وتتعلم من الأيام..
سواء بالطريقة الصعبة… أو الثمن الغالي… أو التكلفة العالية..
وقد كان أصحاب هذا التعلم الصعب… أو الغالي… أو المكلف…… في غنى عن ذلك قبلاً..
ورحم الله جارنا الشاب الذي توفي مساء أمس..
توفي فجأة ؛ والشمس تؤذن بالمغيب…. وبمغيب شمس حياته – القصيرة – هو نفسه..
ولاحظت على وجوه كثير من الجيران الكمامات..
وقد كان أغلبهم – من قبل ذلك – ناكرين للكورونا… أو ساخرين منها… أو مستهترين بها..
ومنهم – من منسوبي الإنقاذ – من كانوا يجاهرون بتحديها..
تماماً كما كان (أخٌ) لهم يتحدى الحكومة…ووزيرها للصحة… والكورونا (المزعومة)..
يتحدى إلى درجة إقامة صلاة التراويح في بيته..
ويقول ساخراً: سنصلي؛ ورغم أنف (أكرم) في التراب… فوسِّد أنفه – وجسده كله – التراب..
وتعلم الدرس وهو في لحظة الاحتضار..
كما تعلم بالطريقة الصعبة ذاتها أن نظامه يحتضر كذلك ؛ حين كان يصيح (بلادي حقول)..
ونسأل الله له الرحمة… ولجارنا الذي مات البارحة..
ولكل الذين تعلموا بالطريقة الصعبة (فتكمموا)…بعد فقد أعزاء لهم بفيروس الكورونا..
أو بعد تعافيهم هم منها… بعد شدة معاناة..
وكذلك للذين لم يسعفهم زمن امتحان الحياة لدروس إضافية – أو إعادة – من أجل التعلم..
والرحمة تجوز للأموات والأحياء..
ومن لم يعلمه التنبيه… والتحذير… والتوجيه……. تعلمه الحياة ؛ ولو بطريقتها الصعبة..
هكذا كتبنا بعضاً مما ننشره الآن إبان موجة كورونا الأولى..
كتبناها خاطرة ؛ فخطرت على أذهاننا – الآن – أشياء ونحن في (غمرة) الموجة الثانية..
بل كادت تجرفنا معها لولا لطف الله..
ولطف حكمة لم تكتمل أبعادها بداخلنا تماماً – ربما – نصها (من يعيش كثيراً يشوف كثيرا)..
أو لم ينضج درسها – بعد – في أتون معايشتنا الدنيا… والناس..
فبعد هذا العمر بدأنا نتعلم (يادوب) ألا نثق بالناس – كل الناس – مهما خدعنا طيب كلامهم..
بل إن منهم من يستغل (طيبتك) ليلدغك من حيث لا تحتسب..
وبمناسبة الطيبة هذه فحمدوك كان يتعامل بمنتهى الطيبة مع ترمب أملاً في طيب جمائله..
حتى إذا قضى ترمب منه وطرا – لصالحه هو ونتينياهو – لدغه..
لدغه بتمديد الطوارئ على بلادنا ؛ ولما ينفذ – بعد – قرار رفع اسم بلادنا من لائحة الإرهاب..
بطيبة تعامل حمدوك مع ترمب… ولكن مع شعبه فتعامله شديد القسوة..
بل هو أشد قسوة من تعامل الإنقاذ معنا ؛ إذ لم ترفع الدعم – بالكامل – إلى أن سقطت..
ولكن أهل الإنقاذ هذه نفسها تعلموا بالطريقة الصعبة..
تعلموا بعد فوات الأوان أن كل الذي كنا ننصحهم به – ونعيبه عليهم – أثبتت الأيام صحته..
والآن حكومة حمدوك لا تستمع لنصائحنا أيضاً..
بل تطرب لنغمة (شكراً حمدوك) كما كانت الإنقاذ تطرب لنغمة (سير سير يا بشير)..
وعما قليل ربما تتعلم بالطريقة الصعبة..
طريقة (بلادي حقول) !!.