*في الحلقة الأولى وضحنا بعضاً من فوضى البصات السياحية التي تكون وجهتها فاشر السلطان ومنها الى بقية ولايات دارفور التي لا زالت تنتظر اكتمال طريق الإنقاذ الغربي الذي أصبح مثل “حجوة أم ضبيبينة”، نسمع عنه ولا نجده على أرض الواقع.
*وحينما اخترنا العنوان أعلاه كنا نقصده باعتبار أن هذا الطريق هو الذي يربط جل ولايات دارفور مع ولايات السودان الأخرى وبإمكان هذا الطريق أن يصدر خيرات هذا الإقليم الغني إلى كل ولايات السودان، ولكن للأسف فإن مناطق الإنتاج بدارفور طرقها وعرة ولا يمكن الوصول إليها إلا بعد معاناة كبيرة.
*تمتاز ولاية شمال دارفور بأراضٍ خصبة وبها العديد من المحاصيل النقدية وغير النقدية التي تنمو في أراضيها، ولكن إذا نظرت إلى محليات هذه الولاية المتباعدة ستجد صعوبة في وصول منتجات تلك المحليات الى عاصمة الولاية في الفاشر ومنها للخرطوم.
*خلال الأيام الماضية سنحت لي قافلة الدعم السريع لإجلاس المدارس الثانوية في محليتي كتم والواحة من زيارة هاتين المحليتين، وإن كانت الواحة هي محلية الرحل وعرفت بثروتها الحيوانية الكبيرة فإن محلية كتم تعرف بالأرض الخصبة وزراعة أفضل أنواع الفاكهة والخضروات، ولكن حتى تصل هذه المنتجات الى الفاشر فإنها تحتاج لمسيرة يوم كامل لصعوبة الطريق والوديان التي تفصل بين كتم والفاشر تعوق حركة المرور.
*الغريبة أن طريق الفاشر كتم بدأت الحكومة السابقة العمل فيه ووصل حتى منطقة كفوت قبل الوادي العريض وتوقف العمل في الطريق منذ العام 2013 حسب إفادات أهل تلك المناطق وما بعد كفوت فمطلوب سيارة قوية وقائد ماهر حتى لا ينقطع به الطريق المليء بالوديان الكبيرة.
*وحتى كتم فإن بها سوقاً يقع بالقرب من وادٍ ضخم يحتاج أن تشق فيه الجهات المختصة طريقاً يسهل حركة نقل المنتجات إلى الفاشر ومنها إلى كافة ربوع السودان ليستمتع جل أهل السودان بمنتجات هذه المحلية الغنية بمواردها، ولكن لم تعرف هذه الموارد بسبب سوء الطريق إليها.
*وإن كانت كتم التي تعتبر قريبة من الفاشر تفشل في غيصال منتجاتها الجميلة إلى عاصمة الولاية، فلك أن تتصور كيف يكون الحال بالنسبة لكبكابية وسرف عمرة والسريف ومليط وغيرها من محليات الولاية التي تمتاز كل واحدة منها بمنتجات يحتاج إليها الاقتصاد القومي ولكن سوء الطرق يعطل هذه الحاجة.
*العنوان أعلاه ليس المقصود به الطريق القومي فقط الذي يربط فاشر السلطان بخرطوم الفيل، وإنما نقصد منه جل الطرق التي تربط محليات دارفور الكبرى بعواصم ولاياتها ومنها ربطها بالمركز وأماكن الاستهلاك في ولايات السودان الأخرى.