تقرير: مريم أبشر
تتوجه أنظار العالم بأسره اليوم نحو الولايات المتحده الأمريكية وهي تخوض الجولة رقم 59 للانتخابات الأمريكية لاختيار رئيسها القادم الذي يحمل الرقم 46، من بين مرشحين هما دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الحالي من اجل دورة ثانية ومرشح الحزب الديمقراطي جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق، في ظل احتدام غير مسبوق في المنافسة وتفتتح اليوم المنافسة الرئيسية للمرشحين، وقد أدلى ما يقارب 80 مليون ناخب أمريكى بأصواتهم مبكراً فيما أدلى ما يقارب الـ (50 مليون) ناخب بأصواتهم عبر البريد الإلكتروني، وتبدأ الجولة الانتخابية وسط تكهنات استطلاعات الرأي العام وسط الناخب الأمريكى (القياس المستخدم للتكهن) حول من هو الأقرب للفوز، و كشفت شبكة الإن بي سي وصحيفة وول ستريت جونال أن المرشح الديمقراطي جون بايدن يتقدم على منافسه ترامب بفارق عشر نقاط على مستوى البلاد، غير أن ذات الاستطلاع أشار للتقارب بين المرشحين على مستوى الولايات. ووفق المتابعات فإن الكثير من الأمريكان يشككون فى مصداقية قياس الرأي عبر الاستطلاع، بل إن بعضهم وجه له انتقادات لاذعة وسخر منها في أوساط حملة المرشحين لجهة أنه لا يعكس الواقع حسب تقديرهم ولا يمكن التعويل عليه، ورغم أن الاستطلاع أشار لتقدم بايدن، فإن هنالك من يشير إلى انخفاض شعبيته في فلوريدا إحدى ولايات إحداث الفارق وسط الأمريكان من أصول أفريقية، وارتفعت بالمقابل وسط كبار السن جراء خطته لمكافحة كورونا التي تعد أحد أبرز الكروت الانتخابية، ويرى مراقبون أن النتيجة النهائية هي فوز المرشح بأكثر من نصف عدد الناخبين في الولاية المعنية عبر المجمع الانتخابي .
خوف مشروع
تأتي انتخابات 2020 الأمريكية والخرطوم وواشنطن قد قطعا شوطاً مقدراً باتجاه إصلاح ما خربته الحكومة السابقة لما يقارب الثلاثة عقود، ودخول البلدين في عداء صريح وضع السودان بموجبه في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفرضت واشنطن عليه عقوبات أحادية جعلت منه دولة معزولة وتفتقر للمقومات..
الخطوات المتسارعة التي تمت بين الخرطوم وواشنطن في عهد حكومة الفترة الانتقالية منذ توليها الحكم وبصفة خاصة تحركات رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أسفرت عن خطوات متسارعة شارفت على الانتهاء في اللحظات الأخيرة لانتهاء فترة رئاسة الرئيس ترامب برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بدأت بتغريدة ترامب الشهيرة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية وما تلاها من خطوات لاحقة آخرها رفعه توصية رسمية للكونغرس بالمصادقة على مشروع قرار الحصانة للسودان.
تقارب الخرطوم وواشنطن وإن ربطه ترامب بالتطبيع مع إسرائيل في ظل سعيه لتنفيذ مشروعه الخاص للسلام في الشرق الأوسط المسمى ( بصفقة القرن)، أبدى البعض إشفاقه مخافة أن يتعثر التقدم في ظل التوقعات وفق استطلاعات الرأي العام بدخول جون بايدن البيت الأبيض بديلاً لترامب، مستندين في ذلك على أن حملة بايدن تركز على خدمة قضايا الناخب الأمريكي أولاً، خلافاً لترامب الذي يهتم كثيرًا بالأجندة الخارجية وخدمة المصالح الأمريكية في الخارجية خاصة اللوبي الصهيوني بجانب القضايا الداخلية. لكن بالمقابل هنالك من يرى أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات وأن ما يتم من خطوات لن يستطيع أ من يحالفه الحظ بالفوز تجميد ما افترعه سلفه غض النظر من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي.
سيمضي القطار
دبلوماسي وسياسي مخضرم قال للصيحة إنه لا يتوقع أن يحدث تغيير جوهري في شكل العلاقة بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية حتى في حال فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن سواء لجهة استكمال خطوات رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ومنحه الحصانة السيادية أو لجهة تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأضاف أنه في عهد الإدارة الأمريكية الحالية لترامب تم ربط الموضوعين ببعضهما في إطار الترويج لمشروع صفقة القرن الذي تبناه الرئيس ترمب منذ توليه منصبه وحاولت إدارته أن تعطي الموضوع زخماً إضافياً في سياق حملة الانتخابات الرئاسية ومن المرجح أن يتم استكمال خطوتي رفع اسم السودان ومنحه الحصانة قبل أن يغادر ترمب البيت الأبيض في يناير القادم في حال كسب منافسه بايدن الانتخابات، خاصة وأن موضوع منح الحصانة لم يُعرض على الكونغرس قبل الانتخابات، وبالتالي لن يتم التعامل معه كورقة انتخابية بين الحزبين المتنافسين.
أما فيما يلي موضوع التطبيع مع إسرائيل، فالراجح أن العوامل التي ستؤثر عليه أكثر في المرحلة القادمة ستكون عوامل داخلية أكثر من كونها خارجية، وهو سيجد الدعم من ساكن البيت الأبيض بغض النظر عن كونه جمهورياً أو ديمقراطياً .
عقلانية بايدن
وشدد على أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات وأن هذه المؤسسات ثابتة وقوانينها محترمة ولا تتغير أو تتبدل بتبدل الحكومات، بهذا المدخل مضى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات البروفسير عبده مختار مؤكداً على أن ما تم من خطوات مع الخرطوم من واشنطن لن يتوقف، وقال للصيحة حتى وإن تغير كل الكونغرس الأمريكي فإن الاتفاقات الموقعة والأوامر التنفيذية تظل ثابتة ومحترمة، لافتاً إلى أن الأوامر التنفيذية التي يوقعها الرئيس تمر أيضاً عبر الكونغرس كمراقب للموافقة عليها وإعطائها الشرعية، وجدد التأكيد على أن احترام المؤسسات ثابت، مشيراً إلى أن ما تم مع السودان من خطوات أمر محسوم ولن يتأثر.