شاعر الحب والإحساس.. تاج السر عباس لـ(الصيحة):
أجراه- كمال علي
ضيفنا في (وجوه في الزحمة) وجه أبلج… نظّم أغنيات أثيرة ذاع صيتها.. بدأ مشوار النظم في بواكير الصبا وصدح بكلماته كبار المطربين، منهم العطبراوي والطيب عبد الله وصلاح ابن البادية وخليل إسماعيل وإبراهيم حسين وزيدان وثنائي النغم.. وشكّل مع “البلوم في فرعو غنّ” (خوجلي عثمان) ثنائية مُدهشة بأغنيات آسرت الجماهير.. معاً نجلس إلى الجميل والأم درماني الأصيل الشاعر والإعلامي الأستاذ (تاج السر عباس):
*متى عصفت بتاج السر تباريح الغرام وعاصفات القصيد والنشيد والنشيج؟
منذ بدايات الصبا الباكر، وكان ذلك في أهلية أم درمان الوسطى في الجمعية الأدبية.. ومن ثم مجلة الإذاعة والتلفزيون حيث نشرت (أمير الناس) و(تمد الإيد ونتسالم).
*من أي المنابع نهلتم.. وكيف كان زاد الرحلة والمشوار؟
ربما يكون للبيئة أثرها في التكوين، حيث كان الميلاد في حي (أبو روف) حيث يقطن شاعرنا الضخم عتيق وآل السراج وندوة (حديد)، وكذلك يوجد آل الكد وخالد أبو الروس وعدد من المبدعين.. تأمّلت المدارس الشعرية لهؤلاء.. ونهلت من معينها لكني لم أتأثّر بمبدع بعينه وصقلت التجربة ندوة (المغربي).
*قصيدك هل هو نتاج مُعاناة وهل صحيح أنها تولد الإبداع؟
أنا ليس مع هذا الرأي.. ولم أتعمّد أن أكتب الأغنية وهي التي تكتبني.. فقط أصوّر التجربة وأوثقها.. وأنا لي طرق غريبة، أحفظ أولاً ثم أكتب كيفما اتفق دون تعديل.
*يقال إنك أول عاشق يجد العذر لمحبوبه الذي غاب عن الموعد وكتبت “امكن أنا الما جيت”.. كيف هذا؟
وصفني بعض النقاد بأنني شاعر التسامح.. نحن أصلنا ناس محبة.. زول نعزُّو وزول نريدو.. والبفوت ريدتنا يمشي برضو نفرح بي جديدو.
*نعتبر ده (زوغان من الإجابة)؟
مشرور يا ولدي مشرور…
لكن تخيّل لو حضر الحبيب هل كانت ستحضر تلك الأغنية التي آسرت الناس بصوت الخليل الصداح.. خسرنا موعداً وربحنا أغنية.
*البلوم في “فرعو غنّ”.. الراحل (خوجلي عثمان).. كيف كان لقاء السحاب؟
أتاني الراحل في منزلي يطلب أداء أغنية (حَبّة.. حَبّة) وكان الموسيقار بشير عباس قد لحّنها للبلابل.. لكن في النهاية خوجلي وضع لها لحناً وأدّاها فخرجت مُكتملة الروعة.
*العطبراوي.. نهر العذوبة الذي لا ينضب كيف تم اللقاء الذي أثمر (صابر معاك صبراً طويل)؟
هذه الأغنية نظّمتها وأنا على سلم ما كان يُسمى قطار الوحدة، وكنت متجهاً الى عطبرة، وأتت هذه الكلمات تحمل في موسيقاها الداخلية إيقاع القطار.. وفي مكتبة دبورة الشهيرة وجدت رجلاً موفور البنية يطالع مجلة هنا أم درمان، وكان منشوراً على صفحة شيخ النقاد الراحل ميرغني البكري “أغنيتي أمير الناس وتمد الايد ونتسالم”.. وجدت الرجل يبدي الإشادة دون أن يعرف الشاعر.. اندهشت عندما أجابني صاحب المكتبه بأنه الفنان حسن خليفة العطبراوي. وتم التعارف وفي مساء ذات اليوم اسمعني”صابر معاك صبراً طويل”..
*هل يوجّه الشاعر مسار أغنيته نحو مطرب بعينه أم يتركها تلتقط رزقها كيفما اتّفق؟
تنتهي مُهمّتي عند الفراغ من كتابة النص وما بقي يبقى مهمة الآخرين.. ولم أقصد يوماً أن أكتب لمطرب بعينه.. إلا بعد ثنائيتي مع خوجلي أصبحت النصوص عليها ديباجة كتبت حصرياً لخوجلي عثمان.
*أساتذة لا تنساهم مروا على محطات حياتك الفنية؟
أبدأ لك بالأستاذ مبارك المغربي فقد احتضنّا مع أنداد الحرف (محجوب شريف وسعد الدين إبراهيم والتجاني سعيد وعزمي أحمد خليل ومحمد الفاتح عظيم وآخرين)، وذلك إبان توليه رئاسة الاتحاد.. ولا أنسى أستاذنا محمد يوسف موسى صاحب (كلمة) مات بسرها ولم يبح.. واذكر أستاذنا سيف الدين الدسوقي عاشق أم درمان الأكبر.. ولا أنسى الأساتذة العاقب محمد حسن وبرعي محمد دفع الله وأحمد زاهر وصلاح ابن البادية والطيب عبد الله وآخرين نجلهم ونقدرهم.
*وكيف تنظر إلى الساحة الفنية الآن؟
فيها الصالح والطالح.. وأعيب على جيل الشباب اتكاءتهم على إبداع من سبقوهم.
*أغنيات لا تُفارق الخاطر.. وأغنية تمنيت لو كنت من نظّمها؟
كل أغنياتي لا تُفارق الخاطر.. وتمنّيت لو كنت ناظم (عُشرة الأيام) لعوض أحمد خليفة و(مُسامحك يا حبيبي) للسر دوليب.
*وماذا أعدّ تاج السر لبقية مشوار الجمال؟
أغنية الخيط الرفيع عند الهادي الجبل.. وعصافير المودّة مع طه سليمان.. وطبع السماح عند عبد الرحيم البركل.. وهناك إصدارة جديدة بعد ديوان (تمد الإيد ونتسالم) وهي تحت عنوان (أنا الما جيت).
هذه الأيام أشرف على إنتاج عمل ضخم يُديره ابني عماد الدين، عبارة عن ثلاثين حلقة تُوثِّق لنجوم الفن وسيرى المشروع، النور في رمضان القادم بإذن الله.
*شكراً جميلاً.
لكم مودّتي… دُمتم.