والي غرب كردفان: السلام يحتاح لإرادة قوية بعيداً عن الخصومات
قيادي بالعدل والمساواة: الاتفاق خاطَب جذور المشكلة السودانية
شاكر حسب الرسول: هذه الحشود أكبر استفتاء شعبي عن السلام
قيادية بالحركة الشعبية شمال: أريد العودة إلى مدينتي أرعى وأزرع وفترنا من الحرب
خبير سياسي: اتفاق السلام سيخلق مزيداً من الاستقرار السياسي
رصد / محيي الدين شجر
بساحة الحرية بالخرطوم، تدافعت أمس جميع السحنات السودانية مشكّلة لوحة بديعة لأجل استقبال صنّاع السلام وقادة الجبهة الثورية.
لم يأبهوا باشتراطات وزارة الصحة الاتحادية الخاصة ببروتكولات التعامل مع جائحة كورونا، وكأنهم أرادوا أن يقولوا إن الفرح بعودة صناع السلام أهم من الإصابة بكورونا أو كأن غبطتهم العميقة باستقبال أولئك الذين صنعوا السلام في جوبا عاصمة دولة الجنوب في يوم الثالث من أكتوبر الماضي، كانت عندهم فوق كل الجراحات.. ونظنهم كانوا يعدون الأيام انتظاراً لهذا اليوم ..
و(الصيحة) في محاولتها استطلاع جانب من الذين تدافعوا من الجماهير السودانية لم تعرف من أين تبدأ ومتى تنتهي، لأنهم جميعاً كانوا يريدون التعبير عما يجيش بخواطرهم في هذا اليوم التاريخي، مع أن كثيرين تحدثت دموعهم بعد أن صمتت أفواههم ..
مكاسب شرقية
أول من التقتهم “الصيحة” كانت ستنا أسرتا من جبهة الشرق، عضو الجبهة الثورية، حيث وصفت السلام بأنه حدث تاريخي، مشيرة إلى أنه سيعمل على تحقيق مكاسب كبيرة للشعب السوداني، وأوضحت بأن السلام يجسد إرادة صناع السلام ومساعيهم الحثيثة لتطوير البلاد، وقالت إن اتفاق السلام حقق مكاسب كبيرة للشرق.
الاتجاه الصحيح
في حين علّق لـ(الصيحة) شاكر حسب الرسول مدير مكتب العدل والمساواة بأمريكا الشمالية، قائلاً: اليوم يوم تاريخي، وأضاف: هذه الحشود التي امتلأت بها ساحة السلام أكبر استفتاء شعبي للسلام .
وتمنى أن تنتهز هذه الفرصة لوضع البلد في الاتجاه الصحيح من التاريخ.
تكاتف
والي غرب كردفان حماد عبد الرحمن صالح، لمحته “الصيحة” هاشًا باشاً، وهو قادم إلى ساحة الحرية، حيث قال إن بناء السلام يحتاج إلى تكاتف الجميع، ويحتاج إلى إرادة قوية بعيداً عن الخصومات، وقال إن ولاية غرب كردفان تستفيد أكثر من غيرها بتحقيق السلام واستتباب الأمن نسبة لحدودها مع دولة الجنوب، معلناً عن تخطيطهم لقيام مؤتمر عام نهاية شهر يناير للاستفادة من الحدود مع دولة الجنوب، وذلك لتأطير الحدود على حد قوله ..
عودة النازحين
الإدارة الأهلية كانت حاضرة كعادتها في كل محفل للسلام، حيث أشاد الملك أحمد حسب النبي من الإدارة الأهلية شمال دارفور، الإدارة بالإرادة التي حققت السلام لينعم الشعب السوداني بالتنمية، وقال إنهم يسعون لعودة النازحين لديارهم، داعياً كلاً من عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو لللحاق بركب السلام.
الحلقة الأخيرة
فيما قال سيد شريف جار النبي أمين العلاقات الخارجية بالعدل والمساواة، إنهم وقعوا اتفاق 3 أكتوبر، واليوم يحتفلون بوصول كل قادة الكفاح المسلح للخرطوم استكمالاً للحلقة الأخيرة من اتفاق السلام، وأهدى الاتفاق للشعب السوداني وللأمهات الثكالى والأرامل وللذين أسقطوا نظام البشير، مشيراً إلى أن السلام سوف يحقق الرفاهية، مبيناً أن الاتفاق هو ملك للشعب السوداني ومؤكدًا بأنه ولأول مرة يخاطب الاتفاق جذور المشكلة السودانية.
أريد العودة إلى كادوقلي
المرأة السودانية كانت حاضرة في الاحتفال بأزياء الجنوب والغرب والشمال والشرق، ولا غرابة، فالاحتفال يهم الجميع، ورغم انفعال المرأة بتحقيق السلام على أرض السودان وفرحها، إلا أنها لم تنس جراحات الماضي وما سببته الحروب من شروخ، وهذا ما عبّرت به جواهر أحمد سليمان من الحركة الشعبية وهي تهدي السلام لأمهات الشهداء، وتزيد قائلة: المرأة هي التي عانت وترملت، وهي التي عانت من الظروف الصعبة في المعسكرات، لتضيف: أنا عشت المعاناة، وخبرت آلامها، لتقول: مرحب بالسلام، ونتمنى أن يعيش الشعب في أمن وسلام، مشيرة إلى أن السلام ركن أساسي من أركان الثورة، مُتمنية أن يلتفت المسؤولون إلى قفة الملاح. وعلقت قائلة: أريد أن أعود إلى مدينتي كادوقلي أزرع وأرعى البهائم، لقد فترنا من الحرب والحرب فاتورتها مرة وقاسية.
انتهى عهد التهميش
الشفيع عبد الله هارون، قيادي بالجبهة الثورية، أهدى السلام لقادة الجبهة الثورية ولحميدتي صانع السلام، وبعث بتحية لأسر الشهداء ولأسرة خليل إبراهيم ولجبريل إبراهيم محمد رئيس العدل والمساواة الأمين العام للجبهة الثورية السودانية، وأضاف: لقد انتهى عهد التهميش مطالبًا بتنفيذ السلام كاملاً، وقال: على الجهات الموقعة أن تنظر لقضايا الشعب وإلى معاشه.. وقال إن الحرب اللعينة أقعدت بالسودان رغم موارده الضخمة، وختم قائلاً: حتى تكتمل الصورة، لابد من دخول كل من عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو إلى طريق السلام ..
يوم تاريخي
أما محيي الدين حسابو رئيس حركة تحرير السودان بمكتب النرويج قال إن السلام انتظره المهمشون واللاجئون والنازحون، مشيرًا إلى أن اليوم هو يوم تاريخي لطي صفحة الحرب، وفتح صفحة النهضة والتعليم والصحة، مبيناً أن حمامات السلام ترفرف الآن في أجواء السودان في أريافه ومدنه، وقال: لتكن البداية بملفات النازحين وعودة المهجرين واللاجئين لقراهم وبناء ما دمرته الحرب ..
المرأة تضررت بالحرب
أمينة محمد من تجمع قوى تحرير السودان، قالت إنها تشارك ممثلة للمرأة في الجبهة الثورية، موضحة في حديثها لـ (الصيحة) بأن المرأة أكثر سعادة بتحقيق السلام لأنها من تضررت وعانت بسبب الحرب ..
تثبيت أركان السلام
من جانبه قال محمد إبراهيم ممثل التحالف السوداني الجبهة الثورية، إنهم أمضوا عاماً في مسيرة البحث عن السلام، وأضاف: السلام مهره غالٍ ونحن فرحون جدًا نسعى للمحافظة عليه ونثبت أركانه ..
الفقر الإداري
بدوره أوضح آدم عيسى من التحالف السوداني للجبهة الثورية بأن ضمان السلام هو الشعب السوداني، وقال: نحن قادرون كشعب أن نخرج من المأزق، واصفاً اليوم بالتاريخي، وزاد قائلاً إن السلام يعني التنمية والبناء، مبيناً أن قواتهم الميدانية الآن هم حماة وحراس للبوابة الغربية الشمالية، مشيراً إلى أن ما تحقق كان بسبب الثورة، مبينًا أن السودان يعاني من فقر إداري .
بوتقة واحدة
الحزب الاتحادي المعارض، كان بين الحضور، حيث عبّرت رجاء جعفر خضر عن سعادتها بالسلام الذي تحقق، وقالت لـ (الصيحة) إن السلام جمع الناس جميعهم في بوتقة واحدة، والآن ينبغي أن نلتفت للبناء والتنمية. وقالت إن السلام نغمة جميلة في شفاه السودانيين الآن.
جبريل الرجل الهمام
جمال الدين مدير مكتب رئيس حركة العدل والمساواة ممثل الحركة بالداخل، عبر عن سعادته بنهاية الحرب، محيياً شهداء الحركة الذين قدموا دماءهم رخيصة في سبيل الوطن كما تقدم بشكره لجنوب السودان ولحميدتي صانع السلام ولدكتور جبريل الذي وصفه بالرجل الهمام، وقال إنه قدم كثيراً من التنازلات لصالح تحقيق السلام.
استقرار سياسي
وقال المحلل السياسي عبد العزيز النور، إن اتفاق السلام الذي ستصل أطرافه الموقعة عليه غداً إلى الخرطوم سيخلق مزيداً من الاستقرار السياسي، ويدعم نجاح الفترة الانتقالية ويفتح الطريق أمام التنمية المتوازنة في كل ولايات السودان. وقال النور أمس: إن اتفاق السلام سينهي حالة التشاكس السياسي والانقسام الذي يعاني منه تحالف “قحت” المأزوم، مبيناً أنه سيمهد الطريق أمام مشروع وطني جديد تلتف حوله القوى السياسية والمكون العسكري وحركات الكفاح المسلح أساسه وعماده تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في ربوع السودان والابتعاد عن الأفكار الأيدلوجية البالية التي أضرت بالسودان كثيراً سواء كانت أفكار الإسلام السياسي أو القومية العربية البالية. وأضاف الدكتور عبد العزيز النور إن اتفاق السلام سيفرز حكومة وحدة وطنية تضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار مما سيبعد السودان عن اتخاذ أي قرارات سياسية تضر بمصلحته الوطنية لتحقق مصالح أطراف وأيدلوجيات خارجية، منوهاً إلى أن السودان تضرر كثيراً سياسياً واقتصادياً لتبنيه مواقف سياسية تعبر عن الآخرين ولا تعبر عنه ولا تراعي مصالحه الوطنية. وأشاد النور بالمجهود الجبار الذي بذله الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة رئيس الوفد الحكومي المفاوض وبقية أعضاء الفريق، محيياً رئيس دولة جنوب السودان الرئيس سيلفاكير ميارديت للعبه دوراً حاسماً في توقيع الاتفاق مناشدًا كل القوى السياسية السودانية للتعاطي بإيجابية مع الاتفاق ودعم الحكومة التي سينتجها الاتفاق والتعاون معها وإثبات حسن النوايا تجاه الوطن والشعب، مشيرًا إلى أن الشعب السوداني مل الحروب والازمات الاقتصادية وآن الأوان أن يعيش مثل شعوب الأرض في سلام واستقرار.