محمد محمد خير يكتب: مشهد جديد يتخلّق
على قلة اهتمامي بلغة جسد نتنياهو فيما مضى، لكنني لم أشاهد في حياتي لغة جسد سعيد بذلك الوضوح الذي رأيته حينما كان نتنياهو يعرب عن فرحة لا تدانى بتطبيع إسرائيل والسودان علاقاتهما.
له كل الحق فإسرائيل اجتهدت منذ أمد لترى هذه اللحظة. عملت لها بدأب واجتهاد وكتمان وتقية وظلت مثل الظل (تدخل القش وما تقول كش).
السودان حيوية جغرافية هامة لإسرائيل لأنه العمق الأمني لمصر ولأنه البحر الأحمر والجوار المتعدد والأرض البكر والسهوب العذراء المحافظة على بكارتها والتطبيع معه يعني اكتمال معنى مشروع تأمين الظهر.
أغلى بضاعة بأرخص ثمن!!!!
ما المتوقع بعد عودة السودان للملعب الدولي بعد تحرره من قائمة الإرهاب وفي ظل التطبيع??
لا يختلف اثنان أن هذا التطور سيوثر عملياً على تركيبة الحلف العسكري المدني الحاكم وسيضاعف الامتياز الذي يتمتع به الشق العسكري ويرفده بقوة إضافية ويعمل على تقويته لحراسة مهام التطبيع التي سترافقها استثمارات زراعية ضخمة وأنشطة تعدينية تتصل باليورانيوم والمعادن الاستراتيجية في مناطق حددتها سلفًا التكنلوجيا الحديثة منذ أمد بعيد ضمن النشاط الاستخباري التكنلوجي الذي تقوم به الشركات المتعددة الجنسيات الضخمة الوثيقة الصلة بمؤسسات صناعة القرار في العالم.
ربما يرميني قارئ هذه الكلمات بالتخريف والدجل لكنني أشهد الله أنني كنت على يقين بهذا السناريو منذ أكثر من عقد وأراه الآن يتبدى ويمثل ويتحقق دون كابح.
ستشهد المرحلة القادمة بروز أسماء مدنية جديدة من تكنوقراط وسياسيين مخلصين لهذه الوجهة وقادرين على مهامها وفي ضفة أخرى سيعلو الهتاف وتتبدل التحالفات.
أمريكا وإسرائيل يهمهما في المقام الأول الاستثمار في بيئة آمنة لذا سيعملان معاً مع القوى العسكرية بكل منظوماتها لتحقيق قدر من الاستقرار الأمني في المقام الأول وربما تكون كل مرحلة الانتقال مكرسة لهذا الهدف بمساعدة بعثة الأمم المتحدة الموجهة أمريكياً بطبيعة الحال وضمن فترة الانتقال ستقدم أمريكا عونها الفني الذي ستتبناه الأمم المتحدة في الترتيبات الأمنية بين الجيش والحركات بتحديد الكم المستوعب في الموسسة العسكرية وسيدخل الدعم السريع ضمن هذا الترتيب حينها سيجد الحلو نفسه مضطرًا لدخول هذا (الأوكازيون) وسيسبق ذلك تفاهم عميق مع حكومة الجنوب وربما يسبقه عبد الواحد محمد نور في خطوة ميلودرامية تخلط بين (العلمانية والحواكير).
هكذا سيترتب الملعب عسكرياً وأمنياً وسياسياً. أما أمد الفترة الانتقالية فسيكون مرتبطاً بالمدى الزمني الذي سيستغرقه هذا الترتيب.