء العدل والمساواة بين المواطنين السودانيين والحرية والسلام والعدالة في الثروة والسلطة. وبعد التوقيع نتمنى ان يلحق بنا أبناؤنا وإخواننا ” مجموعة عبد الواحد محمد نور”، ونؤكد بأن هنالك محاولات جارية الآن لإلحاقهم بهذا السلام، بعد قدوم وفد من طرفه إلى مدينة جوبا وجهود رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك وحكومته.
* هل هذا العمل والبرنامج تتفق عليه كل الحركات بما فيها حركتكم؟
جميع الحركات تعمل على إنجاز هذا التحول والتغيير، ونحن شركاء في هذا التغيير، ولدينا التزام واتفاق بأن لا عودة للحرب مرة أخرى، وأن برامج الجبهة الثورية سوف تنطلق من الخرطوم. وهنالك ترتيب من وفود المقدمة شملت حتى الولايات، وهنالك اتجاه قوي جداً لعودة النازحين واللاجئين إلى قراهم ومواقعهم بعدما التزمنا لهم بالحماية والأمان وتعويض سنين الحرب والضياع عبر استقراراهم كما ورد في الاتفاقية التي احتوت على بنود مفصلة عن كل تلك الخطوات وإجراءتها. وتم التأكيد على ذلك بعد جولة تفقدية لوفد مقدمة الجبهة الثورية إلى مناطق المعسكرات لشرح عملية السلام والتوقيع عليه، وهذا من أجل طي فترة التشرد والنزوح. وهذا يعتبر برنامج عمل بالنسبة لنا للتمهيد للفترة الانتقالية القادمة.
* كيف يحصل ذلك وهنالك أطراف لم توقّع على اتفاقية السلام؟
هذا لا يؤثر على عملية التنفيذ والاتفاقية التي تمت، لأنه من أولوياتنا في هذه المرحلة تنفيذ جدول الاتفاقية، وأن نكون جزءاً من الحكومة الانتقالية. ونحن حريصون على ذلك، وفي الأيام القادمة سوف تكون البرامج لتكوين المجلس التشريعي لإدارة المرحلة القادمة، وأن هنالك دولاً ضامنة للاتفاق ونحترم ذلك.
* عودتكم إلى العاصمة الخرطوم تأتي في ظروف سياسية حرجة للحاضنة السياسية لقوى الحرية والتغيير التي تشهد بعض الخلافات والانشقاقات؟
جئنا في الوقت المناسب جداً كما قلت، وأقول مرة أخرى، وأن الفترة الانتقالية سوف تبدأ برامجها بعد لم شمل الحركات، وبعد إعادة برامج الدولة السياسية والاقتصادية ومراجعة الكثير من الملفات والترتيبات السياسية، لأن هنالك أشخاصاً استغلوا التجربة بالمحاصصة، لذلك لم تحل أي قضية، بل تعقدت المسألة، زيادة على ذلك، ونحن الآن نحتاج إلى بذل جهود مشتركة فيها تعاون لانتشال الوضع من الحالة السيئة التي تمر بها البلاد، كعمل مجموعة واحدة دون خلافات على منصب أو مقعد، وذلك لأن القضية واضحة بالنسبة لنا جميعاً.
* موقف النازحين من عودتكم إلى العاصمة؟
عودة الحركات للداخل للمساهمة في الاستقرار تعتبر واحدة من أحلامهم، فعودتنا من أجل الاستقرار وإصلاح الوضع بعد ضياع سنين من عمر البلاد بسبب الحرب. لذلك نقول لهم إن التفاوض والسلام ليس قولاً فقط وإنما أمر يهم كل المجتمع ويشمل كل السودانيين، كما أنه يحمل حالة خاصة أهمها إيقاف الحرب.