الموسم الشتوي.. تحدّي الفشل
الخرطوم: سارة إبراهيم عباس
شكاوى عديدة أطلقها مزارعون بمناطق الإنتاج عن الموسم الشتوي والتي تعكس صورة قاتمة للوضع، حيث أكد عدد منهم تحدث للصحيفة وجود مشاكل تواجه الموسم والتي قد تنذر بفشل كل الموسم الشتوي على رأسها عدم توفر الجازولين وارتفاع مدخلات الإنتاج والسماد وغيرها، من جهته شكا المزارع عبد الله محمد علي مزارع بالجزيرة لـ(الصيحة) من مشكلات كبيرة تواجه المزارعين على رأسها عدم توفير التمويل والوقود وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج والحرث والسماد والمبيدات، وكشف عن عزوف عدد من المزارعين للزراعة هذا العام لعدم استطاعتهم بجانب التكلفة العالية والضرائب التي كانت 250 جنيهاً للفدان وارتفعت هذا العام إلى 2000 جنيه، فضلاً عن عدم تحديد سعر تأشيري للقمح إلى الآن.
مضيفاً أنه مؤشر لانهيار الموسم لوجود بعض صغار المزارعين الذين استعصى عليهم توفير التمويل لعمليات التحضير، وقال إن القضية تتطلب وقوف الجهات المختصة لمعالجة المشكلة، لافتاً إلى ان المشروع يضم العديد من المحاصيل التي يعتمد عليها المواطن، وفي حال عدم توفرها فإنها مؤشر لوجود مجاعة بالبلاد، وعاب على وزراة الزراعة بعدها عن إيجاد الحلول لمشاكل المزارعين بالبلاد.
فيما أكد عدد من المزارعين بالولاية الشمالية لـ (الصيحة) عن استيائهم من عدم توفر الجازولين للموسم الشتوي، حيث أشاروا أن الموسم مهدد بالولاية بالضياع إذا لم يتم توفير الوقود لأصحاب المزارع، لافتين لعدم اهتمام الجهات المختصة بالرغم من مطالباتهم لتوفير الجازولين لتوقف سير التحضيرات والعمليات الزراعية، مشيرين أن الكميات الواردة للولاية لا يتم توزيعها على المزارعين بل تذهب لأغراض أخرى تباع بالسوق الأسود، وناشدوا الجهات المختصة تدارك الأمر
أعلن رئيس دائرة الزراعة والغابات بولاية نهر النيل م . حسن الحاج أحمد، أن المساحة المستهدفة لزراعة الموسم الشتوي بالولاية تبلغ (٧٧٠) ألف فدان منها (٧٥) ألف فدان لزراعة محصول القمح. وأشار الحاج في تصريح صحفي إلى تعهدات وزارة الزراعة الاتحادية والمالية بالتأهيل الكهروميكانيكي للمشاريع الزراعية بالولاية فيما أكد التزام والي الولاية بالتأهيل المدني للمشاريع الزراعية بتكلفة بلغت (١٢٩) مليون ونصف المليون، إضافة لمساهمة الولاية في تأهيل المشاريع المتضررة من جراء السيول والفيضانات بتكلفة قدرها (٢٢٥) مليون جنيه وذلك تأكيداً على أهمية الزراعة ودورها في تنمية الاقتصاد الوطني، لافتاً إلى توفر كمية من تقاوي القمح بالشركة العربية للبذور ستكمل بتقاوي من الولاية الشمالية لتغطية المساحات المستهدفة، موضحاً أن الحكومة أكدت على توفير الجازولين الزراعي لإنجاح الموسم الشتوي، مبيناً أن السعر التركيزي من خلال سياسة البنك الزراعي أصبح مشجعاً للمزارع في زراعة كل المساحات معرباً عن أمله بأن يكون الموسم الشتوي ناجحًا .
وفي غضون ذلك، انخرطت اللجنة العليا للإعداد للموسم الشتوي في اجتماعات لاستعراض الخطة التي أعدتها وزارة الزراعة للموسم الشتوي, باعتباره موسماً استثنائياً لتعويض النقص في المنتجات الزراعية بسبب الفيضان والسيول والأمطار. وبلغت جملة تكلفة الخطة ١.٤ مليار جنيه، فيما بلغت المساحات المستهدفة ٣٨٠ ألف فدان تشمل زراعة الخضروات والأعلاف والمحاصيل الحقلية والفواكه والنباتات العطرية والطبية، فيما أعطيت المحاصيل الأساسية أولوية وهي البطاطس والبصل والطماطم والبرسيم. وتضمنت الخطة تأهيل البنيات التحتية كالري ومعالجة آثار الفيضانات والسيول وتوفير مدخلات الإنتاح وتوفير خدمات صحة الحيوان وتوفير التمويل الميسر للمزارعين وتأمين الوقود.
وفي ذات السياق، نفى المدير العام للإنتاج الزراعي بوزارة الزراعة عبد المجيد محمد الطيب لـ (الصيحة) وجود إشكاليات كبيرة تواجة الموسم الشتوي الحالي، لكنه سرعان ما عاد وقال إن هناك إشكاليات بسيطة فيما يخص التمويل التي سوف تتيسر في الأيام القليلة القادمة، وقال إن الوزارة حددت السعر التأشيري للقمح ورفعته إلى مجلس الوزراء لإعلانه ولكن إلى الآن المجلس لم يعلن عنه، مشيراً إلى المساحات المستهدفة لهذا العام والتي وصلت إلى مليون فدان موزعة على الولاية الشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض وأكثر من 6 آلاف فدان بمشروع الجزيرة، مؤكداً على توفير كميات كافية من التقاوي.