الخرطوم– فاطمة علي
طالب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بضرورة مُراجعة النفس للعيش في حالة من السلام السياسي والاجتماعي والفكري، وأكد أن الشعب السوداني ليس إرهابياً ولا يرعى الإرهاب، بل هو شعب مسامح ومحب لكل شعوب الأرض ويحترم كافة الأديان السماوية ولا يسعى للعنف أو التطرف أو الغلو.
وقال (حميدتي) خلال مخاطبته افتتاح مؤتمر (الإسلام والتجديد.. بين الأصل والعصر) بقاعة الصداقة أمس، إنّ قضايا التجديد ضرورة لإيقاف المفاهيم المغلوطة عن الإسلام رغم أن القرآن والسنة لم يتركا شيئاً عن كيفية العيش وفق الهدي الرباني، ووصف المؤتمر بخارطة الطريق من الهدي النبوي للعيش على هدى الإسلام، وأكد أنه يأتي في وقتٍ فيه تحولات كثيرة محلياً ودولياً، ونوه إلى توقيع السلام الذي تم بين الحكومة والجبهة الثورية مؤخراً، وكذلك رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وقال إنه حان الوقت للتوضيح أن الشعب السوداني ليس إرهابياً، وأكد ضرورة خُرُوج المؤتمرات بتوصيات، وأن تسير البلاد في طريق دون عنف أو تطرف أو غلوِ وفي تسامُح مع الجميع، ونبّه إلى أنّ العالم الإسلامي يعيش في تحديات كثيرة، من أهمها، قضايا الأسرة والمجتمع وعلاقة الدين بالدولة وغيرها من القضايا التي تحتاج لنقاش عميق، وضرورة معالجتها دون المساس بالعقيدة، واعتبر ذلك مسؤولية الجميع، ودعا (حميدتي)، المؤسسات المركزية والولائية لحوارات مُستمرّة لتجديد الحياة والاهتمام بخطاب الدعوة، وقال “نتطلّع لتجديد الدين في المعاملة وضرورة احترام الاختلافات الدينية لتعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال في الخطاب الإسلامي”.
من جانبه، دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح إلى تجديد الخطاب الديني ليُواكب المتغيرات العصرية ليثري الحياة، وأكد أهمية تطور الأساليب التفاهمية من خلال الاستماع لوجهة نظر الآخر، وقال إن هناك متغيرات يجب التوقف عندها بعُمقٍ.
فيما نادى رئيس مجمع الفقه الإسلامي عبد الرحمن آدم، القائمين على أمر الخطاب من العلماء والباحثين لمراجعة وتجديد الخطاب الإسلامي، على أن يقدم إجابات للأسئلة المطروحة فيما يتعلّق بحرية الدين وبحث العلاقة ما بين الحكم والمحكومين، وأن يقدم الخطاب الحلول الناجعة في أمر الجهاد.
وهنّأ وزير الشؤون الدينية والأوقاف المصري محمد مختار جمعة، الشعب السوداني بما تحقق من خطوات سياسية ورفع اسم السودان من الإرهاب، ونوه إلى ما يجمع شعبي السودان ومصر من تاريخ ومصير، وأكد أن العلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عداء.
بدوره، أكد رئيس اللجنة العليا للمؤتمر الزبير محمد علي، أن المؤتمر يعمل على حل مُشكلات الغلو والتطرف والقضاء على خطاب الكراهية الدينية واللا دينية، ويهدف إلى التعرف على تجربة الإسلام.