:: ومن أحداث الخميس، إعفاء المدير العام لصندوق الإمدادات الطبية المُكلّف، عفاف شاكر الزين النحاس، على خلفية عجز إدارة الصندوق عن تخزين أدوية لحد تكدُّسها في حاويات محمولة على عربات، كما عكس مقطع فيديو شهير، والذي تحدث فيه سائقو العربات بأسى ومرارة، وقد وجد المقطع استنكاراً شعبياً واسعاً.. تحدّثوا عن تكدُّس عرباتهم، (65 عربة) لأكثر من أسبوعين، لعجز إدارة الصندوق عن تفريغ الأدوية، بحجة عدم وجود أماكن خالية بالمخازن لتخزين أدوية إضافية..!!
:: شكراً لمن رصدوا ووثقوا وعكسوا هذا الإهمال، ولولاهم لما زار الوزير برئاسة مجلس الوزراء عمر مانيس، صندوق الإمدادات الطبية ومخازنه، ولولاهم لما أصدر رئيس الوزراء قرار الإعفاء.. والجدير بالتأمل هو أن عفاف شاكر لم تكن مديراً عاماً للصندوق، بل كانت المدير العام المُكلّف، وهناك فرق.. وهذا التكليف يعني عندما عجز السادة بمجلس الوزراء ووزارة الصحة عن إيجاد كفاءة مهنية بحجم المنصب (المدير العام)، كلّفوا عفاف شاكر بمهام المدير العام (مؤقتاً)، لحين إيجاد الكفاءة المطلوبة..!!
:: ولكن قبل أن يجدوا الكفاءة المطلوبة لشغل منصب المدير العام، حدث ما حدث.. أي تكدست الشاحنات، ليعفي رئيس الوزراء، المدير المُكلّف عفاف شاكر، ويكلف آخر أيضاً، وهو د. بدر الدين الجزولي.. تخيلوا، لم يعد ينقص عمر هذه الحكومة عن العامين إلا قليلاً، ومع ذلك لا تزال تمارس نهج التكليف – التعيين المؤقت – لعجزها عن إيجاد الكفاءات.. وزير الصحة أيضاً مُكلّف، مثل مدير الإمدادات الطبية.. علماً بأن الحكومة العاجزة عن إيجاد الكفاءات – لشغل وظائف الخدمة العامة – اسمها (حكومة كفاءات)..!!
:: وإليكم سيرة عفاف شاكر، لتعرفوا نهج حكومة الكفاءات في إدارة مرافق الدولة، وما هذا الصندوق إلا نموذج.. لقد تدرجت عفاف في وظائف الصندوق، وتنقلت طوال فترة النظام المخلوع، حتى تربعت على منصب نائب المدير العام، ثم بلغت سن المعاش، وتقاعدت في العام 2008.. ثم أعادتها حكومة الكفاءات قبل عام، أي بعد (13 عاماً) من تقاعدها لبلوغها سن معاش (60 عاماً).. وما أن عادت، وهي قاب قوسين أو أدنى من (75 عاماً)، أصدرت قراراً بإيقاف كل مديري الإدارات العامة، ثم عينت آخرين..!!
:: ومن أبعدتهم عفاف عن الإدارات العامة بالصندوق، وحولتهم إلى مجرد موظفين (بلا مهام)، لم يبلغوا سن المعاش بعد، كما بلغت هي قبل (13 عاماً).. أقعدتهم عفاف بالإكراه، وليس بالمعاش.. أما الآخرون، الذين حلوا محل المبعدين، فهم هؤلاء العاجزون حتى عن تخزين الأدوية، وناهيك عن توفيرها ولو فقط في أقسام الحوادث والطوارئ.. وعليه، فالمحزن ليس عجز الصندوق عن تخزين الأدوية، بل هو عجز مجلس الوزراء عن إيجاد كفاءات مهنية لقيادة مرافق حيوية واستراتيجية، كما يعكس حال هذا الصندوق..!!