Site icon صحيفة الصيحة

لواء ركن (م) الصادق محمد سالم يكتب : دراسة تحليلية علمية حول نقل أو بقاء العاصمة القومية ( 1)

 

الدراسات التحليلية العلمية حول نقل أو بقاء العاصمة القومية تتطلب تحديد الهيكل العام للدراسة ليتسم الجهد بالموضوعية والتجرد،  مع دراسة تجارب نقل العواصم ما أمكن ذلك .. مع الدراسة الوافية للعاصمة القومية حالياً والظاهرة مفهومها ونشاطها وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية وتطورها وحركة النقل والمواصلات داخل المدن الكبرى للعاصمة، الخرطوم وأمدرمان وبحرى مع قضايا البيئة وتخطيط المدن والمشكلات وتحديات المستقبل.. شارك  في الدراسة عدد من المختصين في مجالات مختلفة وخبراء ومهندسون بولاية الخرطوم، ودراسة تطور الحكم في السودان (1899ـ2003) كما تمعنت الدراسة في نتائج التعدادات السكانية الأربعة والإسقاطات التالية لها بهدف معرفة نمط النمو السكاني ومقداره واختلافه جغرافياً والتغيير في توزيع السكان التي انعكست على خارطة الأمكنة بهدف التوصل لرؤية علمية وإلى قرار تتبناه السلطة بنقل أو بقاء العاصمة القومية. مع وجود إحساس لدى صناع القرار بنظم تأخذ باعتباراتها معطيات الحاضر والمستقبل.

إن التركيب المكاني للسودان يعتريه نوع من الخلل والتشوه، وذلك بالنظرة لتوزيع المدن والقرى ومشكلات النقل والاتصالات والمناشط الاقتصادية والخدمات الصحة والتعليم والمياه والطاقة والطرق والغذاء.

شملت الدراسة الترتيب المكاني ضمن الإطار النظري والخلل في النظم المكانية للدول النامية، والتركيب المكاني للسودان ودعمه بالدراسة بعدد من المراجع والخرط الموجهة العمرانية (2001م)، وشملت الدراسة التجربة السوفيتية القائمة على تطوير المدن والصناعات كما نجحت في تقليل الفوارق السكانية وركزت الدراسة على التجربة الصينية والتي ركزت على تطوير الريف والحد من نمو المدن الكبرى مع تشجيع السكان على الهجرة للريف وترحيل ما يزيد على ثمانين مليوناً من الشباب للريف.

وبالمقارنة نجد أن لكل دولة خصوصيتها في تاريخها الاقتصادي ومواردها وحجم سكانها، وبالنظرة الثاقبة نجد أن التجارب في السودان فشلت في سياسات الحد من الهجرة نتيجة للكوارث الطبيعية والحروب.

دعمت الدراسة بعدد من الجداول والخرط كمثال توزيع الكثافة السكانية للعاصمة القومية وأحجام المراكز الحضرية مقارنة بحجم المدن في السودان ووقفاً لنمط الحياة والمستوطنات السكنية القديمة في العهود المختلفة وظهر ذلك بالخارطة الموجهة (1995م). وتشير التجارب بنقل العواصم في الدول النامية

كانت العواصم في القديم تنقل لأغراض عسكرية والمسلمون نقلوا الخلافة من دمشق إلى بغداد، والبريطانيون من عاصمة الهند بومباي إلى نيودلهي، والاتراك من استنبول التاريخية إلى أنقرا.

والجدير بالذكر أن نقل العواصم يكلف الدولة تكاليف باهظة وهذا يمكن تسخير مبالغ النقل باستخدامها في مجالات أخرى كحل للمشكلات التخطيطية للعاصمة القومية وإحداث نقل ريفية تقلل من الهجرة. إن نقل العاصمة يرتبط بالعامل السياسي، وأشارت الدراسة للعاصمة القومية نمو سكاني والفشل في الحد من النمو السكاني واستخدامات الأراضي والقضايا الاقتصادية والاجتماعية وحركة النقل والمواصلات داخل المدن الكبرى وقضايا البيئة وتخطيط المدن ودراسة المشكلات مع تحديات المستقبل.

ونواصل في الجزء الثاني حتى تكتمل الدراسة لنقل أو بقاء العاصمة القومية.

 

 

 

 

 

Exit mobile version