رحيل الدكتور الفنان عثمان مصطفى .. ما لقيت في دنيا الناس ساكت شبه زيك
الخرطوم : سراج مصطفي
رحل بالأمس الدكتور الفنان عثمان مصطفى بمستشفى بست كير بضاحية اللاماب بعد معاناة طويلة مع المرض، الجدير بالذكر أن الفقيد كان فناناً له إسهام فني كبير وواضح، وبرز من خلال العديد من الأغنيات التي لونت وجدان الشعب السوداني ولعل أبرزها أغنية (ماضي الذكريات) للشاعر جيلي محمد صالح، وألحان موسى محمد إبراهيم .. وقال للصيحة الدكتور عبد القادر سالم رئيس اتحاد الفنانين (هذا يوم حزين للفن والشعب السوداني بفقد الأخ والصديق الدكتور عثمان مصطفى .. هذا المبدع الكبير الذي قدم للشعب السوداني أجمل الأغنيات .. وأضاف سالم (أعتبر الدكتور عثمان مصطفى من أبرز الأصوات الغنائية في تاريخ الغناء والموسيقى في السودان وأكبر دليل على ذلك أغنية مشتاقين التي قدمها له محمد وردي وهو معروف بأنه لا يجامل مطلقاً .. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته.
ولد عثمان مصطفى عام 1946 بالرميلة بالخرطوم بالسودان وسط أسرة متصوفة على الطريقة القادرية، ووالده مصطفى سليمان الإمام، كان سياسيا ينتمي إلى الحزب الوطني الاتحادي بالسودان الحزب الوطني الديمقراطي حالياً. وعثمان متزوج وله ولد وبنت، مازن وميسون.
المراحل التعليمية:
درس بخلوة الفكي موسى بالرميلة وبمسجد الشيخ دفع الله الغرقان، قبل أن يبدأ تعليمه النظامي في مدرسة عبد المنعم الابتدائية بالحلة الجديدة بالخرطوم ثم في معهد حسين الحمامي لتدريس اللغات، وانتقل بعد ذلك إلى مدرسة الخرطوم القديمة. وفي عام 1969 التحق بمعهد الموسيقى والمسرح (كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حالياً)، وتخرج فيه بدرجة البكالريوس في الموسيقى عام 1974م، وفي عام 1976 سافر إلى إيطاليا في بعثة دراسية للتدريب على الغناء بمعهد الموسيقى ليشينيو ريفيشي « بمدينة فروزينوني الإيطالية لمدة عامين. وابتعث في عام 1979م إلى القاهرة بمصر لدراسة الموسيقى الغنائية بمعهد القاهرة للموسيقى ضمن برنامج للدراسات الموسيقية فوق الجامعية. ثم سافر إلى مصر مجدداً لمواصلة تعليمه فوق الجامعي بالقاهرة حيث حصل على درجة ماجستير عام 2004 م ثم نال درجة الدكتوراه في عام 2007م.
المسيرة الفنية:
أجيز صوت عثمان مصطفى في لجنة الأصوات الجديدة بالإذاعة السودانية عام 1965 وكانت أغنية «والله مشتاقين» أول عمل سجله في الإذاعة، وهي من كلمات الشاعر إسماعيل حسن الذي كان قد صاغها في الأصل لحساب الفنان محمد وردي والذي قام بدوره بوضع ألحانها قبل أن يتنازل عنها لعثمان مصطفى. وتوالت بعد ذلك أعمال عثمان مصطفى الغنائية الخاصة به حتى فاقت الخمسين أغنية مسجلة، منها أغنية راح الميعاد وهي من ألحان عربي الصلحي، وأغنيات فيها إيه لو جيتنا فايت، من تأليف عبد اللطيف خضر، وماضي الذكريات من كلمات الشاعر الجيلي محمد صالح، وألحان الموسيقار موسى محمد إبراهيم، وما بتنشتل الزهرة في الأرض اليباب، وتعال يا قلبي سيبو، وما بعاتبك ما بلومك، وغيرها
الرائد عثمان مصطفى:
وتدرج عثمان مصطفى في تصنيف المطربين حتى وصل إلى درجة «رائد» وهي أعلى درجة تُمنح للمطربين بالإذاعة السودانية. وله أيضاً بعض الأعمال الغنائية المسجلة في هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، وإذاعة وادي النيل (ركن السودان سابقاً) بالقاهرة. كما قدم برنامجاً أسبوعياً في ثمانينات القرن الماضي بإذاعة ركن السودان باسم «إيقاع ونغم» وكان برنامجاَ تحليلياً للغناء السوداني استمر لمدة ثلاثة أعوام.
النشاط النقابي:
شارك عثمان مصطفى في النشاط النقابي بالسودان حيث عمل أميناً عاماً لاتحاد الفنانين السودانيين في ثمانينات القرن الماضي وانضم إلى لجنة الألحان والأصوات بالإذاعة السودانية ليصبح عضواً فيها حتى منتصف تسعينات القرن الماضي، وشغل أيضاً منصب رئيس لجنة المصنفات الأدبية والفنية بالإذاعة الاتحادية السودانية لمدة سبع سنوات. وفي منتصف التسعينات تم تعيينه عضواً لأول مجلس إدارة للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، ثم عضواً بلجنة الدستور القومية ممثلاً لفئة الفنانين بالسودان. ويشغل الآن منصب عضو اللجنة الموسيقية التابعة للجنة اليونسكو بالخرطوم، وأستاذاً بدرجة بروفسور مساعد بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وهو كذلك أمين عام جمعية الصداقة السودانية الأثيوبية بمجلس الصداقة الشعبية ويتمتع حالياً بعضوية كل من مجلس الأمناء بمؤسسة القدس الدولية والمكتب التنفيذي للمجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية بالأردن ، ممثلاً للسودان، ورئاسة لجنة تراث الموسيقى التقليدية وهو أيضاً من مؤسسي جامعة الزعيم الأزهري بالخرطوم، حيث كان عضو اً بمجلس الأمناء عند التأسيس.