تشهد بعض مناطق محليات قريضة وسرقيلا وتلس بولاية جنوب دارفور بين حين وآخر، اقتتالاً قبلياً بين الفلاتة والمَساليت، وعادةً ما يخلف الصراع عدداً من القتلى والجرحى وإتلافاً للممتلكات، ونهباً للماشية وتبذل السُّلطات جهوداً كبيرة لاحتواء الصراعات، إلا أنّها تتكرّر.
ووفقاً للأستاذ الصحفي فيصل سقف عضو المجلس التشريعي بولاية الخرطوم سابقاً، فإن معسكرات قريضة تعرّضت لهجوم راح ضحيته 7 قتلى وعدد من الجرحى، إضافةً إلى إتلاف وحرق في الممتلكات وقبلها تم قتل 15 مواطناً في قرية أبو دوس، و8 آخرين في قرية عيدان ومعهم ضابط برتبة ملازم يتبع للقوات المسلحة، وعادة تصل الحكومة من نيالا وتُكوِّن اللجان وأحياناً يتم القبض على الجناة وتُعالج المشكلة ثم تتجدّد، وهي مشاكل مربوطة بنزاع الأراضي في دارفور، فكل قبيلة تدعي ملكية الأرض التي هي أصلاً مِلْكٌ للدولة، ويحق لأيِّ مواطن أن يسكن في أي بقعة سودانية وله كامل الحقوق وعليه واجبات، ففي عهد الوالي كاشا، تم عقد صلح لست قبائل حول قريضة، وتم تحويل وحدة سعدون الإدارية المُتنازع عليها بين الفلاتة والمساليت الى وزارة الحكم المحلي، يعني لا تلس ولا قريضة ولا سرقيلا، وسرقيلا كما فسّرها رجل الأعمال المقيم بألمانيا الشيخ الأمين عكاشة، قال إنّها تعني سار وقيلا، يعني مسار للرُّحّل.
وامتلاك الرعاة والمُواطنين للسلاح يصعب على حكومة جنوب دارفور إيقاف النزيف المتكرر إلا بتدخل مركزي يضع حدّاً للتفلتات، كما سبق أن تمّ الصلح في منطقة النظيف بين القبائل برعاية قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو، وأعطى الاتفاق نتائج إيجابية على الأرض وفتحت الطرق وتمّت المُحافظة على الموسم الزراعي واختفى النهب المسلح، فنأمل أن تتكرر التجربة مرة أخرى في قريضة وسعدون.
الصراعات القبلية في جنوب دارفور خلّفت آلاف القتلى والجرحى والأرامل واليتامى، وهي خسائر فادحة مادياً وبشرياً، وجنوب دارفور ولاية غنية وكما يُطلق عليها الزميل محجوب حسون “كلفورنيا السودان”، فمحلية قريضة يجب أن ينفّذ فيها حوض البقارة، وأن تفتح للمستثمرين بصورة مُقنّنة حتى لا تكون مشاريع “ماسورة” كما حدث لأخونا أبو القاسم محمدين في أمريكا مُنح مشروعاً من التخطيط العمراني “وما لاقاه إلا يجي يراجع مع لجنة إزالة التمكين”، وآخرون مثله.
فالمناطق الغنية بالموارد يجب أن تقف الدولة على حراستها والاستفادة منها بدل تركها مسرحاً للصراعات والاقتتالات الداخلية في قضايا ذاتية.
وعليه، نُناشد العُمدة مصطفى أبونة للتدخُّل لحل النزاعات المُتكرِّرة بين الفلاتة والمساليت بحكم الجوار والخبرة والإلمام بجذور المشاكل، والرجل يتّسم بالحكمة والصراحة والشجاعة والوقوف بصلابة إلى جانب الحق والتسامح، وعمل على تنقية الأجواء وحل الخلافات بين القبائل في جنوب دارفور، ولذلك رشحته المنظمات الأمريكية في وقت سابق لتكريم في واشنطن وهو أهلٌ لذلك. فعلى والي جنوب دارفور الاستفادة منهم في حل نزاعات الولاية، وأيضاً التجاني محمد أحمد قيد وقيقر وكبس من سرقيلا، هؤلاء يقومون بحل أي مشكلة، فعلى مركز القرار في الخرطوم الاستعانة بهم، ومعهم ملك قريضة يعقوب الملك، فيجب حل النزاع المتكرِّر حقناً للدماء والانطلاق بولاية جنوب دارفور نحو التنمية.