أي أنا وأمثالي..
وذلك في مقابل الآخرين… ممن ينظرون إلى الأمور من زاوية العاطفة القلبية البحتة..
فصعبٌ على كل ذي انتماء أن يكون محايداً..
ولذلك فهؤلاء كثيرون – في كل مكان – مقارنةً بالذين يمثلهم عنوان كلمتنا هذه…أنا وأمثالي..
وفي أواخر أيام الإنقاذ تنبأنا بقرب زوالها..
فعوى في وجوهنا الذين تغلب على نظرتهم للأمور عاطفة الانتماء… وسخروا من تنبؤنا..
وما زلت أذكر سخرية كليم الغزالة من كلمتنا بعنوان (فات الأوان)..
وكنا نعني إنه قد فات الأوان – عقب الدفع بمعتز موسى لرئاسة الوزراء – على أي إصلاح..
فالأمور قد وصلت مرحلة اللاعودة..
ومما أوصلها الحد هذا عوامل عدة بخلاف – طبعاً – القهر…والكبت…والبطش…و الفساد..
وهي تكرار الفشل… والانفصام عن الواقع…والاستسلام لشهوة السلطة..
الاستسلام لشبق المخصصات… والامتيازات… والنثريات… والفارهات…والكماليات..
وحتى إزاء انتخابات أمريكا الآنية تطغى نزعة النظرة العاطفية..
ليس عندنا في السودان هنا وحسب ؛ وإنما خارجياً أيضاً…بما في ذلك عالمنا العربي..
سيما من تلقاء الذين يُقدَّمون على أنهم محللون سياسيون في الفضائيات..
فالخليجيون منهم – على سبيل المثال – كانوا يتوقعون فوز ترمب ؛ ليس لأسباب منطقية..
وإنما لدوافع عاطفية…فهو حاميهم من تنمر كلٍّ من إيران وتركيا..
مع إن بعض دول الخليج هذه أكثر ثراء من كلا الدولتين…فلماذا لا تحمي نفسها بنفسها؟..
وبالمناسبة ؛ ترمب هذا كنا قد توقعنا فوزه قبل أربعة أعوام..
وكان توقعاً يسبح عكس تيار غالب التوقعات…حتى في أمريكا نفسها ؛ وسخر منا البعض..
والآن نحن في زمان ثورة ديسمبر التي أحببناها..
ولكن الحب لا يمكن أن يكون أعمى من جانبنا…فيُعمينا عن رؤية الأمور بمنظار المنطق..
والمنطق يقول إن حكومة الثورة هذه فاشلة (من ساسها لراسها)..
فالاختيارات فاشلة… والسياسات فاشلة… والمعالجات فاشلة… ولائحة الأولويات فاشلة..
فتنبأنا – من ثم – بأنها ستكون حكومة محبطة للناس..
ثم تبدى لنا – من بعد ذلك – ما جعلنا نقول إن رموزها سيفوقون أهل الإنقاذ شبقاً للشهوات..
يعني ليس فشلاً وحسب… وإنما تشبهاً ببعض أسوأ عادات السابقين..
ويكفي أن نثرية عائشة – وأختها وأخوانها في السيادي – لم يسبق لها مثيل في تاريخ بلادنا..
والمصيبة الكبرى إنها امتيازات مليارية (مجانية)… بلا مقابل..
وليس بلا مقابل – من عطاء – فقط…ولكنهم ذابوا في شخصية المكون العسكري بالكامل..
وكذلك بهتت لونية المكون الوزاري حتى أضحت رمادية..
بل أمسى تابعاً – ولن أقول ذليلاً – للمكون العسكري…منافساً في ذلك نظيره بالسيادي..
فنحن نقيس الأمور بمقياس المنطق…لا العاطفة..
فيغضب منا البعض – كالعادة – ويسخر البعض الآخر ؛ فهذا قدرنا الذي اعتدنا عليه..
وكالعادة – أيضاً – تثبت الأيام صحة قراءتنا…أخيراً..
كما أثبتتها عند توقعنا لمآلات كلٍّ من (قومة السودان)…ومؤتمر باريس…فبرلين… فالرياض..
ثم مسلسل الانبطاح المخزي لترمب..
والذي كانت مكافأته للمنبطيحن هؤلاء (شلوتاً) تمثل في تجديد حالة الطوارئ على بلادنا..
فنحن نقرأ من كتاب الأيام…وهم يدمنون كتب الأحلام..
وهذه هي الجدلية التي كُتبت علينا خطى فمشيناها ؛ بكل وقع العقل – والمنطق – لا القلب..
نحن…وهم !!.