عاصمة اللاءات.. لماذا تجيب أجواؤها اليوم نعم؟!
سؤال المبتدأ.. جواب الخبر
الخرطوم- الجميل الفاضل
ماذا؟
تغيير إدراكي
في تعقيب على نبأ تدشين خط طيران إسرائيلي يعبر أجواء السودان لأول مرة اليوم، قطع رئيس الوزراء البديل ووزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس خلال لقاء مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل، بان “اتفاقيات أبراهام” هي تغيير إدراكي إقليمي، وتغيير ميداني في الفرصة من أجل جلب سلام دافئ، وكذلك لجلب الفُرص الاقتصادية والفُرص الأمنية.
وكانت شركة «العال» الإسرائيلية قد أعلنت، أول أمس (الجمعة)، أنّها ستُدشِّن أول رحلة إسرائيلية تجارية، فوق أجواء السودان، بالطيران اليوم الأحد من مطار «بن غوريون» في اللد، إلى مطار عنتيبي في أوغندا، وذلك لأول مرة منذ الاتفاق السوداني الإسرائيلي.
كيف؟
هدف استراتيجي
كما نقلت “هيئة البث الإسرائيلي” أمس الأول عن مسؤول سوداني وصفته بأنه رفيع المستوى قوله: إن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على تطبيع علاقات بلاده بإسرائيل، مؤكداً وفق الهيئة: أن التطبيع بين البلدين يمثل هدفاً استراتيجياً للسودان، وأن الخرطوم مصرة على المُضِي قُدُماً في طريق التطبيع، مشيراً الى أنّ مُعارضة بعض الأطراف السودانية لخطوة التطبيع لن تمنع الحكومة من التحرُّك في هذا الاتجاه.
ومن جهته، وصف نائب رئيس المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية إيلان بيرمان، التطبيع بين إسرائيل والسودان بالتطور المؤثر، كونه يُشكِّل إضافة حقيقية لموجة التطبيع مع العالم العربي.
وقال بيرمان إن الصفقة لها أهمية رمزية وأكثر أهمية من التطبيع مع الإمارات والبحرين، كون الخرطوم كانت على عداءٍ حقيقي مع إسرائيل، مِمّا يجعلها صفقة سلام حقيقيّة أكثر من التي أُبرمت مع الدولتين، وتتمثل أهميتها في أنها تصنع حليفاً جديداً للقدس وسط العالم الإسلامي.
وتابع بيرمان: “إضافة إلى الفوائد المباشرة التي تجنيها إسرائيل من الصفقة مثل تحليق الطيران الإسرائيلي رسمياً فوق الأجواء السودانية، فإن عملاء الموساد سينامون قريري العين وهم يعلمون أن السودان لن يكون منصة للإرهاب أو محطة لنقله”.
متى؟
قبل رحيل ترمب
والى ذلك، كشفت صحيفة “فورن بولسي الأمريكية”، عن عزم إدارة الرئيس دونالد ترمب، إنهاء إجراءات رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإنهاء اللمسات الأخيرة على صفقة التطبيع بينه وإسرائيل قبل انتهاء الدورة الرئاسية الحالية، وقالت الصحيفة “بغض النظر عن مَن سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية، فإنّ إدارة ترمب أمامها عدد من الملفات التي ستقوم بإنجازها قبل مغادرتها”، وأضافت “يعمل مسؤولو الإدارة مع الكونغرس للتفاوض بشأن إعادة تطبيع العلاقات مع السودان ومُساعدة البلاد على الخروج من الهوّة الاقتصادية العميقة”، ولفتت الصحيفة إلى حرص إدارة ترمب على تعزيز الانتصارات الدبلوماسية لصالح إسرائيل، وقالت “لا يزال يتعيّن على إدارة ترمب القيام ببعض الدبلوماسية لتوطيد صفقة تطبيع تاريخية بين السودان وإسرائيل، في وقتٍ يُحاول فيه مسؤولو إدارة ترمب أيضاً إيجاد طرق لمُساعدة الحكومة الانتقالية الهَشّة من خلال تخفيف التوتُّرات السياسية التي تُغذِّيها الأنباء التي تفيد بأنّ السودان يسعى للتطبيع مع إسرائيل من أجل مُساعدات اقتصادية من واشنطن”.
مَن؟
العرّابون التسعة
وكان عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق ياسر العطا، قد كشف في وقتٍ سابقٍ، عن مهندسي اتّفاق التطبيع مع إسرائيل.
وأضاف العطا في تصريحاتٍ لصحيفة “الانتباهة”، أنّ الدائرة بدأت صغيرة واتّسعت مع تطوّر الفكرة.
وأوضح أن الدائرة شملت كلّ أركان حكومة الفترة الانتقالية البرهان، حميدتي، نصر الدين عبد البارئ، شمس الدين كباشي، عمر قمر الدين، محمد الفكي سليمان، عمر مانيس، إبراهيم جابر، مضيفاً وشخصي، وبعض المؤثرين في قِوى إعلان الحُرية والتّغيير.
ونوّه العطا إلى أنّ الدائرة اتّسعت لاحقاً حتى شملت قادة مكونات قِوى الحُرية والتّغيير.
وأتمّ “الغالبية وافقوا وجزء تحفّظ أو رفض ونحترم آراءهم”.