احتفالات وترحيب واسع بصناع السلام
الخرطوم- فاطمة علي – تصوير محمد نورمحكر
ذرف نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الدموع أمام الحشود الكبيرة بساحة الحرية أمس، خلال الاحتفال بوصول القادة المُوقّعين على اتفاق جوبا لسلام السودان .
ودافع (حميدتي) خلال خطابه، عن ممثل مجلس الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ، وقال “الظلم ظلمات، نحن انظلمنا لكن ما دايرنكم تظلموا الآخرين، وأنا ما بكسِّر تلج لي زول، لكن الآن الصفوف اتمايزت، وداير أقول حاجة في حق إبراهيم الشيخ، أول شئ إبراهيم الشيخ من الجناح المُعتدل في الحرية والتغيير وديل الناس الدخّلوا السلام في الوثيقة الدستورية”، وأضاف “إبراهيم الشيخ واجه الكثير عشان السلام، لذلك ما تظلموا الناس، الظلم مُر يا أخوانا”، ودعا الذين لم يُحلِّقوا بالسلام أن يأتوا للعمل سوياً من أجل بناء دولة المواطنة، وقال: “تعالوا نُوحِّد كلمتنا لاستقرار أمن هذه البلاد”، وأكد أن اتفاق السلام لن يكون خصماً على أحد، وقال: “لا أجد أيِّ مُبرّر لمن يمجد الحرب”، وأضاف: “لقد أدركنا أنّ دائرة الحرب يجب أن تقف ومثلما اختلفنا نتفق اليوم”، وتابع: “قادرون بالإرادة أن نتجاوز الصعوبات لتحقيق السلام الشامل، ولبناء السودان موحدٍ ومعافى من أمراض الجهوية ونحقق شعار الثورة حرية.. سلام وعدالة”، وتابع: “نحن مُدركون لحجم المخاطر التي تُحيط بالبلاد أمنياً وسياسياً واقتصادياً، لكن سنتجاوز الصعب”، ودعا المُواطنين للوقوف مع الصحيح، وأكد أنّ تنفيذ الاتفاق يكون بتعاون الشعب السوداني.
من جانبه، امتدح رئيس لجنة الوساطة الجنوبية المستشار توت قلواك، جهود (حميدتي)، وقال وهو يُعانقه في المنصة “دا الراجل الجاب ليكم السلام”.
وأكد قلواك أنّ جوبا لن تتوانى وستُقدِّم المُساعدة للبيت الكبير السودان، وأن السلام في السودان هو استقرار لجنوب السودان.
من جهته، قال رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، إنّ معيشة المُواطن تأتي في قائمة الأولويات، ودعا لتعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لرفع المُعاناة بشكل عاجل.
وشَدّدَ خلال حديثه نيابةً عن قادة الحركات، على تحقيق تنمية اقتصادية مُتوازنة وتأهيل شركات وبيوتات الخبرة المتخصصة لتنفيذ مشاريع التنمية، مع تطوير الصادرات السودانية، إضافةً لأيلولة الشركات التابعة للمنظومة الأمنية لوزارة المالية. وطرح مناوي، رؤى الجبهة الثورية حول إدارة الدولة السودانية، ولفت لأهمية ترجيح مصالح الدولة العليا في اتّخاذ القرارات على مُستوى الداخل والخارج، مع سيادة دولة القانون، وقال “جئنا لتصفير العداد”.
بدوره، أكّد رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس، عدم السَّماح بانزلاق البلاد نحو الفوضى، ونوّه لحوادث نهب وسلب وقعت مؤخراً، وقال إنّ اتفاقية السلام وضعت السودان في الطريق الصحيح، وأن بإمكان البلاد أن تعبر حال تم تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه، وذكّر بمُعاناة المواطنين التي يجب أن تكون على رأس أولويات المرحلة المقبلة.
وفي السياق، قال ممثل الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ، إن السودان طوى عهد الحروب بلا عودة، وإنّهم يستشعرون مُعاناة المُواطنين، وأضاف: رغم مقاطعة البعض لخطابه، بأن تاريخاً جديداً يُكتب الآن، ودعا لاستشعار المسؤولية الوطنية، وقال “ليس قدرنا أن نصطرع عسكريين ومدنيين وشعبنا يستحق الأفضل”، وأضاف: “نمد أيدينا بيضاء بأن السلام ينزل برداً وسلاماً”.
وكان الهادي إدريس قال في المؤتمر الصحفي لدى وصولهم مطار الخرطوم “أتينا لنُملِّك اتفاقية السلام للشعب السوداني، لأنها مِلكٌ له وهو هدف أساسي لعودتنا بعد السلام، إضافةً إلى العمل مع الشركاء في الحكم مدنيين وعساكر لمصلحة الشعب وتحقيق شعار الثورة”، وأضاف “إننا نتحمّل المسؤولية من اليوم ونعلم مُعاناة الشعب السوداني وسنسعى بالتعاون مع الشركاء في الحكم بتحمُّل المسؤولية”.
فيما قال مناوي “أتينا لترجمة اتفاق السلام على أرض الواقع”، وأكّد أنّ تنفيذ الاتفاق يجب أن يبدأ بعودة النازحين واللاجئين كأولوية للحكومة التي سيتم تشكيلها بمُشاركة أطراف العملية السلمية.