شاكر رابح يكتب : ثورة الشعب وتغيير الجيش
الشعب السوداني في نسخته الحديثة ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة، هل يملك المقدرة الكاملة للتغيير المفاهيمي والسياسي، وهل بإمكانه التحرر من العقلية المتحجرة السياسية الاقصائية، أعتقد نحن بحاجة إلى إنتاج فكر سياسي جديد يستوعب كافة المتغيرات والتحديات، ثم نحن بحاجة إلى إعادة رسم وتخطيط أولوياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ما بعد الثورة نحن نعيش أزمة حقيقية عنوانها غياب الوعي السياسي الراشد وغياب الضمير الحي المدرك للمخاطر والتحديات، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا أين مفكرو الأمة السودانية وساستها، أين عقولهم وإنتاجهم الفكري، وما هو دورهم في إحداث تحول وتغيير حقيقي يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
الناظر لتصريحات القادة السياسيين هذه الأيام يجدها جوفاء فارغة من مضامين وحدة الأمة وصون كرامتها والحفاظ على هويتها، لا أريد التعميم وهناك قادة كثر ناصبتهم الإنقاذ العداء تجد تصريحاتهم أكثر تصالحاً وواقعية وعلى رأس هؤلاء السياسي الوطني ياسر عرمان وقد استمعت له متحدثاً إلى إذاعة “هلا”
عن ضرورة المحافظة على كل الأشكال التى أدت إلى الثورة سواء لجان المقاومة، المنظمات النسوية، المنظمات الشبابية، الحركات والتنظيمات والأحزاب، نحتاج إلى مشاركة حقيقة للحركة الجماهيرية أثناء فترة الانتقال، إذا ماتت الحركة الجماهيرية ماتت الثورة، مهمة اليوم إنتاج رؤية وبرنامج حد أدنى وقيادة مشتركة للحفاظ على جذوة الثورة المستمرة) .
أعتقد أن ما ذهب إليه عرمان يعتبر منفستو يحمل رؤى فكرية وسياسية متجددة تصلح كأساس حوار اجتماعي قد يفضي الى مصالحة وطنية شاملة تعبر بالفترة الانتقالية إلي بر الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة والاتفاق على الحد الأدنى للقواسم المشتركة للأحزاب والكيانات السياسية.
الجدير بالذكر أن عرمان أكد أن الثورة نتاج للحراك الشعبي والتغيير قادته القوات المسلحة والدعم السريع وبهذا الفهم قد أراحنا وأجاب على السؤال الملح ما هي الجهة التي قادت التغيير؟ هناك خلط كبير في أوساط السياسيين والمفكرين عن الأدوار التي لعبتها الأجهزة الأمنية في إنجاح عملية التغيير، ولا ننسي الدور الذي لعبه المهندس صلاح قوش جنباً إلى جنب مع الجيش والدعم السريع، إذاً نحن بحاجة الى إعادة قراءة وتحليل الأحداث قبل وبعد الثورة وإعمال الفكر والعقل لوضع حلول ومخرجات لتهيئة الظروف عبر المواقف والتصريحات التي تجمع الصف الوطني يميناً كان أو يساراً ونحن بحاجة إلى أن يتحرر القادة من عقلية الثأر والإقصاء.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل