محمد محمد خير يكتب : مفارقات مدهشة
لسع البرد يجبرك على البقاء في المنزل وقتل الوقت يمضي بك إلى تقصي مواقع التواصل الاجتماعي وتسقُّط أخبار البلد. هكذا أنا منذ أول لسعة لبرد كندا المفارق.
من واقع الأخبار الموثوقة أن السيدة وزيرة المالية وبرفقتها صديقنا أردول ووفد من المعنيين سافرت (لاستلام جبل)، وتلك أول مرة في تاريخ البشرية يسافر وفد حكومي رفيع لاستلام جبل تحت سيادة البلد الذي يشد فيه الجبل أوتاده على أرضها ويخضع لسيادتها ويتخذ اسمه ضمن الأسماء المتداولة. أعني أن اسمه عامر وليس التوباد أو كلمنجارو!!!
وفي الأخبار أيضاً أن الجامعات ستظل في إجازة مفتوحة وكذلك المدارس رغم أن هذه الثورة (ثورة وعي) وأهم أدوات الوعي هي المدارس والجامعات. التي تسمى مؤسسات الوعي ضمن أبنية أخرى كالصحف ومحطات التلفزة والإذاعات والمساجد والكنائس. المدارس مقفولة والجامعات أيضاً والصحف تتهاوى و(قناة الشروق) تغرب فكيف سيتكامل معنى إشاعة الوعي?!
وفي الأخبار الموثقة بالصوت والصورة أن المثلي المقيم في السويد وصل البلاد واستقبلوه وأقام ليلة مدائح نبوية وظهر على الوسائط مرجحنا على إيقاع النوبة بصحبة آخر بلحية كثة! ترى هل أعلن التوبة أم إنه يحاول إعادة تعريف اللواط بمنحه بعدًا صوفياً??!!
وفي لندن وصف المهندس صديق يوسف الحالة الاقتصادية بالانهيار، وحذّر من الانهيار الشامل وقبله قال المهندس عادل خلف الله نفس ما عضده صديق في لندن وحمل الحكومة المسؤولية، والمهندس عادل من قيادات الحرية والتغيير الاقتصادية والحكومة حكومة الحرية والتغيير. اختارت رئيس الوزراء وكل المجلس وتقاسمت مكوناتها مناصب الوكلاء ومدراء الوزارات والولاة وكل هؤلاء ينفذون سياسات الحكومة التي كونتها الحرية والتغيير وتعارض في نفس الوقت سياساتها الاقتصادية دون أن يستقيل أي مسؤول بسبب تلك السياسات!!!
لماذا لا تهب الحرية والتغيير لإنقاذ الأوضاع الاقتصادية بفرض رؤيتها الاقتصادية على حكومة هي من صلبها ودمها وجيناتها طالما أن تلك الرؤيا هي الأرجح والمنقذ. أو تقوم بتشكيل حكومة أخرى تتقيد حرفياً ببرنامج الحرية والتغيير?
هل نسي الناس أن هذه الحكومة هي في الأصل حكومة الحرية والتغيير وأنه بمقدورها تنحيتها واستبدالها بأخرى? هل باستطاعة أي أحد تسنم منصب حكومي ما لم تكن الحرية والتغيير طرفاً في تعيينه? ولماذا يعمل جميع المسؤولين في الحكومة ضد برنامج الحرية والتغيير وهي من سلمتهم هذه المناصب? هذه ملهاة أشبه بالتراجيديا، فالحرية والتغيير تستعصم بالطهر وتدفع بأولادها للعقوق فتحكم من جهة وتعارض من أخرى والبلاد تنطفئ والظلام يتجمع والناس تئن.