التطبيع.. ولوج سياسي بدفع اقتصادي
ترجمة- إنصاف العوض
أعلن الرئيس دونالد ترمب أمس الجمعة، أن السودان سيبدأ في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مِمّا يجعله ثالث دولة عربية تفعل ذلك كجزء من الصّفقات التي توسّطت فيها الولايات المتحدة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية.
ووصف موقع فوكس الأمريكي، الاتفاق الإسرائيلي السوداني بالقرار الذي يُعمِّق انخراط السودان مع الغرب وانتصار لترمب في السياسة الخارجية قبيل أيّام من الانتخابات الرئاسيّة في أعقاب اتفاق ترمب المَشروط هذا الأسبوع لإزالة الدولة الواقعة في شمال أفريقيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب إذا دفعت تعويضات لضحايا الهجمات الإرهابية الأمريكية.
تعزيز إسرائيلي
ويعزز حليفه المحاصر، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي الآونة الأخيرة، توسطت الولايات المتحدة في اتفاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين. واعترف الأردن بإسرائيل في التسعينيات.
وقال ترمب إن السودان أظهر التزاماً بمحاربة الإرهاب. وأضاف أن هذا واحد من أعظم الأيام في تاريخ السودان، وإن إسرائيل والسودان في حالة حرب منذ عقود. وقال نتنياهو عبر الهاتف “إنه عالم جديد”. نحن نتعاون مع الجميع لبناء مستقبل أفضل لنا جميعاً.
ولقد جعل نتنياهو من أولوياته إقامة علاقات مع دول مُعادية في السابق بأفريقيا والعالم العربي في ظل غياب أي تقدم مع الفلسطينيين خلال فترة حكمه التي تزيد عن عقدٍ. ويهدف الاتفاق أيضاً إلى توحيد الدول العربية ضد خصمها المشترك إيران.
تعاون اقتصادي
هذه الاعترافات الأخيرة بإسرائيل، قوضت الإجماع العربي التقليدي على أنه لا يمكن أن يكون هناك تطبيع مع إسرائيل قبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويقول الفلسطينيون إن الاعترافات ترقى إلى مستوى الخيانة، بينما تقول إسرائيل إن الفلسطينيين فقدوا ما اعتبروه “حق النقض” على جهود السلام الإقليمية.
وسيشمل الاتفاق مع السودان، مُساعدات واستثمارات من إسرائيل، لا سيما في مجال التكنولوجيا والزراعة، إلى جانب المزيد من الإعفاء من الديون. يأتي ذلك، في الوقت الذي تتأرجح فيه السودان وحكومته الانتقالية على الحافة. واحتج الآلاف في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في الأيام الأخيرة على الظروف الاقتصادية السيئة.
جاء إعلان ترامب، في صباح اليوم التالي للمناظرة الرئاسية الأخيرة مع الديمقراطي جو بايدن، بعد أن نفّذ السودان تعهده بتقديم 335 مليون دولار لتعويض الضحايا الأمريكيين للهجمات الإرهابية السابقة وعائلاتهم. الأموال مخصصة لضحايا تفجيرات عام 1998 لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا من قبل شبكة القاعدة، بينما كان زعيمها أسامة بن لادن يعيش في السودان. وقال ترمب يوم الثلاثاء إنه تم تحويل الأموال، وإنه سيحذف السودان من القائمة.
إنعاش اقتصادي
يفتح إلغاء تصنيف الإرهاب الباب أمام السودان للحصول على القروض الدولية والمساعدات اللازمة لإنعاش اقتصادها المُنهك وإنقاذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية.
يسير السودان في طريق هش نحو الديمقراطية بعد انتفاضة شعبية في العام الماضي أدّت بالجيش إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير.
وشكر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ترمب على توقيعه الأمر التنفيذي بإزالة السودان من قائمة الإرهاب، وقال في بيان إنه يأمل في استكمال العملية “في الوقت المناسب”.